الساعات الإضافية حق أصيل لنا و ليس “منة” من أحد!!!
اليوم أخيرا وبعد صراع طويل وبعد شق الأنفس جائنا خبر “إستحقاقنا” لصرف الساعات الإضافية “المتأخرة” للأساتذة بالتطبيقي!! حتى اوضح اكثر للقارئ ماهي الساعات الإضافية هي ساعات زائدة على النصاب المقرر للاستاذ، الذي يقوم بها بتكليف من القسم العلمي نظير مكافأة مالية متفق عليها و محددة من قبل من باب حل المشاكل المتعلقة بالجدول الدراسي و مجابهة الشعب المغلقة، تلك المشكلة المزمنة و المتافقمة أيضا و حتى الان لا يوجد لها حل!!
من الملاحظ أن كل فصل دراسي، سواء كان في جامعة الكويت او في كليات ومعاهد التطبيقي، تُثار كثير من التساؤلات حول هذه الساعات … والسؤال المتكرر في كل فصل: هل سوف تُصرف هذه الساعات في موعدها أم ستتأخر، ومتى هو موعدها؟! و لأنه لا إجابة و لا وضوح في هذا الأمر، نجد تدخل بعض أصحاب الشأن و المعنيين و النقابات و رابطة التدريس و ماشابه ذلك لتساهم في حل هذه المشكلة، كما لو أنها أصبحث مشكلة مستمرة متعايشة معنا و لا تفارقنا و نعطي لها كثير من الوقت تفكيرا و مناقشة و احيانا “إعتصاما” يعبر عن سخط و تذمر لتعايش هذه المشكلة بيننا على الدوام!! و عندما تُحل هذه المشكلة بعد صراع وطول انتظار، تُزف البشرى بأنها ستُصرف ويبارك كل طرف للآخر، كأننا كسبنا حكم محكمة!! ويذكر كخبر “عاجل” في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف اليومية!! ومع كل هذه التبريكات، لا يازال الاساتذة غير مصدقين الخبر لحين موعد الصرف والذي هو في علم الغيب، كما لو أنه هناك عدم “ثقة” أما في صحة خبر الصرف أو حتى في “إلتزام” المؤسسة التعليمية ذاتها نحو الإيفاء بالتزامها!! كم من جُرح يصيب “مقام” الاستاذ جراء هذه “التبريكات”، التي يتشاركها أحيانا الطلبة!! تخيلوا كيف تكون صورة الاستاذ عندما يبارك له طالب لديه على “صرف” هذه الساعات، و يصبح مثار حكي ليس فقط بين الطلبة و انما ايضا الموظفين بعد أن أطلعوا على قصة هذه الساعات و “مقدارها” و ما حولها من شجون تضع الاستاذ في موقف حقا محرج لا يرضاه لنفسه وانما يجد نفسه فيه شاء ام ابى نتيجة “تخبط” و “عشوائية” في التفكير و التقدير فضلا عن غياب أصول الإدارة الحكيمة و الرشيدة في التعامل مع هذا الملف الهام في حياة الأستاذ، الذي يدور في فلكه و يشعر بان صرف هذه الساعات كما لو انها “منة او عطية” قد اعُطيت له من غير نفس او رضى من قبل المسؤولين عن هذا المف في المؤسسة التعليمية أو حتى الدولة نفسها!! وليس كحق مكتسب له نظير عمل وجهد ووقت و حلا لمشكلة ليس مسؤولا عنها و لكنه قدره ان يحمل “أوزار” غيره!!
سؤال صريح ومباشر للمسؤولين عن هذا المشكلة المستمرة … الم يطرح عليكم مقترح الساعات الاضافية لحل مشاكل الاعداد الهائلة المتقدمة للمؤسسات الاكاديمية وقرأتم بند المكافئة وقيمتها ووافقتم عليها بشروطها وبنودها؟!! طبعا الاجابة “نعم” … وهذا يعني انه “حق” لكل استاذ اعطى من وقته وجهدة وأخذ عهدا على نفسه بتحمل عبأ اضافيا حتى يساهم بإيصال الطلبة لبر الامان، وذلك من خلال قبول اكبر عدد منهم بالكليات والمعاهد حتى وصل عدد المقبولين هذا العام في التطبيقي ما يربو على 13 الف طالب وطالبة!! وأيضا تحمل هذا الأستاذ العبأ الاضافي لحل مشكلة الشعب المغلقة والتي كما رأيتم بأم اعينكم ماذا حدث عندما تخلى بعض الاساتذة عن تدريس الساعات الاضافية في أحدى الفصول وماذا كان اثر ذلك على التسجيل والجدول و ماتسبب من مشاكل وإعتصامات هنا و هناك حتى وصلت لمجلس الأمة لكي يأخذوا موقفا لما يتعرض له طلابنا!!
يا من هم مسؤولون عن هذه المشكلة و هذا التعطيل الدائم في الصرف، الا تعلمون بفعلتكم هذه انكم تجعلون الاساتذة لا يرغبون حتى بمكافئتكم ولا عطاياكم لأنهم ببساطة شديدة قد سأموا طريقة تعاملكم!! أن شعورالأساتذة بالمسؤولية تجاه وطنهم وأبنائهم هو الدافع الوحيد الذي يجعلهم يقبلون بتحمل المسؤولية وتحمل الأعباء و كثير منهم يدرك انه قد يفيق يوما ما و يجدكم قد تنصلتم حتى من الصرف و ليس فقط تعطيله!!
كلمة اخيرة اوجهها لمن يعطل صرف مكافأة الساعات الإضافية كل فصل دراسي …
هذه المكافأة “حق” مكتسب لنا كأساتذة وليست “منة” منكم فيجب ان تكون لديكم آلية مدروسة ومنظمة حيث تصرف هذه المكافأة بشكل دوري وبتاريخ مسبق يتم تحديده بعناية، واذا كان هذا الموضوع صعب عليكم فلا ضير ان تستعينوا بمتخصصين في هذا المجال… والمؤسسات الأكاديمية في الدولة تزخر بهم … حتى لا تعطلوا حقنا في المستقبل فلقد سأمنا من الموضوع وكثرة الكلام فيه!! وأننا نرى لزاما عليكم توجيه قدر اكبر من إهتمامكم يليق بنا و برسالتنا التعليمية و التنويرية في المجتمع الذي أنتم أحدى أبنائه، و كلنا في قارب واحد و تجمعنا أهداف واحدة أحق أن تُحق بالإدارة الرشيدة و الحكمة البليغة!!
الكاتب
د. حسين فولاذ