جامعة الكويت

انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي التربية وقضايا التنمية في المجتمع الخليجي

1632015142

كتبت نادية الراشد- شريفة العبدالسلام

تصوير: حسام محمدي

تحت رعاية وحضور مدير جامعة الكويت بالإنابة أ.د. حياة الحجي انطلقت اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر الدولي حول ” التربية وقضايا التنمية في المجتمع الخليجي “، الذي تنظمه كلية التربية بجامعة الكويت في الفترة من 16-18 مارس الجاري في فندق الريجنسي، بمشاركة أكثر من (15) دولة على المستوى العالمي والعربي والخليجي .

{xtypo_rounded3} أ.د. الحجي: عقد المؤتمرات النوعية تسهم في إثراء العملية التربوية من خلال المحاضرين والعلماء والتربويين المتخصصين من الدول العربية الشقيقة والصديقة {/xtypo_rounded3} {xtypo_rounded3} أ.د. المطوع: إن نهضة الأمم مقرونة بحركة الباحثين وتلبية احتياجات التنمية التي تتطلبها مجتمعاتهم، وخاصة في هذا القرن الذي يشهد تدفقا ثقافيا لا نظير له {/xtypo_rounded3} {xtypo_rounded3} أ.د. الجمل : دعا الى مبادرة عربية تربوية خدمية بين جامعة الكويت وجامعة عين شمس {/xtypo_rounded3}

وفي كلمتها بمناسبة افتتاح المؤتمر قالت مدير جامعة الكويت بالإنابة أ.د. حياة الحجي : إنه ليسعدنا أن نرحب بكم في دولة الإنسانية، وأهلا بكم بكل مشاعر الاخوة في دولة صاحب الإنسانية ، وفي رحاب واحدة من مؤسسات هذا الوطن الذي يمتد رحابة الإنسانية، وبكل ما تحمله في جنباتها فكرا ومضمونا، مرحبا بكم في بلدكم الثاني الكويت، والأمل يحدونا أن نجني ثمرا صالحا للإنسانية إن شاء الله”.

وأكدت أ.د. الحجي أن كلية التربية أخذت في خدمة المجتمع المحلي والإنساني إنطلاقا من رسالتها السامية، فهي تؤهل الكفاءات الخاصة بتعليم أبناء المجتمع، مشيرة إلى أنه أصبح لكليات التربية عالميا وإعدادهم إعدادا متميزا لكي يسهموا بجدارة في إحداث النقلة النوعية المرجوة للمجتمعات من جهة، وطرح الأفكار ذات الصلة الخاصة بالتنمية والتطوير من جهة أخرى، ومن خلال المؤتمرات واللقاءات التربوية الإنسانية التي تعقدها ، والتي دأبت على عقدها وبشكل دوري لتؤدي رسالتها إلى جميع أبناء المجتمع على الصورة المرجوة.

وأضافت قائلة :” إننا نقف في جامعة الكويت بمهابة شامخة لنحتضن هذا المؤتمر الدولي الهام، والذي يجمعنا بنخبة طيبة ومعطاءة من الباحثين والعلماء والتربويين لنبحر في علوم التعلم والتعليم المختلفة، تعميقا لمفاهيم التواصل والاتصال الفكري والمعرفي بين المجتمعات”.

وأشارت أ.د.الحجي إلى أهمية عقد المؤتمرات النوعية والتي تسهم في إثراء العملية التربوية، من خلال المحاضرين والعلماء والتربويين المتخصصين من الدول العربية الشقيقة والصديقة، الذين يتمتعون بخبرات علمية وآفاق تربوية متميزة مؤكدا أن جامعة الكويت نذرت نفسها ومنذ نشأتها أن تكون صرحا علميا وتربويا وبحثيا وعربيا شامخا لخدمة الإنسانية .

كما أكدت أ.د.الحجي على أنه من خلال هذه المؤتمرات، نستطيع أن نضيف جهدا وعطاء كما ونوعا في ميدان المساهمات التربوية لخدمة المجتمع المحلي والانساني، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر التربوي يمثل حلقة من حلقات العمل الجامعي الكويتي والعربي والذي من خلاله نسعى أن يكون لنا موقف، وموقع تربوي إنساني من مواقع العطاء الإنساني الكبير من منطلق أن بالتربية والتعليم والأخلاق معا تتقدم الأمم ويعلو شأنها وتزهو حضاراتها.

