كتاب أكاديميا

الغزو الثاني على الكويت! | د. حسين فولاذ

عندما غزا الغادر صدام وجيشه وطننا الغالي دافع أهل الكويت جميعاً ضد هذا الغزو الغاشم، ولله الحمد عادت الكويت حرة بفضل الله تعالى والشعب الكويتي والأشقاء آنذاك، ثم بدأ هذا الشعب مسيرة التعمير في سنة 1991م، وبالفعل بدأ التعمير الحقيقي حتى تعود الكويت في الريادة كما كانت قبل الغزو الصدامي الغاشم، ولكن للأسف صدمنا في غزو خطير آخر، غزو نحن السبب الرئيسي فيه كمواطنين، هذا الغزو المدمر والذي استمر لسنوات طويلة حتى أصبحنا، وللأسف متأخرين في كل المجالات بلا استثناء، هذا الغزو يتمثل بعدة عوامل وهي:
– “التكبر” حتى أصبح البعض يعتقد أنه أفضل البشر!
– “اللامبالاة” حتى أصبح الكثير منا للأسف راضي بهذا الوضع ولا يسعى للتغيير، بل للأسف يسخر من الحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد. 
– “قتل الكفاءات” حتى أصبح المبدعين وأصحاب الكفاءات يلجؤون لدول أخرى لعرض كفاءاتهم والاستفادة منها. 
– “الواسطة والمحسوبية” والتي دمرت البلاد وضيعت حقوق العباد في هذا الوطن الحبيب. 
– “المصلحة الشخصية” وهذه من أبرز أسباب الغزو الثاني، حتى أصبحت مصلحة الأفراد تتطغى عن المصلحة العامة. 
– “الإنتماء” حتى أصبح البعض يتباهى بإنتماءه لمذهبه أو طائفته أو قبيلته، ونسي الانتماء الأساسي لهذا البلد الغالي. 
– “هدر مقدرات البلد”، للأسف هناك الكثير من الأمثلة لمن يهدر مقدرات البلد بشكل مباشر أو غير مباشر مثل موافقته على صرف مخصصات لأشخاص أصحاء للعلاج في الخارج …إلخ. 

جميع هذه العوامل وهناك أكثر قد ساهمت في تأخر كويتنا الحبيبة، وساعدت البعض على أن يستمروا في غزوهم لبلادنا والاستفادة من مقدراته قدر الإمكان إلى الآن!! 

إذا ما الحل للتصدي لهذا الغزو المدمر؟!

الحل يبدأ بتكاتفنا، والاجتهاد والإخلاص بعملنا، وأن نكون متواضعين في التعامل مع الآخر ونتقبل الرأي والرأي الآخر، وأن توزع مقدرات هذا البلد بالشكل الصحيح، وأن يحارب كل من تطغى مصلحته الشخصية على مصلحة بلده الأم، وأن يكون لأصحاب الكفاءات والمبدعين في بلدي الحبيب كلمه تسمع ورأي يؤخذ به، وأن نحارب آفة الواسطة والمحسوبية، وأن يكون شعارنا هو “من أجلك يا وطن” دون الالتفات للطائفة أو القبيلة أو المذهب، وأن نستفيد من تجارب أجدادنا وآباءنا في الجد والعمل وحب الوطن والانتماء، فهم وصلوا إلى بلاد الهند للتجارة دون وجود السائل الأسود “النفط”، بل بأيديهم وسواعدهم وتعاونهم، يجب أن نتعاون ونتكاتف جميعنا لدحر هذا الغزو الخطير والذي أساء كثيراً لسمعة بلادنا الحبيبة، وأن نعيد الكويت بأسرع وقت ممكن إلى مكانها الصحيح وهو الريادة.

أخيراً، كل الشكر والتقدير إلى جميع المجاميع الشبابية التطوعية في وطني الغالي، والتي تعمل فقط من أجل رفع اسم هذا البلد، أنتم فعلاً فخر لنا ولبلادنا، وأتمنى أن تستمروا دون إحباط أو تشاؤم، فبكم تنهض الأمة ويدحر هذا الغزو إن شاء الله، كما أحلم وأتمنى أن تكون هناك مبادرة شبابية تطوعية هدفها الرئيسي هو رفع اسم الكويت في جميع المحافل الدولية والعالمية، تكون مدعومة من الحكومة والأفراد المحبين لوطنهم، ويكون شعارها الكويت أولاً، ويشارك بها أكبر قدر ممكن من أفراد وشباب هذا البلد الجميل وتظم العديد من الكفاءات والمبدعين في كل المجالات، ويطلق على هذه المبادرة أو الفريق اسم “من أجلك ياوطن”. 

بقلم 

د. حسين فولاذ 

@drghuloum1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock