كيف تُعدوّن أبناءكم لـ”سنة أولى جامعة”؟
قال الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي، إن الإعداد لمرحلة الجامعة يبدأ من الطفولة، بمساعدة الأسرة والمدرسة، لافتاً إلى أن الجامعة هي مرحلة النضج النفسي والبدني والمستقبل الكبير.
وأضاف، خلال استضافته عبر نافذة “ساعة صباح” على شاشة الجزيرة مباشر، الأحد أن مرحلة الجامعة تعني اختيار التخصص والمكانة الاجتماعية واتجاه العمل وتحديد المصير واكتشاف الذات وتكوين الصداقات والتواصل والاعتماد على الذات، لذا فالأسرة يجب أن تغرس الطموح والوعي بتلك المرحلة في البناء وتكون لهم دافعاً وليس ضاغطاً.
وأشار مبيض إلى أن مرحلة الجامعة هي مرحلة ضغط حيث التغيرات النفسية والاضطرابات وتبدل الطباع المصاحبة لمرحلة الشباب والتي تحتاج إلى دعم عن طريق المعايشة والمناقشة، مؤكداً ضرورة الحوار مع الأبناء حول الجامعة وما يدور فيها من علاقات وصداقات وأنشطة مهارات.
كما أكد أن الجامعات ليست حفلة يدخلها الطلاب، وإنما هي ورشة عمل، ووجه رسالة لأستاذة الجامعات أن “رفقاً بالطلاب وكونوا سنداً لهم” فقد تكون سبباً بتحويل حياة بعض الطلاب لنجاح دائم أو تحطيمهم على مر السنين، فالشباب هم ثروة المجتمع.
من جهته، قال صلاح الدين الهواري، مرشد أكاديمي، إن سنة أولى جامعة تعتبر نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضج أو الشباب، وهنا يظهر صراع الرغبات والميول والمهارات والقدرات، والخروج من بيئة مختلفة “مدارس نمطية” إلى حياة أخرى تماماً “منفتحة” وتكوين صداقات وأنشطة مختلفة هذه المرحلة ترسم مستقبل الطالب إلى حد كبير.
وبين الهواري تجربة إعداد الطالب لمرحلة الجامعة والتي قام بها قسم الإرشاد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم القطرية، حيث قام بمبادرة بتشجيع من المدارس لتدشين مادة لتدريس الإرشاد الأكاديمي، بحيث يتم إعداد الطالب منذ مرحلة المدرسة لاستقبال الجامعة، ويتم إعداد الطالب علمياً وفكرياً بحيث يتعلم مهارات التفكير النقدي والبناء العقلي وكيف يتعرف على شخصيته وذاته ونقاط ضعفه وقوته.
وأشار إلى أن التجربة تعتمد على “اختبارات الشخصية” وتوجيه الطالب لما يناسب حياته الجديدة ومساعدته في اختيار التخصص وبناء الشخصية ومتطلبات سوق العمل والتركيز على القدرات قبل الدرجات، فالسير ضد القدرات خطأ كبير، وهناك اختبار اسمه “تمهيد” يساعد الطلاب على اختيار التخصص المناسب بالجامعة لكنه ليس وحده كافياً.
وأوضح الهواري أن الجامعة محطة أساسية يجب استثمارها باعتبارها آخر محطة اتصال مباشر مع التعليم، ونصح بمصاحبة الأصدقاء أصحاب الهمم العالية الذين يعينون بعضهم على النجاح والتميز، إضافة إلى الإبداع في التخصص أهم بكثير من الدرجات العالية، والتخطيط للنجاح مطلوب وإلا فأنت تخطط للفشل، ويجب تحديد الأهداف قبل الجامعة ويمكن أن يساعد في ذلك المرشد الأكاديمي بالجامعة.