التعليم والتقدم – بقلم: أ. د. مصطفى علوي

نفكر معاً
بقلم: أ. د. مصطفى علوي

يتحقق تقدم أي بلد بواسطة البحث العلمي، والتطوير التكنولوجي والتعليم، وسياسات الصحة والإسكان والنقل والثقافة، وغيرها من السياسات الاجتماعية التي سيرد ذكرها في مقالات تالية في المستقبل القريب، ولأن التعليم يلعب الدور الأساسي في إعداد وتأهيل الكوادر البشرية المحترفة والمتخصصة وذات الكفاءة فإنه يلعب الدور الأهم في تحقيق التقدم في كل مجالات الحياة. أما إذا فشل النظام التعليمي فإنه سيؤدي إلى غياب أو ضعف القدرات البشرية، وهو ما يؤدي إلى تأخر حالة تلك الدولة التي تعاني من ضعف أو تخلف منظومتها التعليمية.
ولأنني عملت استاذا زائرا في إحدى الجامعات الألمانية، ومن قبلها مدرسا زائرا في إحدى الجامعات الاميركية داخل الولايات المتحدة الاميركية، وفي الجامعة الاميركية بالقاهرة، كما التحق ابني وابنتي بإحدى المدارس الابتدائية بولاية فيريجينا الاميركية، فإنني تعاملت بشكل مباشر مع منظومة التعليم هناك. 
ومن ثم تبينت لي الفروق الجوهرية في منظومة التعليم فيما بيننا وبينهم. وسوف أعرض فيما تبقى من سطور لأهم الفروق بيننا وبينهم في مجال التعليم.
قبل التحاق ابني وابنتي بمدرسة جلن فورست بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة أجريت معهما مقابلة علمية استهدفت الاطمئنان إلى مستواهم العلمي أو التعليمي قبل اتخاذ القرار بقبولهما في تلك المنظومة. 
ومما يجدر ذكره هنا أن معلمي المرحلة الابتدائية في تلك الولاية هم من حملة درجة الماجستير، بينما مدرسو المرحلة الثانوية من حملة البكالوريوس، وفي داخل الفصل عشرون تلميذا فقط، وليس 50 أو 60 تلميذا، وهو ما يضمن درجة تفاعل علمي وتعليمي عالية وكبيرة، سواء بين التلامذة أو أستاذهم، أو بين الطلاب وبعضهم البعض، وهذا لا يقل أهمية. 
وفي داخل الفصل الواحد أربع موائد مستديرة، وعدد طلاب كل مائدة خمسة، والموائد على صف واحد وليست وراء بعضها البعض، وهذا ما يحقق درجة تفاعل عالية بين التلاميذ وبعضهم البعض، وبين مدرسيهم. 
ومع بداية كل شهر جديد يتم تغيير مواقع التلاميذ فيتيح لهم درجة تفاعل عالية جدا مع نهاية العام الدراسي بفصليه، ولكل تلميذ ضلفة في دولاب الفصل يحفظ فيها كتبه وكراساته، والنظام التعليمي هناك يقوم على الفهم والإدراك وبناء القدرات.
الأنباء