وأضافت قائلة :” يأتي مؤتمرنا اليوم يحمل عنوانا هاما” التربية والتنمية”، فمما لا شك فيه أن قضية التنمية، من أهم قضايا العصر الحالي فكرا وتطبيقا، والمقصود بالتنمية ليست تنمية رؤوس الأموال والإنتاج فقط؛ ولكن الأهم وهو تنمية العقول أولاً، فهي السبيل الأفضل للتغلب على حالة الضعف والتبعية التي تعيشها بلدانا ، فالتجربة التي مرت بها البلاد العربية، ومحاولات التنمية من الجوانب الاقتصادية فقط؟ لم تصل إلى الهدف المنشود نظراً لإهمالها النواحي الاجتماعية والثقافية؛ فارتفاع المستوى الفكري العام لأبناء الأمة هو المعيار لتقدم الأمة العلمي والحضاري، وهذا ما يلاحظ في المجتمعات الإنسانية عموماً، فالنوعية للقوى البشرية ومدى استجابتها للتقدم، هي التي تحدد درجة التقدم والازدهار في الأمم.”

وأشارت إلى أن العلاقة بين التربية والتنمية، علاقة متميزة وارتباطية، تعود إلى قناعة الكثير من الاقتصاديين في العالم المعاصر، بأن قضية التعليم أصبحت حتمية تفرضها التنمية؛ فالتعليم هو الركيزة الأساسية في البناء الحضاري للأمم، فارتفاع المستوى الفكري العام لأبناء الأمة دليل واضح على درجة حضارتهم وتقدمهم العلمي وبعبارة أخرى، أنه كلما كان النظام التعليمي أكثر كفاءة، كلما ارتفعت درجة التقدم الحضاري لأبناء الأمة الواحدة.

وتابعت أ.د. الحجي قائلة :” بالرغم من وجود الكثير من الأسباب لحدوث التنمية في المجتمع، مثل البيئة والاقتصاد والصحة وغيرها، إلا أن التعليم هو الجانب الأهم في إحداث التنمية، حيث أنه الأقدر على إعداد القوى البشرية التي تستطيع الاستجابة للتنمية، وخير دليل على ارتباط التعليم بالتنمية، هو ما نشهده لدى بعض الدول المتقدمة، والتي استطاعت عن طريق اتخذها التربية أداة لإحداث التنمية، مثل اليابان وألمانيا اللتان خرجتا من الحرب العالمية الثانية بهزيمة، ولكنهما استطاعتا وعن طريق التعليم الوصول إلى أعلى درجات التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في العالم.”

وأضافت :”انه ليحدونا الامل جميعا للمحاولة معا، المساهمة في التصدي لمثل هذه التحديات والمشاركة في تحقيق التنمية المنشودة بإذن الله تعالى، وإني مؤمن أن مؤتمركم هذا قادر على طرح رؤى فكرية هامة، تساهم في تحقيق الربط بين جوانب التنمية التربوية المختلفة، والتي من شانها المساهمة في تحقي الازدهار في جوانب المجتمع المختلفة، ومن خلال ما تطرحونه في أبحاثكم ومناقشاتكم، ستكون إضافة نوعية مكملة لبعضها البعض لتصنع نهجا تربويا تنمويا مثمراً في هذا الاتجاه، وإن بذل الجهود من قبلكم، من شانه إحداث التنمية وتلبية الحاجات المختلفة لدى الأفراد والمؤسسات ذات العلاقة بشكل فعال وامن في مجتمع تتجاذبه التيارات المختلفة من التحديات .”

