كتاب أكاديميا

زلزال تركيا وسوريا سنة 2023 بقلم : م. فواز أحمد الرشيدي

في ساعات الصباح المبكر يوم الاثنين 6 فبراير 2023 ضرب زلازل في الجنوب التركي وما يقارب من 10 محافظات تركية والشمال السوري بقوة 7.8 على مقياس رختر وكان مركزة غازي عنتاب واعقبة بساعات زلزال اخر بقوة 7.5 رختر وكان مركزة بالقرب من مدينة كهرمان مرعش. حست شعر به الدول المجاورة مثل قبرص والأردن ولبنان. حيث لم يسبق ان ضرب تركيا زلزال بالقوة التدميرية هذه وخلف ما يفوق في اخر الاحصائيات 50000 قتيل والاف من المصابين تفوق المئة ألف ناهيك عن الاضرار المادية التي لحقت في المباني والمنشئات وكذلك الشقوق الأرضية واعقبة أكثر من 30 هزة ارتدادية فوق 4 درجات على مقياس رختر والبعض منها تجاوز الست درجات.
بلغ عدد المباني التي انهارت أو تضررت بشدة جراء الزلزال أكثر من 160 ألف مبنى وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة بناء المنازل المتضررة في غضون سنة، لكن الأمر سيستغرق أشهرا عدة حتى يتمكن آلاف المنكوبين من مغادرة الخيام أو مساكن الحاويات والانتقال إلى مساكن دائمة. قال البنك الدولي أمس الاثنين إن الزلزالين الكبيرين اللذين هزا تركيا في السادس من فبراير/شباط الجاري تسببا في أضرار مادية مباشرة بلغت قيمتها نحو 34.2 مليار دولار، لكن إجمالي تكاليف إعادة الإعمار والتعافي التي تواجهها البلاد قد يكون مثلي ذلك. قالت الحكومة التركية إن أكثر من 600 شخص يخضعون للتحقيق في قضية المباني التي انهارت بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/ شباط الجاري. لان الحكومة التركية وضعت قوانين بناء بعد الزلزال الذي ضرب إسطنبول سنة 1999 ميلادي حيث ان المقاولين لم يلتزموا في هذه القوانين والاشتراطات الهندسية حتى يقل من حجم الخسائر البشرية جراء الهزات مثل هذا النوع العنيف من الهزات.

الحكومة التركية بحسبانها المخاطر المتعلقة بالزلازل، ما دفعها عقب زلزال 1999 إلى إحداث “هيئة الكوارث والطوارئ كما عملت على إصدار قوانين خاصة بالبناء وإلى اليوم ترفض سلطات الإنشاءات وهيئات الحكم المحلي في تركيا، وفي جميع الولايات التركية، منح تراخيص البناء لأي منشأة دون استيفاء معايير خاصة متعلقة بمقاومة البناء للزلازل.”
عقب كارثة القرن التي ضربت الجنوب التركي، لم يعد استخدام العوازل الزلزالية نوعاً من الرفاهية، بل باتت لزاماً عند تشييد المباني الحكومية والتجارية، وحتى السكنية. لا سيما وأن أسعارها أصبحت في المتناول بعدما بدأت الشركات التركية تصنيعها. حيث ان طريقة عمل ما ذكر أوزتشامور أن منطق عمل نظام عوازل الزلازل بسيط للغاية في الواقع، وأوضح أن النظام يقوم على وضع أجهزة خاصة بين الهيكل الإنشائي وأساساته، ما يعني أنهم يضعون جهازاً واحداً لكل عمود من أعمدة الحمل الرئيسية، بطريقة تضمن الفصل التامّ للمبنى عن الأساسات المغروزة بالأرض.
يمكن أن تحمل هذه الأجهزة الوزن الخاص بالهيكل، ويمكن أن تكون مرنة جداً في أثناء التعامل مع القوى الأفقية التي تولدها الاهتزازات الزلزالية. فعندما تتحرك القاعدة في أثناء حدوث زلزال، تتحرك العوازل فيما يظلّ الهيكل نفسه ثابتاً. يساعد هذا بفاعلية على امتصاص الموجات الزلزالية ومنعها من الانتقال عبر المبنى.
ويخلص أوزتشامور العملية قائلاً: “في حالة تَعرُّض المبنى للاهتزازات، تمتص هذه الأجهزة حركة الزلزال داخل نفسها وتشكل نوعاً من الدفاع ضد الزلازل. وبفضلها، لا تُحمى العناصر الهيكلية فقط مثل العوارض والأعمدة، ولكن جميع مكوّنات المبنى الداخلية محمية”.
وفقاً لأوزتشامور، من الممكن نظرياً تعديل الهياكل القديمة باستخدام هذا النظام، ولكن في الواقع من الصعب جدّاً تنفيذه. مطلوب حسابات هندسية جادة لإعداد هذا النظام. “لا يمكنك تغطية العيوب في المبنى بعزل الزلزال. هل يمكن ذلك إذا اضطررت إلى ذلك؟ نعم، حدث ذلك بالفعل في بعض المباني حول العالم”.

ما تكلفة استخدام هذا النظام؟

حسب أورجان أوزتشامور، فإن تكلفة المعيشة في مبنى به عوازل زلزالية معقولة جداً بالنظر إلى الأسعار في الظروف الحالية، وقال: “يمكن أن يكون سعر الوحدة متغيراً للغاية. لكننا نقول هذا بحساب تقريبي. إذا استبعدنا حصة الأرض، فإن إنشاء هذا النظام لا يتجاوز 10% من تكلفة تشييد المبنى. إذا أضفت حصة الأرض، فسوف تنخفض التكاليف أكثر”. وإلى جانب قضية التكلفة، يعد الوقت من أهم القضايا. فبعد اكتمال المسح الأرضي، يجب إضافة 4 أشهر في المتوسط إلى مدة المشروع من أجل تصنيع وتركيب هذه العوازل. وعن العمر الافتراضي للعازل بعد حدوث الزلزال، أشار أوزتشامور إلى أن النظام يستمر في العمل بشكل طبيعي بعد الزلزال، حيث لا يوجد شيء معطوب يجب التخلص منه مع حدوث زلزال. وأضاف قائلاً: “إن عمر العوازل يعادل عمر المبنى”.

تعرضت بعض المباني السكنية في تركيا للانهيار ولم تتعرض أخرى بجوارها لنفس المصير، نتيجة مراعاتها لشروط البناء لتتحمل أية هزات أرضية, لذا وجب وضع قوانيين صارمة في تركيا خاصة لوقعها في حزام زلزالي نشط و كثرة حدوث زلازل في اخر عقدين.

م. فواز أحمد الرشيدي
مدرب متخصص ” ب “
معهد التدريب المهني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock