د. يوسف المرتجي يكتب: استعداد .. لا استبداد !!
اقتربت فترة الامتحانات وما ادراك ما فترة الامتحانات، قد تكون خفيفة لدى البعض بينما ثقيلة لدى الغالبية، مما تشكل ضغطا نفسيا واسريا وعقليا ليس لأبنائنا الطلبة فقط , بل للأسرة بأكملها، وكأننا نتأهب لكارثة من الكوارث الكبرى، حالة من التوتر والترقب والعصبية والعقاب المبالغ فيه والأوامر الصارمة انها فترة الاستنفار الاقصى للأسرة بما تحتويه من افراد وأجهزة, والذي بكل تأكيد يؤثر سلبا على أداء ابنائنا الطلبة وتحصيلهم العلمي بل وعلى صحتهم النفسية والجسدية، بدلا من مساندتهم لعبور هذه الفترة بكل يسر وأمان قدر الاستطاعة ليكون النجاح والتفوق حليفهم، ولا يفوتنا بان نشير الى ان هناك نوع من القلق يعرف بقلق ألامتحان وقد يتعرض له الغالبية العظمى من الطلبة وهذا من الامور الطبيعية والذي بدونه قد لا يهتم الطلبة بالدراسة والمراجعة وأهمية الامتحانات وبالتالي الانجاز والتحصيل، حيث انه حالة انفعالية تبعث على التوتر الذي قد يؤثر على الفرد بأكمله , وتكون هذه الحالة قبل أو أثناء فترة الامتحانات، علما بان الافراد يختلفون بدرجة الشعور به أو التأثر فيه، والقليل منه أو الدرجة البسيطة مطلوبة للاهتمام بالامتحانات، انه خوف يشعر به الطلبة وقد يكون بشكل مبالغ فيه فيؤثر على استقرارهم وتصرفاتهم ودراستهم واستيعابهم وبالتالي ادائهم للامتحانات والإجابة عليها، بل ان البعض بمجرد ان يسلم ورقة الاجابة ويخرج من لجنة الامتحان فيتذكر كل الاجابات التي كان قد نسيها , ولقلق الامتحانات الكثير من الاعراض نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: التقلب في المزاج، وكذلك الشهية بالزيادة او النقصان، الاجهاد، الارق، قلة التركيز، سرعة الاستثارة والتوتر، والانصراف للكثير من الاعمال الغير ضرورية بمجرد البدء بالدراسة وقد يشعر الطالب ببعض الافكار والوساوس المصاحبة لهذه الفترة والتي منها الشعور بالنسيان أو عدم الاستيعاب، بل ان البعض قد يشعر ببعض الأمراض نتيجة الضغط النفسي، مثل زيادة نبضات القلب، خلل ألتنفس، الانفلونزا، اضطرابات القولون والمعدة، الصداع والصداع النصفي , الارق , ارتعاش الأطراف ,وفي بعض الحالات قد تصل الى الإغماء سواء قبل او اثناء تأدية ألامتحانات. فرفقا ايها الوالدين لا تكونوا مستبدين بل مساندين لأبنائكم، شجعوهم وساندوهم وخذوا بأيديهم لعبور هذه الفترة بكل يسر وسهولة واطمئنان. فتوتركم وانفعالكم, وأوامركم المبالغ فيها وطريقة تعاملكم معهم، انما ينعكس عليهم فيضرهم ولا يفيدهم, ولا تقارنوهم بالآخرين فإنما ذلك ظلم لهم لان الثابت علميا هو الفروق الفردية في القدرات.
واليكم بعض النصائح والتي قد تفيدهم وتعينهم على عبور هذه الفترة بأمان
- توفير الجو الأسري المتوازن انفعاليا وعاطفيا
- توفير نوع من المرح والراحة داخل البيت اثناء الدراسة والاستعداد للامتحان
- الابتعاد عن الجهد المتواصل وتوزيعه ووقف الاوامر الموترة والمبالغ فيها
- بث روح الطمأنينة في الابناء بأنهم سيحصلون على جهودهم وقدراتهم والمطلوب ذلك لا اكثر
- استحسان ومدح ادائهم والنظر الى الايجابي منه ومحاولة تصويب الاخطاء بهدوء
- لا تكونوا مستبدين في توجيهاتكم وأوامركم واضبطوا انفعالاتكم في تعاملكم معهم
- تذكيرهم بذكر الله والتوكل عليه
د. يوسف المرتجي
قسم علم النفس – كلية التربية الاساسية