وذكرت أنه انطلاقا من حرص كلية التربية بجامعة الكويت، القيام بواجبها العلمي الإنساني، والذي يشهد هذا العصر تسابقا بين كافة دول العالم في المعارف العلمية والتكنولوجية والإنسانية حيث تحولت المجتمعات من المعرفة إلى ما وراء المعرفة، حيث أصبح تقدم أي مجتمع يقاس بما يملكه من قوة فكرية وعلمية وثقافية، مما يشكل تحديا للتربية والمتخصصين بها، حيث يقع على عاتقهم مسئولية إعداد أفراد قادرين على امتلاك قدرات، ومعارف ومهارات وقيم تساعدهم على التكيف، والتوافق، ومسايرة ما يستجد بالمستقبل، وحل المشكلات بطرق نوعية وإبداعية. وايمانا من التربية تمثل التربية ركناً رئيساً في البناء الاجتماعي تتأثر بما يجري فيه من تفاعلات بين منظوماته المختلفة، وهي مطالبة بالتأثير فيه دعماً للحياة المرغوب في استمرارها والتجديد فيها، وفقا لعقيدة الأمة وآمالها وطموحاتها عن طريق قيامها بإعداد الإنسان الصالح تحقيقاً للأهداف المستمدة من المجتمع التي تعبر عن ماضيه وحاضره ومستقبله، وانه ليسعدنا أن نطرح موضوع _التعليم التنمية_ عنوانا لمؤتمرنا هذا العام، لإدراكنا لأهمية ذلك في قضايا العصر الحالي، وملا يواجه مجتمعنا والمجتمع الانساني من تحديات خاصة تتعلق بالجوانب التنموية وعلاقتها بالجوانب التربوية والتعليمية، وما يمكن أن تحدثه من تطورات نوعية في الجوانب المتعددة في حياة المجتمعات الإنسانية؛ فإنها تطرح مؤتمرها الحالي والذي نأمل أن يعالج يحمل موضوعات محورية هامة” التربية وقضايا التنمية: قضاياها، أهدافها، وآفاقها، حاجاتها وتحدياتها” من منظور تربوي يركز على دور التربية في قيادة عملية التغيير ودفع عجلة التنمية صوب التقدم والرفاهة الاجتماعية.”

وبدوره ألقى أستاذ المناهج وعميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقا أ.د/ علي الجمل كلمة المشاركين متقدماً للحضور نيابة عن المشاركين بكل الشكر وعظيم التقدير على ما بذلتموه من جهد ورعاية متكاملة لنا، معرباً عن امتنانه للجميع بالآليات والاجراءات التي اتبعوها في التحضير لهذا المؤتمر.

وأكد أ.د.الجمل لمعالي مدير الجامعة الأستاذة الدكتورة حياة الحجي وعمادة الكلية والمسؤولين عن هذا المؤتمر، مبيناً أن المشاركين حضروا إلى المؤتمر وهم يحملون بداخلهم هماً ثقيلاً، وهو كيف تُسهم التربية في حل الكثير من قضايا التنمية في وطننا العربي؟ كما ندرك أن منظومة التربية كالمضغة داخل الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله، وليس لدينا أمر آخر إلا الاصلاح.

وأضاف قائلاً: ” لعل ما تمر به أمتنا العربية الآن من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، يتطلب منا أن نتحرك بسرعة من أجل إصلاح منظومة التربية من خلال التعرف على كل الرؤى والتوجهات العالمية لتكوين معلم قادر على المساهمة في حركة التنمية، وغرس كل متطلباتها في عقول أبنائنا، مبيناً أن هذا المؤتمر سيكون فرصة حقيقية للتحاور وإبداء الآراء للوصول إلى رؤية واقعية تطبيقية لتطوير منظومة التربية لتقوم بدورها في مواجهة الكثير من قضايا التنمية”.

وأمل أ.د الجمل ألا يخرج المؤتمر بتوصيات فقط، بل بآليات تطبيقية في صورة مشروعات وبرامج جديدة متميزة تتبناها الكلية والجامعة وتستمر في دراستها على شكل ورش عمل يشارك فيها الخبراء والمتخصصون حتى نصل إلى رؤية حقيقية واقعية قابلة للتنفيذ، وبذلك يكون المؤتمر قد أسهم اسهاماً حقيقياً في تطوير منظومة التربية في بلدكم الحبيب الكويت، ودول مجلس التعاون الخليجي، بل في الوطن العربي كله.

وقال : ” تلك مسؤليتنا أمام المجتمع وأمام خالقنا (سبحانه وتعالى) وهذه المسؤلية ثقيلة تتطلب منا العمل والجهد واخلاص النية لنشعر جميعا أننا قد أدينا ووفينا لتكوين معلم مثقف الفكر محافظ على هويته منفتح على الآخرين يمتلك مهارات وإمكانات تساعده على المساهمة فى احداث تغيرات فى تشكيل فكر ووجدان أبناؤنا ليكونوا فاعليين فى النهوض بالمجتمع والإرتقاء به، مؤكداً على أن جميع المشاركين فى هذا المؤتمر يحملون خبرات وتجارب تجاه تطوير منظومة التربية لتشارك فى حل الكثير من قضايا التنمية بدول مجلس التعاون الخليجي ووطننا العربي”.

وتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لمدير الجامعة وعمادة الكلية والمسؤولين عن المؤتمر، آملاً أن تؤتى ثماره – إن شاء الله – ويكون بداية حسنة في تطوير منظومة التربية بجامعتكم الموقرة، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي ووطننا العربي.

