توأمة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث.. بقلم:أ.د. فيصل الشريفي
أنشئ معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1967 من قبل شركة الزيت العربية المحدودة، وأعيد تنظيمه بمرسوم أميري صدر في عام 1973، متضمناً مجموعة الأهداف للنهوض بالبحوث العلمية التطبيقية، وخصوصاً فيما يتعلق بالصناعة والطاقة والزراعة وسائر المقومات الرئيسة للاقتصاد القومي، وذلك لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وتقديم المشورة للحكومة فيما يتعلق بسياسة البحث العلمي للبلاد. وفي عام 1981 تمت إضافة بعض المهم نحو تعزيز دور المعهد الوطني في تطوير البحث العلمي والتكنولوجيا، تتمثل في تقديم الاستشارات البحثية والعلمية والتكنولوجية للقطاعين الحكومي والخاص في دولة الكويت، ومنطقة الخليج، والوطن العربي، كما حث قانون المعهد على التعاون مع المؤسسات الدولية المناظرة له، وأن يصبح بحلول عام 2030 من المؤسسات العلمية والبحثية المعترف بها دوليا بصفته المؤسسة الأكثر تميزا في المنطقة في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع، وبوابة للمعرفة والقوة الدافعة للوصول إلى ازدهار اقتصادي مستدام لحياة متميزة، والشريك في تطوير ونشر واستغلال أفضل مجالات العلم والتكنولوجيا والمعرفة والإبداع للعملاء في القطاعين العام والخاص، مما يعود بالخير على الكويت والدول التي تواجه التحديات ذاتها، ولديها الفرص نفسها المتاحة لدولة الكويت. العالم اليوم يولي مؤسسات البحث العلمي الاهتمام والأولوية بالرعاية المادية والمعنوية لإيمانه بدور البحث العلمي في التطوير والريادة التي تقتضيها الضرورة لمواكبة التطورات العلمية. لقد صار من الضرورة تطوير مسار المعهد بتحويله إلى جامعة بحثية للدراسات العليا وفي التخصصات الموجودة حاليا، ولتكن البداية مع أربع كليات تضم كلية الأبحاث البترولية، وكلية المياه، وكلية البيئة والعلوم الحياتية، وكلية الطاقة والبناء.
سبق أن كتبت عن ضرورة الاستفادة من الموارد المالية لدى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتبنيها وتمويلها لإنشاء جامعة غير ربحية، وأظن أن الفرصة مواتية لتحقيق هذا الهدف من خلال المساهمة المادية والاستشارية لتغيير مسار معهد الأبحاث العلمية من مؤسسة علمية إلى جامعة للدراسات العليا التطبيقية. المقومات المادية والبشرية والمكانية لإنشاء تلك الجامعة متوافرة، فالمعهد يزخر بالكفاءات العلمية والمختبرات المتطورة ولديه مشاريع ودراسات يمكن من خلالها تعظيم دوره العلمي في الاستفادة من طلبة الدراسات العليا في الحقل الميداني العلمي التطبيقي، كما يمكن تخصيص جزء من مباني الحرم الجامعي في منطقة الشويخ المجاور لمعهد الأبحاث بتحويلها إلى مختبرات وورش علمية وتدريسية.
الغرض من تحويل معهد الأبحاث العلمية إلى جامعة غير ربحية ينصب في خانة تطوير التعليم العالي وتنويع نظم التعليم الجامعي والتحرر من العقلية السائدة في إدارة الجامعات الحكومية والجامعات الربحية الأهلية، ناهيك عن توجيه الطاقات الشابة إلى متطلبات رؤية الكويت والانتقال بالمعهد إلى آفاق جديدة تواكب التطورات العلمية والتنقية في المجالات المرتبطة بأنشطة المعهد. أخيراً أتقدم بهذه المناشدة إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وإلى نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد كونه المسؤول عن ملف التنمية والتخطيط للنظر في إمكانية تحويل معهد الكويت للأبحاث العلمية إلى جامعة بحثية لما له من إضافة ونقلة نوعية على مسيرة المعهد الرائدة والرائعة في المنطقة بالمجال العلمي والبحثي والاستشاري، والانتقال به إلى آفاق تواكب رؤية الكويت 2035 وبرنامج العمل الحكومي. ودمتم سالمين.