م شهد الناصر تكتب *لاجئون إلى الله*
*لاجئون إلى الله*
في يوم اللاجىء أجد نفسي عاجزة عن التعبير ..فمن أين أبتدي؟
من غصة خذلان الأقرب ..!
أم من فواجع الظروف !
من التضحية بالعمر !
أم من الايثار على النفس!
إنَّ آلامنا ووجعنا أكبر من البوح والكتابة .
فعندما تهرم ملامح الطفولة بحمل المسؤوليات والفقد والدموع..
وعندما يُستباح أمان القلوب ليحتلّها الخوف والقلق ..
عندما يُطعن الكبرياء بسكين الحاجة
وعندما تتوه الروح
مابين احتياج للأمان ..
ومابين خوف من تهجير ..
عندما تحتسي فنجان الحنين بصوت الشوق كل صباح..
وعندما تضع رأسك ليلاً على وسادة ذكرياتك العصية عن الضياع بمتاهة النسيان ..
فلا انشغال ولاهروب يُنسيك الذكريات الماضية إلا بالتسليم والقبول فلا اعتراض على قضاء الله في دنيا نراها دار امتحان وإنَّ المؤمن مُمتحن ويجزى بما صبر ..
فبرداً وسلاماً على قلوبنا نحن اللاجئون .
نحنُ المغتربون الذين نعرف تماماً
كيف للحياة أن ترمينا على مفترق قرار ..!
لنبقى عالقين بين ما نريده و بين ما نقاومه..
نحنُ الذين نعرف تماماً كيف لأجسادنا أن تعيش بمكان وأرواحنا ومشاعرنا بمكان آخر..!
بالرغم من قساوة الغربة إلا أنّها كانت أعظم درس بالحياة فلقد أثبتت لنا الغربة قوة صبرنا ومعدننا الأصيل فإبن الأصل تقال في بلاد الشام كناية لكريم الأخلاق لا للمتفاخر بنسبه .
أظهرت لنا كرمنا الأخلاقي بالرغم من سوء الحال..فلم نبخل بالعطاء ..
إنَّ الغنى غنى النفس والغني الكريم هو الله أما دناءة النفس تظهرها المحن والكربات..
بالرغم من أوجاع الغربة حمدنا الله كثيراً في وقت اشتهر أناسه بالشكوى فكانت دروبنا محفوفة بالبركة والبشائر .
فخورة بكوني لاجئة
يقيني بالله يغلب يأسي
استمد طاقتي من رب السماء
فقط لا من البشر ..
سبحانه الذي يسخّر لي الأرض
ومن عليها بقدرته .
ومطمئنة دائماً مادام رزقي وتوفيقي وسعادتي وقسمتي كلّها من الله الرحمن الوهاب الكريم.
يُقال الغريق يتعلّق بقشة
و”نحنُ لاجئون إلى الله ”
نتعلق بأملنا برحمته ويقيننا بأنَّ الذي خلقنا لن يخذلنا فهو حسبنا ونعم الوكيل.
بقلمي الدافىء:
م.شهد الناصر