تربويون : تعطيل العشر الأواخر غير منطقي وكارثي للطلبة
واضافوا ان المقترح به عدة سلبيات، منها تعطيل المناهج لعدم التخطيط المسبق لهذه العطلة، وتأثر مستوى الطالب التعليمي، لأنه سيقضي وقتا طويلا دون دراسة، ناهيك عن اعتياد الطالب على الراحة والعطل فلا ينمو لديه حب العمل والانتاج وهذا امر خطير على المجتمع.
وأوضحوا: إن كانت العطلة تخص فقط طلبة المدارس فهذا الأمر يحتاج الى دراسة مسبقة وكافية قبل تحديد التقويم الدراسي السنوي لوزارة التربية ووضع الخطط الدراسية، لتكون الأمور واضحة ومحسوبة ومخططا لها لما فيه مصلحة الطلبة وجودة التعليم، فيجب ألا نضع أنفسنا في ظروف طارئة تربك وتسبب الخلل في سير العمل، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قالت مديرة ثانوية العصماء بنت الحارث للبنات د.خيال الابراهيم إن تعطيل الدراسة في العشر الأواخر من رمضان المبارك أمر كارثي بالنسبة للطلبة لاسيما أننا للتو عدنا من اجازة منتصف العام والمعلم لم يتبق له المزيد من الوقت لإنهاء الخطة الدراسية المعدة من قبل التواجيه الفنية، متسائلة لماذا تتم إثارة مثل هذه الأمور والمقترحات التي ستترك الشعور السلبي لدى أبنائنا الطلبة بأن يكون هذا الشهر شهر كسل. واضافت الابراهيم «ألم نع ونتعلم الى الآن كم فقد الطالب من مهارات خلال جائحة كورونا والتي مازال يعاني منها الميدان التربوي على جميع المراحل التعليمية الى يومنا هذا؟ قائلة انني لا أرى أي مبرر لمثل هذا المقترح فنحن دولة أيام العمل بها محدودة مقارنة بأيام العطل، العمل عبادة وهناك خطط دراسية وضعت فليتنا نلتزم بها وخصوصا أن الفصل الدراسي الثاني قصير جدا.. فأي منهج سيعطى خلال هذه الفترة القصيرة؟! أم سنحتاج إلى دمج المفاهيم العلمية للطالب وتكون الحصيلة فاقدا تعليميا كارثيا ثانيا.
إرباك للعمل
من جانبه، قال مدير ثانوية الراعي النميري للبنين صلاح الصانع إن أي تعطيل للعشر الأواخر غير مدروس يعتبر إرباكا للعمل، علما أن هذه المناسبات معلومة مسبقا وكان من الأجدر درجها بخطة العطل الرسمية، ولا يخفى أمر إيجابياتها وسلبياتها، فمن ابرز إيجابياتها تعزيز الجانب الديني ورفع تقدير هذه الأيام لما خصها الله بفضائل كثيرة فيتفرغ الجميع للعبادة وكذلك الأسر عند إقرارها عطلة تأخذ قسطا من الراحة من مجهود توصيل الأبناء للمدارس والاستعدادات للاختبارات القصيرة والتكليفات وغيرها، مشيرا الى أنها تتفرغ للعبادة وهذا أمر محبب للجميع فهذا الشهر يطل علينا مرة في كل العام، واضاف الصانع انه من جانب آخر هناك سلبيات عدة يبرز منها تعطيل المناهج لعدم التخطيط المسبق لهذه العطلة، ومنها تأثر مستوى الطالب التعليمي لأنه سيقضي وقتا طويلا دون دراسة، ناهيك عن اعتياد الطالب على الراحة والعطل فلا ينمو حب العمل والإنتاج وهذا أمر خطير على المجتمع، فنحن نتحدث عن ثقافة تؤثر على الوطن، لافتا الى انه لهذا التناول والاندماج لابد من المناسب ان تنحصر ايام الراحة على يوم او يومين قبل الليلة 29 من رمضان يحقق بها المجتمع أهدافا كثيرة وبها قيمة يتعلمها النشء إلا أن العشرة أيام طويلة ومؤثرة للخطط التعليمية والمستويات الدراسية.
جوانب عديدة
من جانبها، قالت المستشارة التربوية سهام حمد السهيل إن قرارا بمثل هذه الأهمية لا يتم اتخاذه بين ليلة وضحاها، ولا يجب طرحه بصورة مفاجئة، خاصة أن له جوانب عديدة، فالأمر لا يتوقف على أنها مجرد عطلة لعشرة أيام، موضحة أنه سبق وكانت هناك عطل رسمية لكافة وزارات الدولة لمدة تصل إلى 9 أيام، كما حدث في عطلة عيد الأضحى المبارك أو في المناسبات الوطنية ولكن ذلك الأمر حدث مرة أو مرتين خلال السنوات الماضية، أما عندما تقرر الدولة اتخاذ قرار لتعطيل العشر الأواخر في رمضان كإجازة رسمية من كل عام، ويضاف إليها 3 أيام لعيد الفطر السعيد أي ما يقارب إجازة رسمية لمدة أسبوعين، فهو ليس بالأمر السهل اتخاذه دون دراسة وافية وكافية لآلية التطبيق والاستعداد الكافي لذلك من كافة الوزارات وبالأخص وزارة التربية والآثار المترتبة على ذلك.
واضافت: كما أن هذا المطلب ليس بجديد وقد سبق وتمت المطالبة به منذ سنوات عديدة، وباعتقادي أن هناك مشاريع قدمت بهذا الشأن خلال مجلس الأمة في دورات سابقة ووضعت عدة مقترحات للاستفادة من الهدف الأساسي لهذه العطلة وهو تعزيز الجانب الديني في شهر رمضان المبارك، وأذكر أنه قد تم الأخذ برأينا كميدان تربوي في ذلك الوقت ورأت اللجان التعليمية في كافة مجالس مديري المدارس في المناطق التعليمية، لافتة الى انه لو جئنا لأثر أبعاد هذه العطلة لوجدنا لها إيجابيات وسلبيات وقد تنصب إيجابياتها لكل من يستثمر فعلا الليالي العشر الأخيرة في الطاعات والعبادات، حيث لا يأتي هذا الشهر الفضيل إلا مرة واحدة كل عام ونتحرى جميعا ليلة القدر في تلك الليالي وهي خير من ألف شهر، ومن الواجب علينا رفع مستوى الوعي الديني وتعزيز الجانب الروحي لدى الجميع في تلك الليالي المباركة.
وتابعت السهيل قائلة: أما السلبيات فتنحصر في آلية سير العمل على جميع المستويات فلو كانت العطلة لجميع موظفي الدولة كافة فهو أمر غير منطقي وغير مقبول من النظرة العامة والوهلة الأولى حيث تتوقف مصالح ومراجعات العديد من الناس، ولكن عند وضع آلية خاصة لسير العمل وخاصة مع وجود التقدم التقني الحالي في تسهيل المعاملات الإلكترونية فسيكون الأمر حينها أكثر قبولاً، أما إن كانت العطلة تخص فقط طلبة المدارس فهذا الأمر يحتاج لدراسة مسبقة وكافية قبل تحديد التقويم الدراسي السنوي لوزارة التربية ووضع الخطط الدراسية، لتكون الأمور واضحة ومحسوبة ومخططا لها لما فيه مصلحة الطلبة وجودة التعليم، فيجب ألا نضع أنفسنا في ظروف طارئة تربك وتسبب الخلل في سير العمل، مشيرة الى أننا لا ننكر أن المعلم يستطيع إنهاء المناهج خلال أسبوع لو أراد ذلك ولكن سيكون ذلك بشكل مضغوط ودون فهم من الطالب.
وقالت: نحن بحاجة لزيادة الوعي الشعبي لأهمية الدراسة والتعليم، والعودة إلى الجدية التامة من المعلم والطالب وولي الأمر في مسألة التعليم وقبل ذلك ضرورة إشراك الميدان التربوي باتخاذ مثل هذه القرارات؛ فمن الخطأ تهميش الميدان في قرارات هو صاحب الشأن الأول والأخير فيها، لذا نأمل ألا يفاجأ الميدان التربوي بقرار التعطيل في العشر الأواخر من شهر رمضان، داعية القائمين على اتخاذ القرار لدراسته من الآن في حال ضرورة إقراره للعام القادم بمشيئة الله تعالى.
قرار مفاجئ
من جهتها، قالت مديرة ثانوية جمانة بنت أبي طالب للبنات اسماء اليحيى: بما ان الأمر غير مدروس ومفاجئ فإننا نرى ان هذا الامر مربك للمعلمات والطالبات، مبينة انه يعطل الخطة الدراسية خاصة انه لا يوجد تحديث او مقترح من قبل التوجيه الفني لتعليق دروس او دمجها، وايضا في حال دمجها يشكل هذا الامر ضغطا على المعلمات والطلبة، موضحة ان الدوام طوال شهر رمضان قصير وخفيف وهو امر تعودنا عليه منذ بداية التعليم.
وذكرت انه بشكل عام مقترح تعطيل الدراسة خلال العشر الاواخر أمر سلبي من جميع النواحي وعلى جميع الاطراف، موضحة انه من الممكن ان يتم اقرار هذه الاجازة اذا تم التنسيق والترتيب المسبق لها في المستقبل بحيث لا تشكل إرباكا للمنهج أو ضغطا على المعلمين والطلبة.
افتقاد الديمومة التعليمية
من جانبه، قال رئيس قسم مادة الاجتماعيات نايف السبيعي» مما لا شك فيه أن تعطيل العشر الأواخر من رمضان سيسهم في التفرغ للواجبات الدينية للطالب والمعلم على وجه سواء، مشيرا إلى أن من سلبيات تعطيل العشر الأواخر من رمضان فتبرز بالنواحي الفنية، حيث إن الخطط التي تم إعطاؤها للميدان بداية العام الدراسي وضعت في ضوء القرار رقم 1 الخاص بمواعيد العمل وهو التقويم الدراسي. وبين أن أي تعديل على القرار سيتم تغيير مواعيد الإجازة الصيفية، وأيضا تظهر أزمة عدم الانتهاء من المناهج بقدر كاف، منوها بأن ذلك سيؤثر على الطالب والمعلم في افتقاد الديمومة التعليمية والمهارية.
أما المعلم حسين علي فأكد ان تعطيل العشر الأواخر سيؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية والخطة الدراسية، مشيرا الى ان العام الدراسي عندنا قصير مقارنة بدول العالم خاصة العام الحالي الذي بدأ متأخراً في بداية شهر اكتوبر اضافة الى ايام العطل التي منحت فيه للطلبة.
واضاف علي: لا يوجد ما يستدعي التعطيل لاسيما ان الاجواء تساعد على الدوام، لافتا الى انه في عز الصيف ولا يوجد تكييف كان آباؤنا واجدادنا طلبة وملتزمين في الدوام المدرسي فلا ارى اي سبب لتعطيل الدراسة بالعشر الأواخر.