وطرح أ.د. الجمل مبادرة عربية تربوية خدمية استثمارية تنموية متمنيا ان يكون المؤتمر بداية حقيقية لانطلاق هذا المشروع التنموي.

وأضاف الدكتور جمل ان المشروع يضم انشاء مجمع تربوي عربي يكون اول شراكة تربويةعربية يشمل انشاء فرع للدراسات التربوية الدولية لسد احتياجات سوق العمل في المدارس الدولية والتخصصات التي نحتاجاليها مستقبلا الى جانب انشاء مركّز تدريب دولي معتمد مِنَ جهات اجنبية متخصصة لتدريب المعلمين على احدث الاتجاهات العالميّة في كافة التخصصات ومنح رخص دولية لمهنة التدريس.

واشار ان المشروع يضم انشاء مركز دولي للمناهج الدراسية باعتباره الصناعي الأكثر خطرا في العالم يتولى مسئولية احداث تقارب عربي عبر المناهج الدراسية ومتابعة صورة الوطن العربي في المناهج العالمية ومشاركة المؤسسات الأجنبية في صناعة المناهج الدراسية في الوطن العربي بالاضافة الى انشاء مدرسة دولية تتولى مسئولية التدريب الميداني على البرامج الدولية وبذلك نكون قد أضفنا ميزة تنافسية للتربية العربية.

وتقدم الدكتور جمل بتقديم دعوة الى معالي مدير جامعة الكويت وسعادة عميدة الكلية لزيارتها جامعة عين شمس وكلية التربية من اجل تفعيل هذه المبادرة وتنفيذها وَذَلِك نيابة عن رئيس جامعة عين شمس وعميد الكلية.

ومن جانبها رحبت عميد كلية التربية الأستاذة الدكتورة نجاة المطوع بضيوف المؤتمر في بلدهم الثاني الكويت، التي كما اعتادت دائما أن تفتح ذراعيها لرواد المعرفة، وصانعي التقدم، والمفكرين والمبدعين والباحثين من شتى أصقاع الدنيا، مؤكدة على أنه لتكريم سامٍ لكلية التربية بجامعة الكويت، وتأكيد لدورها الريادي في خدمة القضايا التربوية والاجتماعية في عصر سمته التغير، أن يجتمع على أرضها المباركة هذا العام عدد من قادة الفكر التربوي، يقدمون خلاصة فكرهم حول قضايا التنمية، وأهدافها، وآفاقها، وتحدياتها في المجتمع الخليجي، من منظور تربوي يركز على دور التربية في قيادة عملية التغيير ودفع عجلة التنمية صوب التقدم والرفاهة الاجتماعية.

وأشارت أ.د.المطوع إلى أن الراعي الرئيسي والداعم الدائم لمؤتمرات كلية التربية هي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وعلى رأسها الدكتور عدنان شهاب الدين مدير عام المؤسسة وبفضل توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لدعم هذه المؤتمرات وخاصة ما يتعلق بالعملية التعليمية والتنموية التي تخدم مسيرة العلم.

وتابعت أ.د. المطوع قائلة :” شهد النصف الثاني من القرن الماضي – ولا يزال يشهد- ظواهر مختلفة وتحولات وتغيرات متسارعة في ظل الثورة المعلوماتية، تفرض على التربية وتطبيقاتها تحديات كبيرة، وأن التحولات العميقة والسريعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، تملي على نظامنا التربوي، الانخراط في عملية التجديد حتى يواكب المستجدات في ظل رؤية استشرافية تهدف إلى الرفع من أداء المؤسسات التربوية، والتي مازلنا نشهد تجليات هذه المرحلة المثيرة للجدل، في الأبعاد الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية، وأثارها المباشرة وغير المباشرة على حركة التنمية في مجتمعاتنا الخليجية بشتى طبقاتها، وتنوعها الحضاري والفكري. إن فلسفة التربية والتعليم في عصر هذه سمته، لا تقوم على إلقاء للمعلومات وتخزين للبيانات، لتخريج طائفة مطيعة من حملة الشهادات الجامعية لشغل الوظائف في مؤسسات الدولة، بصورة روتينية خاضعة لتقاليد عقيمة؛ بل هي فلسفة متجددة تسعى إلى مساعدة المتعلمين على اكتساب طرائق التفكير وتنمية المهارات لحل المشكلات، وتشجيعهم على العادات السليمة لمزاولة الحياة بصورة أفضل تفتح لهم آفاق الإبداع في نفوس المتعلمين في حاضرهم ومستقبلهم “.

