البياتي: المنطقة تشهد خطراً جديداً هو التطرف والإرهاب
كتب : غنام الغنام
انطلقت الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي السادس ” الكويت والأمن الإقليمي ” الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت والتي كان محورها عن ” أمن المنطقة من منظور الكويت” وتحدث في البداية وكيل وزارة الخارجية العراقية وسفير العراق في الأمم المتحدة الاسبق الاستاذ الدكتور حامد البياتي ورقة بعنوان “الكويت ودول الجوار” حيث قال ان الكويت دولة غنية بالنفط وبالمواد الطبيعية ولكنها دولة صغيرة الحجم وقليلة السكان وتحتل موقعاً استراتيجياً بين ثلاث دول كبيرة وهى إيران إلى الشرق والعراق إلى الشمال والسعودية إلى الغرب المخاطر الأمنية في دول الجوار تتمثل بالملف النووي الإيراني حيث تؤكد ان إيران مشروعها النووي لأغراض سلمية مثل العلاج الطبي وتوليد الطاقة الكهربائية لكن بعض دول المنطقة ودول العالم تخاف من حصول إيران على الطاقة النووية التي يمكن أن تستخدم في صنع سلاح نووي.
واشار د.البياتي ان الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن توصلت إلى اتفاق مع إيران لتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية على إيران. أما علاقة الكويت مع السعودية فهي قائمة على أساس عضوية الدولتين في مجلس التعاون الخليجي وموقف المجلس من الأمن الإقليمي.
واضاف د.البياتي ان العلاقة مع العراق قد ساءت بعد غزو صدام للكويت عام 1990م وتحرر الكويت في 1991م وفرض عقوبات قاسية على العراق من قبل الأمم المتحدة. حيث أدى غزو الكويت إلى انقسام بين الدول العربية بين مؤيد ومعارض كما ترك غزو الكويت تركة ثقيلة على العراق والكويت.
واوضح د.البياتي ان المنطقة اليوم تشهد خطراً جديداً هو التطرف والإرهاب خصوصاً تنظيم داعش حيث أنها تقوم بارتكاب مجازر باسم الدين والإسلام ومنها ذبح رهائن وحرق الطيار الأردني وتشوه سمعة الدول العربية والإسلامية. مضيفا ان تتمكن داعش من السيطرة على محافظات الموصل والأنبار وتكريت وسامراء وتهديد بغداد بدون دعم بقايا نظام صدام وأعضاء حزب البعث وضباط الجيش السابقين. مشيرا الى ان تصريح أحمد الدياشي مؤسس وقائد ما يسمى بالجيش الإسلامي أن داعش لم تكن لتتمكن من السيطرة على الموصل في 10 حزيران 2014م لولا دعم تنظيمه لداعش وهكذا الحال مع جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يقوده عزت الدوري نائب صدام حيث أن الناطق باسم التنظيم أكد أن تنظيمه دعم داعش للسيطرة على الموصل.
وافاد د.البياتي أن تنظيم القاعدة الإرهابي بدأ بعد غزو الكويت ونزول القوات الأمريكية في السعودية حيث أعلن أسامة بن لادن للحرب على أمريكا لأن قواتها دخلت الأراضي المقدسة في مكة والمدينة. مشيرا ان داعش جاءت واحتلت مناطق شاسعة في العراق بدعم من بقايا نظام صدام ولو تمكنت داعش من السيطرة على بغداد كما كانت تخطط لتأمين لغزو الكويت ودول الخليج الأخرى لأنها لا تعترف بالحدود بين الدول ولأن بقايا نظام صدام تتهم الكويت ودول الخليج بدعم أمريكا “التحالف الدولي في إسقاط نظام صدام”.
التعاون الاسلامي
بدورة قال الدكتور عبدالله راعبود من جامعة قابوس من سلطنة عمان ومدير برنامج الشرق الأوسط في جامعة كيمبرج في ورقته المقدمة حول “دور دول مجلس التعاون الخليجي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون السلامي” انه في البداية لابد أن نعرف ما معنى بالأمــــن : فالأمن ليس عسكــــري فقط فهو واسع وأشمل من هذا ودول الخليج تواجه تحديات أمنية عديدة منها الأمن العسكري وأيضا الأمن البيئي والاقتصادي والأمن المجتمعي .وهنا نتحدث عن 3 منظمات هي منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية بعد الأمم المتحدة خلال 40 سنة من تكوينها عام 1969 واتسعت عضويتها من 25 دولة إلى 75 جدولة ممتدة إلى أربع قارات .
اما منظمة العمل الإسلامي فقد قال د.باعبود انها ليست منظمة أمنية بالمفهوم الأمني العسكري ولكنها منظمة تتحدث باسم 1,5 مليار وبإمكانها أن تقدم منتدى للحوار بين الدول الإسلامية للتعاون بالمفهوم الأمني الشامل وهى منتظمة توفر الحوار والشرعية وخطوات بناء الثقة بين الدول الإسلامية وبإمكانها ان تلعب دوراً مهما في الحفاظ على الأمن الشامل من خلال آلياتها وإيجاد فرص لهذه الدول للتعاون بينها .
واضاف د.باعبود ان جامعة الدول العربية منذ إعلان الإسكندريــة عام 1945 استطاعت الجامعــــــــة العربية التي بنيت على القومية العربية أن تكون بعض أوجه التعاون الأمني من خلال تكوين اللجنة السياسية ونظامها يسمح لها من خلال الفصل الخامس أن تتدخل لحل الخلافات ولكن كان هنالك خلل بنيوي في الجامعة حيث أن القرارات لابد أن تكون جماعية ، وكما هو معروف ليس هنالك إجماع عربي ، وغير تدخلها في الستينات في عملية تهديد الكويت فشلت الجامعة العربية فشلا ذريعا في عملية الغزو العراقي بالكويت وما خالفها من تحرير الكويت وغزو العراق ، ولم يكن هنالك دور أمنى يذكر إلا القليل في الخلافات العربية .
وافاد د.باعبود ان امام مجلس التعاون الذي تكون للتحديات الأمنية فى المنطقة استطاع أن يطور تعاونه الأمني من خلال تكوين حزام التعاون وقوات درع الجزيرة إلى جانب تكوين قيادة عسكرية مشتركة وفكرة إنشاء درع صاروخي وغيرها. إلا أن دول الخليج والخلافات التي بينها وصغر عدد سكانها لا يؤهلها لأن تكون منظومة أمنية خليجية لوحدها ولابد من إيجاد منظومة أمنية تشمل دول المنطقة وهي إيران والعراق وتركيا واليمن لتكون رديف ومكان للحوار والتعاون الإقليمي يكمل عمل المنظمات سالفة الذكر.