كتاب أكاديميا

تطوير المكتبات العامة .. تحتاج لفارس

nawallldbahri

لكل زمان فرسانه .. وشخصيات مبادرة بقوة البناء وليس الهدم ، وإن كانت حبيبتنا الكويت تتطور في كافة المجالات فإن تطورها لن يقوى الا بعلاج قلبها الذي ينبض بالحياة والثقافة ويساند التعليم ، ويساهم في بناء الفرد والحضارة الإنسانية ، مكتباتنا العامة تئن وتتألم ، فأين الإهتمام بها ، ليس كافيا أن تزود بالأجهزة الحديثة إن لم يتم تدريب العاملين عليها وفق برامج معينة يعمل العالم المتقدم والمتخلف بها ونحن نتجاهل ذلك لأن التطوير لكل شئ الا للمكتبات العامة ، هل سمعتم عن حضارة ازدهرت وقامت بدون الإهتمام بالمكتبات ؟! .. لا .. ولكن ننظر دائما للأمور التي تعيننا على كسر هيبة المكتبة ، فنتناول دائما حديثا مملا عن اغلاق بضع مكتبات عامة في الدول المتقدمة مثل بريطانيا وأميركا ، وننسى أن نذكر أنه قبل إغلاقهم لهذه المكتبات قامو بتطوير المكتبات الأخرى بحيث يتم تناول وتداول كتبها حتى تصل للمنازل عن طريق تحويلها لرقمية والكترونية ، لكننا نريد التقنين من وجودها بدون أن نطور ، لأننا نكره شيء أسمه المكتبة ، لأن عقلنا لا يستوعب نقاط مهمة مثل وعي النشر المعلوماتي الصحيح الذي يخضع لحقوق المؤلفين وحماية الإرث الحضاري والتراثي للدولة ، فالجميع يؤلف ويكتب ولا مانع من الأخذ للبحوث العلمية في مدارسنا من هذه المعلومات التي تهدم ولا تبني الا عشوائية في عشوائية .

وإن أردت أن تهدم ثقافة سوق للنظره الدونية لأمين المكتبة أو إختصاصي المعلومات وهذا ما نجده واضحا في المدارس من إعطاءه واجبات مستحدثة تحت بند التعاون لا تمت لوظيفته بصلة مثل البيع والاشراف وغيره، ويساعد المسؤولون على هدم صورته باعتبار المكتبات العامة مكان يتم اقصاء كل متمرد اليه ، حتى بات التطوير لمسؤول المكتبة العامة شبه مستحيل ، إلى متى ننتظر هذا الفارس الذي يرجع للمكتبات كرامتها ، وقبل كل ذلك يجتمع مع من لديه انجازات تطويرية ونشاط ملحوظ في المكتبات وليس زيادة العدد الموجود المحسوب في الأوراق ، وان كنت سابقا أرى أن مجرد الإستماع لمسؤول المكتبة يرضيه ، ولكنهم أبدا لا يستمعون بل يخوضون حديثا غير مهم دائما بعدم القدرة على دعم المكتبات ، ولن يستطيع دعمها الا المتبرعين من أهل الديرة الأخيار ، لذلك كتبت هذه المقالة ، لو يتم تسليط الضوء على التبرع بشكل اعلامي منظم ستجد الجميع يتبرع ، لكن … هل هذا مستوى الثقافة والمكتبات في الكويت ؟! .. نعم ، باختصار ، نريد فارس حكومي ، قبل ان يأتينا فارس آخر يعيث فسادا بإرثنا الحضاري بفلوسه.

 

بقلم/ نوال البحيري

نائب رئيس جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية

مؤلفة وكاتبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock