ما فارق السن المناسب بين الزوجين؟ وهل له علاقة بنجاح الزواج؟
•كل مشروع زواج تحكمه عوامل وظروف اجتماعية ونفسية تختلف عن العلاقات الأخرى
%56 من النساء يفضلن الارتباط برجال أكبر منهن بسنوات لاعتقادهن بأنهن سيشعرن بالأمان والاستقرار أكثر
•على من اختارا التفاوت الكبير في السن التأكد أولاً من صدق مشاعرهما ومن قدرتهما على رؤية الأمور بالمنظار نفسه
تطرقت دراسات كثيرة إلى موضوع فارق السن بين الزوجين وأثره على نجاح العلاقة بينهما أو فشلها وكذلك على الحياة الأسرية عموماً وبينما اعتبرت بعض الدراسات أن الفارق العمري الكبير يعد مثالياً -خاصة إذا كانت الزوجة تجد في رجلها صورة الأب- رأت دراسات أخرى أن ذلك الفارق قد يولّد خلافات زوجية حادة من شأنها أن تصل إلى الطلاق.
وذهبت بحوث إلى أن الفارق الصغير في السن بين الشريكين يعد من العوامل المؤدية إلى نجاح الزواج والحصول على جو أسري صحي.
وذكر موقع “بي سكولارلي” (bscholarly) أن العلاقة السعيدة بين الأزواج تتحقق عندما يتراوح فارق العمر بين سنة و7 سنوات.
وأشار الموقع إلى أن من اختارا التفاوت الكبير في السن عليهما التأكد أولا من صدق مشاعرهما ومن قدرتهما على رؤية الأمور بالمنظار ذاته أو على الأقل من وجهة نظر متقاربة، والأهم أن يكونا مستعدين للقبول بالتسويات التي ستغدو أمرا ضروريا في مراحل معينة في حياتهما معا، والتمسك بالحب والتفاهم واحترام الآخر، بالإضافة إلى التقارب في الأفكار، ولا سيما تلك المتعلقة بالقيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية.
الفارق المثالي
ونشر موقع “ذا هيلثي جورنال” (thehealthyjournal) أن الفارق المثالي في السن بين الزوجين يجب أن يتراوح بين سنة و3 سنوات، ولكن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الزواج القائم على النضوج من أحد الطرفين يكون ناجحا وفيه الكثير من التفاهم والاستقرار، فيما أظهرت دراسة أخرى أن 56% من النساء يفضلن الارتباط برجال أكبر منهن بسنوات (من 5 إلى 15 سنة)، لاعتقادهن بأنهن سيشعرن بمزيد من الأمان والاستقرار.
وترى المعالجة النفسية لودي مكي أن تقارب عمر الرجل والمرأة المقبلين على الزواج يزيد تقاربهما الثقافي والفكري والنفسي ويمهد لعلاقة ناجحة بينهما، لكن علماء النفس لم يحددوا فارقاً سنياً مفضلاً بين الزوجين.
ويمكن القول من واقع الخبرة إن من الأفضل ألا يقل الفارق عن سنتين وألا يزيد على 8 سنوات.
ومع ذلك، فإن تأثير فارق العمر بين الزوجين يقل مع تقدمهما في العمر ونضوجهما، لذا يصبح الفارق أقل أهمية عند زواج كبار السن، فزواجهما لا ينبع من الرغبة في الإنجاب، بل من الود والنضج والتوافق الفكري والرغبة في المشاركة الحياتية، وفق مكي.
وتنصح مكي بأن يكون فارق السن بين الزوجين من سنتين إلى 5 سنوات حتى يكون سبباً في التواصل والتوافق بينهما، معتبرة أن الفارق الكبير في الزواج له عيوبه، وأهمها:
- عدم التفاهم، إذ بعد مرور بضع سنوات تظهر الاختلافات في وجهات النظر بين الاثنين، سواء في الاهتمامات أو النشاطات الاجتماعية المختلفة.
- محاولة الطرف الأكبر تغيير تفكير الطرف الأصغر بحجة أنه أكثر خبرة، الأمر الذي يسبب مشكلات كثيرة لاحقا تؤدي لضعف الحياة الزوجية.
- اختلاف الأهداف، فالطرف الأصغر سنا تتمثل أهدافه من الحياة الزوجية في تكوين أسرة واللعب مع الأبناء ومشاركتهم لحظات حياتهم، فيما تكون أهداف الطرف الأكبر تحقيق الثروة والتقاعد.
الشريك الأصغر سناً
وتشير مكي إلى أنه أحياناً يقترن الشاب بامرأة تكبره سنا عندما يجد لديها العاطفة التي يبحث عنها في المرأة، ويمكن تحليل هذه الأنواع من الانجذابات طبقا “لعقدة أوديب”، أي علاقة الشاب مع أمه عندما كان صغيرا: هل أحبته أمه منذ صغره؟ هل رفضت عاطفته؟ هل ابتعدت عنه وأجبرته على البحث عن عاطفة “الأم” والإحساس بالأمان؟
أما بالنسبة إلى المرأة -حسب مكي- فإن “الانجذاب العاطفي يعد من أهم أسباب تعلق المرأة بالرجل الأصغر منها سنا، وثمة ناحية إيجابية أيضا من هذا الزواج، فقد يحصل تقارب في وجهات النظر والتفاهم في معظم الأمور، لأن المرأة كلما تقدمت في العمر تكون أكثر نضجا عقليا ونفسيا، وهذا من مصلحة الزوج، فالسعادة الزوجية لا تقاس وفق معيار العمر”
وتنهي مكي حديثها بأنه لا يمكن الحكم بصورة مطلقة على أن الفارق الكبير بين الزوجين يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية أو نجاحها، فكل مشروع زواج تحكمه عوامل وظروف اجتماعية ونفسية تختلف عن العلاقات الأخرى.
وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود عوامل أخرى من شأنها أن تُحدث شرخاً بين الشريكين وتؤدي إلى الطلاق، ولا يعد فارق السن في مقدمتها، فكثير من الزيجات التي لم تشهد فارقاً ملحوظا في العمر بين الشريكين انتهت بالفشل، فيما كُتب النجاح لزيجات كان أصحابها من أجيال مختلفة.