نحن أساتذة و مربيين … لسنا بائعة ومنتفعين؟!!
د. حسين فولاذ
للاسف الشديد، انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة غريبة على مؤسسات التعليم العالي في الكويت من قلة قليلة من الاساتذة، المفترض أنهم كذلك، حيث انهم وللأسف ينتفعون من الطلبة وأهلهم ويقومون بطلبات غريبة تتصف بغير المقبولة و غير المسؤولة، ولا تمت لا الي العلم ولا الي التعليم بصلة!! فهناك على سبيل المثال قلة من الأساتذة يستغلون الطلبة في مساعدتهم في بناء بيوتهم على حساب هؤلاء الطلاب، و للاسف تطبق قاعدة “مغززة” ما انزل الله بها من سلطان، اذ كلما يساهم الطالب اكثر بالدفع، سواء كان لشراء مواد البناء كالاسمنت مثلا او ماشابه ذلك من مواد البناء، كلما زادت حصيلة هذا الطالب من الدرجات!! وهناك من الأساتذة الذي يقوم ببيع كتبه او مذكراته بنفسه او بتسخير أحد طلابه لبيعهم وفقا لتسعيرة يفرضها الاستاذ دون رقيب ولا حسيب من إدارة العمل كما لو انها في صمتها هذا تبارك هذا “العمل” المشين!!! و من الغريب والمأساة ايضا انه لو رسب طالب وعاد المقرر عند نفس الاستاذ وكان محتفظا بكتاب المقرر من الفصل الماضي، يجد نفسه بطلب من استاذ المقرر ان يقوم مجبورا بشراء الكتاب او المذكرة للمرة الثانية وإلا سوف يرسب في المقرر!! والأدهى والأمر من ذلك، ان هناك بعض الأساتذة الذين يقومون بعقد “صفقة” بينهم و بين الطلاب، اذ يوعد الاستاذ الطالب بمنحه امتيازا في المقرر نظير منح الطالب امتيازا له عند تقييمه له، يساعده في “تلميع” صورته أمام القسم العلمي أو حتي امام الزملاء و لا يجد الاستاذ حرجا ان يجبر الطالب علي القيام بعملية التقييم أمامه في الفصل مراقبا الطالب في عملية التقييم له في مشهد مأساوي للتأثير علي الطالب و لضمان تنفيذ “الصفقة”!! وهذا مخالفا تماما لآلية التقييم و التي يجب أن تكون سرية من قبل المقيم وهو الطالب؟!! وفي حالات غريبة ايضا، هناك بعض الاساتذة وللأسف يجبرون طلبتهم على شراء منتج من بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يشتري هذا المنتج ويتأكد الاستاذ أن الطالب قد اشترى المنتج سيحصل على درجات عالية في المادة؟!! وهناك حالات أخجل كأستاذ ومربي ان أذكرها نظرا لإساءتها لمهنة ودور المعلم ورسالته؟!!
ايها الاستاذ الذي تقوم بهذه الاعمال المشينة وبهذه الافعال الغير مسؤولة تذكر دائما بأن الله تعالى رقيب حسيب ويرى ما تفعل وهو غير غافل عما تقوم به وتذكر دائما قوله تعالى { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً } (الأحزاب:52)… وتذكر أيضا بأنك قدوة لهؤلاء الطلبة والذين هم اخواننا و أخواتنا وأن رسالتك التربية قبل التعليم لا المتاجرة والاستفادة على حساب الطلبة؟!!
كما يجب ان تتذكر بأنك بهذا الفعل المشيين تسيء لسمعة مجموعة كبيرة من الاساتذة الافاضل وتسيء للمؤسسة الأكاديمية التي تعمل بها و أكبر من هذا كله فأنت تسيء للكويت؟!!
في الختام… إخواني و وخواتي الطلبة و الطالبات أتمنى أن تنزعوا الخوف من قلوبكم وأن لا تجعلوا هذه الإساءات تمر عليكم مرورا سهلا، بل يجب أن تقولوا “لا” في وجه كل من سولت له نفسه ان ينحرف عن مسار ضميره او اخلاقه او “علمه” إذا كان الحق معكم!!!
عليكم محاسبة هؤلاء الأساتذة المسيئون للمهنة من خلال تقديم شكوى للمسؤولين في مؤسسات التعليم العالي فالديكم الصوت الكافي الذي إن سمع، لحرك الكثير من الأمور السيئة التي تعيشونها و تمرون بها، خاصة اننا في دولة تكفل للجميع التعبير عن رأيهم و الدفاع عن حقوقهم!!!
د. حسين فولاذ
[email protected]
