أخبار منوعة

الأشجار.. رئة الحياة الخضراء لتلطيف جو الكويت

مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة صيفاً، تزايدت المطالب بضرورة الاهتمام بالغطاء الأخضر في الكويت من أجل تلطيف الأجواء من ناحية وخفض معدلات التلوث والانبعاثات الضارة من ناحية أخرى، لكن الغطاء الأخضر يساهم بصورة كبيرة في تنقية الأجواء وتعزيز الصحة العامة.

وعلى غرار الخطوات التي نفذتها بعض الدول المجاورة طالب مختصون وناشطون بيئيون عبر القبس بإطلاق حملة لغرس مليون شجرة في البلاد، مؤكدين ان الأشجار رئة البلاد الخضراء وهي ضرورية لتلطيف أجواء الكويت وتخفيف حرارة الجو خلال الصيف.

واستشهد الناشطون بحملة القبس لتخضير البلاد، التي أطلقتها، أخيراً، على مدى أيام، مؤكدين أنها نموذج في الطرح الإعلامي لتجميل الكويت وتلطيف الأجواء صيفاً.

حر شديد

وقال الناشط البيئي د.عيسى العيسى لـ القبس: لقد شهدت الكويت ارتفاعًا كبيراً في درجات الحرارة في السنوات الماضية، حيث تجاوزت درجة الحرارة 50 درجة مئوية طوال 64 يومًا خلال العشر سنوات الماضية، بينما شهدت خلال الخمسين سنة السابقة منذ بداية رصد درجات الحرارة في الكويت عام 1962 فقط 34 يومًا بتلك الدرجات العالية، وفقًا لبيانات إدارة الأرصاد الجوية الكويتية. ومن المتوقع استمرار هذه الزيادة في درجات الحرارة في الكويت بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

وجدد العيسى التأكيد أن زيادة الغطاء الأخضر اصبحت ضرورة لكويت المستقبل ويجب أن تكون احد ابرز معالم خطط تنمية البلاد، وذلك لتأثيرها الصحي في سكان البلاد، بجانب دورها الجمالي الجاذب، فضلاً عن المساهمة في تقليل درجة الحرارة.

وأضاف لقد وضع الله سبحانه وتعالى نظامًا رائعًا يمكنه تخفيف درجات الحرارة في أي منطقة خلال فصل الصيف، وهذا النظام يعتمد ببساطة على زيادة عدد وطول الأشجار. فقد أثبتت الدراسات العديدة أن زراعة المزيد من الأشجار يمكنها خفض درجات الحرارة اكثر من 4 درجات مئوية في فصل الصيف، ومن هذه الدراسات:

1 – نشرت مجلة مجلس العلوم الوطنية في الولايات المتحدة في عام 2014 دراسة تحلل تأثير تغطية الأشجار على درجات الحرارة في 53 مدينة أميركية كبيرة. وجد الباحثون أن زيادة تغطية الأشجار ترتبط بانخفاض في درجات الحرارة السطحية، حيث يصل التقليل إلى 4 درجات مئوية (7.2 درجات فهرنهايت).

2 – في دراسة نُشرت في مجلة التلوث البيئي في عام 2017، تم التركيز على تأثير تبريد الأشجار في شوارع مدينة ملبورن في أستراليا. أظهرت البحوث أن الشوارع التي تحتوي على تغطية أشجار أعلى تشهد درجات حرارة هواء أقل، مع انخفاض يصل إلى 4.4 درجات مئوية (أو 7.9 درجات فهرنهايت) في أيام الصيف الحارة.

3 – في عام 2018، نشرت مجلة البحوث البيئية دراسة عن تأثير الأشجار الحضرية في تبريد مدينة سنغافورة. وجد الباحثون أن المناطق ذات كثافة أشجار أعلى تشهد درجات حرارة نهارية أقل، مع انخفاض يصل إلى 2.7 درجة مئوية (أو 4.9 درجات فهرنهايت).

ومن الممكن التقليل اكثر من 4 درجات، لأن هذه الدراسات تمت على يد باحثين ومتطوعين، اما اذا تبنت الدولة مثل هذه الخطط فبالإمكان مضاعفة هذه الارقام. لكن السؤال هو كيف يمكن للأشجار تقليل درجة الحرارة.

قال العيسى إن الأشجار تخفض درجات الحرارة بوظائفها وخصائصها الطبيعية ومنها:

1 – النتح (تعرُّق الأوراق):

تفرز الأشجار أكثر من %90 من الماء الذي تمتصه جذورها من أوراقها عن طريق عملية النتح، حيث يتم تبريد الأشجار من خلال هذا التبخر، وتتمكن الأشجار في فصل الصيف الحار من استخلاص المياه الجوفية لتبريد أنفسها، في الوقت نفسه تعمل على تبريد سطح الأرض.

2 – التنفس:

تقوم أوراق الأشجار بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإفراز الأكسجين. ثاني أكسيد الكربون يعد واحدًا من غازات الاحتباس الحراري، وعندما يقل احتواؤه في الجو، تنخفض درجة الحرارة.

3 – الظل:

عندما تنمو الأشجار، فإنها توفر ظلًا إضافيًا، وتكون درجة الحرارة في الظل أقل بحوالي 15 درجة مئوية مقارنة بالحرارة تحت أشعة الشمس.

4 – البناء الضوئي:

هذه نقطة مهمة، وغالبًا لا يتم التركيز عليها بشكل كافٍ. الطاقة لا تنفد، بل يمكن تحويلها من حالة إلى حالة مختلفة. في فصل الصيف، يمكن لأشعة الشمس الحارقة أن تصيب سطح الأرض (المباني والشوارع والأرصفة) وتسخنه، ما يؤدي إلى تسخين الهواء والبيئة بشكل عام. أما إذا أصابت أوراق الأشجار، فيتم تحويلها من طاقة شمسية حارقة إلى سكريات من خلال عملية البناء الضوئي، وهذا التحول يساهم في خفض درجة الحرارة، حيث تستهلك الأشجار الطاقة الحرارية.

توصيات لخفض الحرارة صيفاً

• زيادة عدد الأشجار في البلاد.

• وضع قوانين تحد من تقليم الأشجار طوال العام، وخصوصاً في الصيف.

• تحويل الحدائق العامة إلى غابات صغيرة.

• زراعة أكثر من صف من الأشجار على جوانب الطرق السريعة.

• ترك مسافة بين المناطق السكنية وزراعتها بأشجار كثيفة.

• تشجيع المواطنين على زراعة الأشجار في ارتدادات المنازل واستخدامها بديلاً للمظلات.

• تبنّي تشريعات السطوح الخضراء فوق المنازل، حيث تساهم أسطح المنازل في زراعة الأشجار وتوفير فوائدها من دون الحاجة إلى تقليل مساحة البيت.

• تفعيل دور الجمعيات التعاونية وشركات القطاع الأهلي بزراعة غابات صغيرة في الحدائق العامة وفي ممشيات المناطق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock