دراسة جديدة: النباتات المنزلية تؤثر على جودة الهواء وتنقيه من بعض الملوثات
أظهر بحث جديد أن النباتات المنزلية يمكن أن تحسّن جودة الهواء الداخلي بشكل كبير، حيث إنها تفيد في إزالة ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) من هواء الغرف، والذي يعرف بأنه الملوث المرتبط بأمراض الجهاز التنفسي والذي ينتج عن حرق الوقود عادة.
وقد أوضحت الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية “إير كواليتي أتموسفير آند هيلث” (Air Quality, Atmosphere and Health) أن النباتات المنزلية البسيطة التي يمكن شراؤها بأسعار معقولة نسبيا يمكن أن تكون حلا فعالا عندما يتعلق الأمر بتخفيض مستويات أكسيد النيتروجين في المنازل والمكاتب على حد سواء.
وكما أشار تقرير لموقع “ساينس ألرت” (Science Alert)، فقد اختار الباحثون نباتات زنبق السلام (Spathiphyllum wallisii) ونبات الذرة (Dracaena fragrans) والسرخس (Zamioculcas zamiifolia). وتبين أن هذه الأنواع قد تمكّنت من تخفيض مستويات أكسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 20% في بعض الحالات.
وقد أوضح الكيميائي كريستيان فرانغ من جامعة برمنغهام (University of Birmingham) البريطانية في البيان الصحفي للجامعة المنشور بتاريخ 7 مارس/آذار الجاري أن جميع النباتات التي اختيرت للتجربة أظهرت قدرات متشابهة بشكل لافت للنظر في إزالة ثاني أكسيد النيتروجين من الغلاف الجوي على الرغم من أنها مختلفة تماما عن بعضها بعضا.
وللوصول لتلك النتائج فقد وضع الباحثون كل نبات في غرفة منفصلة في مكتب يقع بجوار طريق مزدحم. وكانت غرف الاختبار الثلاث بنفس مستوى ثاني أكسيد النيتروجين تقريبا. ووجدوا أن جميع الأنواع النباتية المختبرة قد تمكنت من إزالة حوالي نصف ثاني أكسيد النيتروجين خلال ساعة واحدة فقط.
نسبة وتناسب
ومن خلال استقراء النتيجة في مكتب صغير بحجم 15 مترا مكعبا يحتوي 5 أنواع نباتية، اقترح الباحثون أن ناتج تخفيض ثاني أكسيد النيتروجين سيكون بحدود 20% في حال كان المكان سيئ التهوية.
وإذا كان المكان أكبر بكثير أي بحجم يصل إلى 100 متر مكعب، فإن التخفيض في نسبة ثاني أكسيد النيتروجين الناجمة عن وجود 5 أنواع نباتية فقط ستكون أقل بطبيعة الحال لتصل إلى 3.5% فقط. ولكن يمكن زيادة نسبة التخفيض هذه عن طريق استخدام المزيد من النباتات.
كما خلصت الدراسة إلى أن العوامل المحيطة لم تؤثر على قدرة النباتات المجربة في تخفيض ثاني أكسيد النيتروجين سواء أكانت التربة جافة أو رطبة، أو في حال أجريت التجربة في ساعات من الليل أو من النهار.
وقد فحص الباحثون تأثير هذه العوامل نظرا لأن الدراسات السابقة التي بحثت في إزالة ثاني أكسيد الكربون (CO2) قد أظهرت أن هذه الظروف البيئية تؤثر على مدى تحسن جودة الهواء.
عملية بيولوجية ما
يقول فرانج “لا نعتقد أن النباتات تستخدم نفس العملية التي تستخدمها لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، حيث يتم امتصاص الغاز من خلال المسامات في الأوراق”.
وأضاف “لم يكن هناك ما يشير، حتى أثناء التجارب التي استغرقت زمنا أطول، إلى أن نباتاتنا قد أطلقت ثاني أكسيد النيتروجين مرة أخرى في الغلاف الجوي، لذلك من المحتمل أن هناك عملية بيولوجية ما تحدث في التربة التي ينمو فيها النبات، لكننا لا نعرف حتى الآن ما هي”.
ويرى الباحثون أن جزءا من صعوبة الوصول إلى نتيجة نهائية بشأن القدرة الحقيقية للنباتات على إزالة ثاني أكسيد النيتروجين هو أن المنازل والمكاتب في العالم الحقيقي لا تعمل بالضرورة بنفس الطريقة التي تعمل بها التجارب المعملية، وذلك بالنظر إلى تدفق هواء جديد (وملوثات جديدة) طوال الوقت.
ويتوقع فريق الدراسة أن تركز الأبحاث المستقبلية على توضيح الآليات الدقيقة التي تستخدمها هذه النباتات لإزالة ثاني أكسيد النيتروجين من الهواء، كما يمكن مقارنة تأثير النباتات المنفردة مع “الجدران الخضراء” وهي جدران كاملة من النباتات والتي يرجح أنها ستكون أكثر فعالية في تنظيف الهواء.