سندس الفارسي تكتب : الأدب يستغيث في عالم السطحية .
سطحية عقل وقلم أم صحافة باتت في متناول الجميع وللأسف أصبحنا بزمن لم يعد فيه لقدسية خط القلم أهمية وأصبح الجميع كاتبا .. صحفيا …شاعرا .وفقدنا لذة التلاعب بالأحرف، فقدنا حس الكاتب ولم يعد لما نقرأ أي هدف سوى كلام مرصوص بكل سطحية ،فياليت تلك
القدسية للقلم حين نقرأ حرفه ويسافر فكرنا لزمن الكاتب و يرحل قلبنا بخطاباته العظيمة وقصصه المشوقة وعبرة نكتسبها حين نقلب الصفحة الأخيرة من كتابه ترجع .
يحزنني حين أزور عالم الأحرف ولا أجد سوى روايات زائفة وليس لها أي قيمة سوى البهرجة بغلافها ويحتار عقلي حين لايجد كتاب علمي وقيم والأبشع ما تقوم الصحافة ببهرجتها الإعلامية التي تسلط الضوء على من يلقبوا أنفسهم بالكتاب والواقع إنني لم ألتمس من بهرجة غلافهم سوى سطحيتها كغلافها. وهذا لايعني أن العالم انعدم من الكتاب ذوي العقل الحرفي العلمي وذوي الحس الإبداعي برسم الأحرف السجعية وهم من أرفع قبعتي لهم تحية لما ألتمس من فيض العلم والمشاعر والأحرف الجميلة وواقع تساؤلاتي باتت لما لا نحمي عالم الصحافة عالم الأحرف و الأدب من زيف الكتاب ولا أقصد بكلامي أن تكون الكتابه حصرا على فئة عن غيرها ،وأعلم أن الكتابة حق للجميع ولكن لعالم ادب مليء بالأهداف السامية والكتب المثيرة أنا اسعى، ويجب أن لا تنشر أي حروف بلقب كتاب أو مقالة إلا بعد تدقيق من قبل أشخاص مختصين كي نحفظ قيم وروعة المجال الأدبي ,هناك رواية في زمننا التكنولوجي تثار حكاية ظريفة جدا وتلك الرواية هي من سمحت لأقلام السطحين بالكتابة يقال أنه يجب أن نجاري الأهواء ،والظريف أن الكتابة شيء عظيم ويجب أن يكتب الكاتب شعورةه بعبرة فما نقراه انعكاس لعقولنا وما الكتاب سوى نافذة نطل بها الى العالم فإن كان الجميع يكتب بسلبية بحته وبأسلوب مزري وساخر فأي نافذة سيتطلع القارىء لها ؟ وما قاله أرسطو في هوية الشخصية التي ماهي إلا تمثيل لما سيقرأ في الغد .وإن كانت العبرة من الكتابة هي خلق جيل يقرأ، فما الذي نريده أن يقرأ؟ هل روايات ليس لمعناها اي فلسفة فكرية أم كتب بلغة عامية فقدت ثروة اللغة الأم ؟إلى أين يريد البعض أن يصل بما يكتب لا أعلم، ولكن كل ما أتمناه أن تكون لدينا كتب وأدب نتمنى أن تكون الآثار الأكثر بقاء على الزمن لذا لاتكتب حرفك دون فكر.