وزادت أ.د. المطوع أن عالمنا العربي اليوم من محيطه إلى خليجه، يحتاج إلى تفعيل مؤسساته الثقافية المحلية والإقليمية لوضع برامج عمل للخطط الشاملة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة مما يتطلب تشجيع إنشاء مؤسسات تعليمية وبحثية تعنى بتنمية الكوادر البشرية، وتحريك المياه الفكرية الراكدة في المؤسسات المهتمة بالتثقيف لنشر ثقافة العصر وإحداث التفاعل الحضاري والنقلة النوعية المنتظرة.

وأضافت أ.د. المطوع :” إن نهضة الأمم مقرونة بحركة الباحثين وتلبية احتياجات التنمية التي تتطلبها مجتمعاتهم، وخاصة في هذا القرن الذي يشهد تدفقا ثقافيا لا نظير له. وللبحث العلمي أهمية كبيرة ومتنامية في ميدان التربية والتعليم، فضلا عن أهميته في تطور الدول وتقدمها في كافة مجالات الحياة؛ فالبحث العلمي يقوم بدور المولد والمنتج للحلول والأفكار الإبداعية التي تساهم في تطور الحياة الإنسانية. ويستطيع الباحثون في المؤسسات التي ترعى البحوث والدراسات والاختراعات، اكتشاف حقول علمية جديدة، والوصول إلى إجابات لكثير من التساؤلات في مختلف نواحي الحياة. وعليه، يمكن النهوض بواقع البحث العلمي في مجتمعنا الخليجي من خلال عدة مداخل سأذكر بعضا منها في النقاط الآتية:

§ التوعية بأهمية البحث العلمي وإقناع المؤسسات المالية وغيرها بأن البحث أفضل ميادين الاستثمار وأن السخاء طريق النماء.

§ إنشاء مؤسسات بحثية متخصصة تعطي الباحث صلاحياته في عرض النتائج بموضوعية.

§ ربط موضوعات البحث العلمي بحاجات وتطلعات تنمية المجتمع.

§ إعلاء شأن الباحثين وتشجيع جهودهم المثمرة.

§ الإفادة العملية من التوصيات المدرجة في الأبحاث العلمية.

§ تسهيل عملية الحصول على المعلومات والأرقام وتوفير قاعدة بيانات للباحثين والمهتمين.

§ توظيف شبكات الانترنت في عمل إجراء العلمية.

§ بناء جسور التعاون بين المؤسسات البحثية على امتداد مجتمعنا الخليجي.

§ التعاون مع المؤسسات المناظرة عالميا.

§ رصد المشكلات والتعامل معها بمنهجية علمية.

§ فتح مسارات بحثية جديدة وَتَرَصد سَوَانِح الْفُرَص لزيادة تلاحم أهل الخبرة مع أهل التخصص.

وأردفت أ.د. المطوع قائلة : مما لا شك فيه، أن هناك محاولات تقوم بها عدة جهات حكومية وأهلية لإصلاح التعليم في مجتمعنا الخليجي، لمواكبة الجديد ولكنها –للأسف- لاتزال دون المأمول، وتواجه عواصف داخلية وخارجية لا حصر لها. ويرجع سبب الإخفاق إلى عدة أمور، ربما من أهمها غياب المشروعات الإصلاحية ذات الرؤية والرسالة المحددتين الواضحتين، وغموض في الأهداف الموضوعة لتحقيق الإصلاح المأمول. إن المطلع على السياسات التربوية في الدول المتقدمة كاليابان أو أمريكا أو ماليزيا يدرك أن الأهداف المرصودة في تلك الدول في غاية الوضوح وتعكس الرؤى التي انبثقت منها، ولها تقاريرها التقويمية بصفة دورية ومن عدة جهات.”

وذكرت أن الجامعات كانت ولاتزال مراكز للتنوير وإعداد الكوادر المؤهلة على أرفع المستويات في مختلف التخصصات، من خلال أداء رسالتها التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، كما أنها تمثل في الوقت نفسه مراكز بحثية ترتبط بقضايا المجتمع في حركته التنموية وأهدافه بعيدة المدى في مزاوجة فاعلة بين الجوانب العلمية واحتياجات القطاعات المختلفة للمجتمع. والجامعة في أي مجتمع لا يمكن أن تؤدي دورها المحدد في دراسة الظواهر الاجتماعية دون تحقيق التفاعل بين الفرد وبيئته باعتبارها مؤسسة تؤثر وتتأثر بما يحيط بها من ظواهر معاصرة تفرضها أوضاع المجتمع وظروفه.

