هل يعاني الجيل “زد” من صعوبات نفسية أكبر من جيل الألفية؟ هذا ما أظهره استطلاع جديد
تشهد نسبة أقل من الجيل “زد” ازدهارًا مقارنةً بجيل الألفية في العمر نفسه، وهناك احتمال أقل بكثير لوصف الجيل “زد” صحتهم العقلية بكونها “ممتازة”، وفقًا لدراسةٍ جديدة.
وأفاد تقرير صادر عن مؤسسة “جالوب” ومؤسسة “عائلة والتون” (WFF) التالي: “يزدهر أقل من نصف الأميركيين (47%) من الجيل “زد” في حياتهم، وهم من المجموعات التي وصلت لأدنى المعدلات بين جميع الأجيال في الولايات المتحدة اليوم، وهم يتمتعون بمعدل أقل بكثير مقارنةً بجيل الألفية في العمر ذاته”.
وتهدف الدراسة المنشورة الخميس إلى تكبير أصوات الجيل “زد” بشأن القضايا الرئيسية التي يواجهها هذا الجيل. وقام الباحثون باستطلاع آراء أكثر من 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 12 و26 عامًا في أبريل/نيسان ومايو/أيار من هذا العام.
وأكّدت الدراسة: “على القرارات التي تؤثر على السياسات العامّة، وبيئات التعلم، وأماكن العمل أخذ وجهات نظر الجيل “زد” بعين الاعتبار (وليس وجهات النظر حولهم)، إضافةً للتحديات التي يواجهونها، والحلول التي تناسب احتياجاتهم الفريدة على أفضل وجه”.
وطُلب من المشاركين تقييم كيفية رؤيتهم لحياتهم الحالية، والمستقبلية، وتم تصنيفهم بكونهم مزدهرون في حال أعطوا تقييمات عالية في كلتا الفئتين.
وبحسب الدراسة، لا يزدهر إلا 41% فقط من أعضاء الجيل “زد” الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا، في حين يزدهر جيل الألفية من العمر ذاته بمعدل 60% تقريبًا.
ولكن هناك شيء واحد من المهم أخذه بعين الاعتبار، وهو أنّ الأبحاث المتعلقة بالأجيال تُعتَبر مثيرة للجدل.
ويرى بعض العلماء أن تصنيف الأجيال أمر ضار وغير علمي.
أشار باحثون لوجود أدلة لاختلاف صراعات الصحة العقلية للجيل “زد”
وبالمقارنة مع الأجيال الأكبر سنًا اليوم، أوضحت دراسة “جالوب” و”WFF” أنّ أعضاء الجيل “زد” هم أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاعر سلبية مثل التوتر، والقلق، والشعور بالوحدة.
وأفاد الباحثون أيضًا أنّهم وجدوا “أدلة على أنّ صراعات الصحة العقلية التي أبلغ عنها الجيل زد تختلف عن تلك التي عانت منها الأجيال السابقة في العمر نفسه”. وعندما طُلب منهم وصف صحتهم العقلية أو رفاهيتهم الحالية، أبلغ 15% فقط من أفراد الجيل “زد” الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا أنّها ممتازة.
ووجدت الدراسة أنّ هذا يُعد انخفاضًا حادًا مقارنةً بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، أي عندما أبلغ 52% من جيل الألفية من الفئة العمرية ذاتها أنّ صحتهم العقلية كانت ممتازة.
وفي عام 2004، أفاد 55% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا (بما في ذلك أفراد من جيل الألفية والجيل “إكس”) عن تمتّعهم بصحة نفسية ممتازة.
وما السبب وراء هذا الانخفاض الكبير؟ ويرى الباحثون أنّ التراجع العام للصحة العقلية خلال العقد الماضي قد يكون مسؤولاً عن ذلك بشكلٍ جزئي.
وليس هذا البحث الأول الذي يسلط الضوء على مشاكل الصحة العقلية للجيل “زد”.
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، أكّدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ سوء الصحة العقلية لا يزال يمثل “مشكلة صحية عامّة ضخمة” للمراهقين، وخاصة بين الفتيات المراهقات.
التفاؤل سمة أخرى للجيل “زد”
ولكن الصورة التي يرسمها أفراد الجيل “زد” لحياتهم بعيدة كل البعد عن السلبية.
ووفقًا للدراسة، يتفّق أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص من جيل “زد” أنّ أمامهم مستقبل عظيم.
وذكرت الدراسة: “هناك تفاؤل دائم في مواجهة صراعات الصحة العقلية لهذا الجيل”.
ورُغم هذا التفاؤل، تُشير الدراسة أيضًا إلى شعور أقل من نصف أعضاء الجيل “زد” أنّهم مستعدون للمستقبل.
وقال الباحثون إنّ هذه الدراسة عبارة عن أوّل تقرير لهم حول هذه المجموعة الممثلة على الصعيد الوطني، لكنّها لن تكون الأخيرة.
وهم يخططون لمواصلة استطلاع آراء أعضاء الجيل “زد” لتوفير المزيد من البيانات لصنّاع السياسات.