وتابعت أ.د. المطوع أنه في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تركت آثاراً واضحة على المسيرة التنموية بصفة عامة. وإيماناً منا بأن نجاح الكليات والجامعات في تأدية أدوارها العلمية والبحثية والمجتمعية كفيل بنجاح رسالتنا في بناء المجتمع والارتقاء به إلى مستوى متطلبات القرن الحادي والعشرين، يأتي هذا المؤتمر ليقدم رؤية تطويرية من منظور تربوي يركز على دور التربية في:

§ إرساء ثقافة التنمية في الخطاب التربوي في المؤسسات البحثية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني، ودفع عجلة التنمية صوب التقدم والرفاهة الاجتماعية.

§ توجيه الاهتمام إلى السياسات التربوية لتحقيق التوازن في عمليات التنمية بين قطبيها البشري والاقتصادي.

§ توعية متخذي القرار التربوي بمتطلبات ومستجدات سوق العمل فضلا عن إيلاء اهتمام خاص لبرامج إعداد المعلم المرتبطة بقضايا التنمية في المجتمع الخليجي.

§ عرض وتطوير النماذج والخبرات التربوية المتقدمة وما وراءها من اتجاهات الفكر التربوي المعاصر.

§ الاستثمار في أفضل الممارسات التربوية والتكنولوجية، وتطوير دور ومسؤولية التربية في حماية الأمن الوطني إزاء التحديات الإقليمية والعالمية

§ تبني معايير الاعتماد والجودة في ضوء الواقع في كافة قطاعات العمل التربوي على مستوى منطقة الخليج.

وأكدت أ.د. المطوع إننا في هذا المؤتمر لسنا بحاجة إلى التنظر، ولكننا بحاجة ماسة إلى الحوار الذي نحاول من خلاله إضاءة بعض النقاط المظلمة، وتوضيح بعض القضايا الغامضة، وعلى مقدار ما ننجح في استلهام هذا الفهم والاحتكام إليه، نقترب من النجاح الذي ننشده على الصعيد العلمي والبحثي والتنموي. وإن من واجبنا – مسؤولين وداعمين- أن نقدم التحفيز والتشجيع على نحو مستمر، فذلك هو الوقود الروحي الذي يصنع العجائب. وأخيرا كلمة شكر وعرفان لكل من ساهم في الإعداد والتنسيق لإنجاح هذه التظاهرة العلمية، ولكل من شارك في فعاليات هذا المؤتمر متمنية للجميع التوفيق والسداد.

وتقدمت بالشكر والتقدير للأستاذ الدكتور عبدالله القذامي أستاذ النهج والنظرية في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، على قبوله بأن يكون متحدثاً رئيسياً في هذا المؤتمر ولكن نظراً لظروف خاصة حالت دون حضوره، وشكرت مدير جامعة الكويت السابق الاستاذ الدكتور عبداللطيف البدر كلمة حق وعرفان يجب ان تقال للجميع فقد كان هو المشجع الاول وكان الداعم لهذا المؤتمر، معربة عن سعادتها لحضوره للمشاركة في المؤتمر.

بعد ذلك قامت مدير الجامعة بالإنابة الأستاذة الدكتورة حياة الحجي وعميد كلية التربية بتكريم مدير الجامعة السابق الأستاذ الدكتور عبداللطيف البدر، وقامت عميد كلية التربية الأستاذة الدكتورة نجاة المطوع بتكريم مدير الجامعة بالانابة الاستاذة الدكتورة حياة الحجي، وكذلك تم تكريم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كونها الراعي الرئيسي والداعم الدائم لمؤتمرات كلية التربية.

وعلى هامش المؤتمر قامت مدير الجامعة بالإنابة بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تشارك في عدد من الجهات وهي مدرسة الكويت الانجليزية الحديثة، شركة العصر الكويتية (SMART)، شركة شارب، مركز تقويم وتعليم الطفل، المركز الوطني لتطوير التعليم، جمعية المعلمين الكويتية، المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، مجلس النشر العلمي، كلية التربية، بوابة التدريب العالمية، النادي العلمي الكويتي، شركة أيديال انفورميشن.

163201515316320151422

1632015152

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock