«التطبيقي» غدٌ مشرق
بقلم : أ. د. فيصل الشريفي
اكاديميا| الجريدة
في هيئة «التطبيقي» كوادر لو أعطيت المجال لأبدعت، ومن هنا نناشد إدارتها تكليف المكتب الفني استقبال المبادرات من أعضاء هيئة التدريس والتدريب، والعاملين في قطاعاتها المختلفة بعيداً عن البيروقراطية والروتين، لإتاحة المجال للمبدعين، فالأمل معقود عليهم للنهوض برسالتها التعليمية.
بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على إنشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وهي تؤدي رسالتها الوطنية بإعداد الكوادر البشرية التي تحتاجها الكويت؛ لتبدأ مرحلة جديدة مع شخص الدكتور أحمد الأثري المدير العام الذي يتقبل بكل رحابة صدر النقد قبل المدح، متحملاً مسؤولية المنصب من باب التكليف لا التشريف، هناك قرارات مصيرية ومهمة على إدارة الهيئة اتخاذها كي تتمكن من مجاراة احتياجات سوق العمل الذي لم يعد كما كان، بل أصبح يبحث عن النوعية والكفاءة في ظل تناقص فرص سوق العمل على استيعاب مخرجات التعليم العالي بشكل عام، والتطبيقي ليس بمنأى عن تلك المعادلة إن لم يباشر بإجراءات تنفيذية تساهم في تعزيز وضعه بسوق العمل بشقيه العام والخاص.
مؤسسات التعليم العالي في العالم وضعت نصب عينيها معيار التنافس وفق مفهوم التحدي لضمان بقائها واستمرارها، فالقضية لم تعد تنحصر في أحقية المواطن بالتعليم، ولكن في حقه بالحصول على جودة التعليم، ومن هنا تأتي أهمية مواكبة التغيرات العلمية والعالمية.
ولأجل هذا الغرض شكلت الهيئة مجموعة من اللجان لمعالجة أسباب القصور ودراسة سبل النجاح، بحيث تشمل كل الجوانب الإدارية والأكاديمية لأن الهيئة مقبلة على أن تصبح من أكبر المؤسسات التعليمية في المنطقة وبطاقة استيعابية تتجاوز ٨٦ ألف طالب، تتماشى مع التوسع العمراني الذي تشهده دولة الكويت، ولأجل ذلك تدرس الهيئة إصلاح مسار ومستقبل “التطبيقي”، سواء استمرت على شكلها الحالي، أو توجهت إلى مشروع فصل التعليم التطبيقي عن التدريب، كما أعلنه الأخ وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى.
هناك توجه يقوده السيد المدير العام لمواكبة خطة التنمية، ويمتد إلى ما بعد الخطة، يشمل رؤية واستراتيجيات الهيئة، بحيث تترجم أهدافها إلى برامج عمل قابلة للتطبيق والقياس؛ في خطوة تدخل ضمن التحمل الصحيح لمفهوم عالم الإدارة وتحمل المسؤولية.
الهيئة فيها من الكوادر التي لو أعطيت المجال لأبدعت، ومن هنا نناشد إدارتها تكليف المكتب الفني باستقبال المبادرات والدراسات من الزملاء أعضاء هيئة التدريس والتدريب، والعاملين في قطاعات الهيئة المختلفة بعيداً عن البيروقراطية والروتين المعتاد، وذلك لإتاحة المجال للمبدعين كل في مجال عمله، فالأمل معقود على أبناء الهيئة المخلصين بالنهوض برسالتها التعليمية.
كما بدأنا المقال وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود استطاعت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي أن تمد سوق العمل بالعمالة الوطنية، وما زال أمامها الكثير لتقدمه لوطن لم يبخل عليها مادياً، وباهتمام ورعاية كريمة من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح بتشريفه حفل الفائقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة السنوي، ومن أجل ذلك تظل الهيئة مسؤولة أمام الوطن في مواكبة تغيرات سوق العمل وتبني رسالة “فرص متعددة وحقيقية لمستقبل أفضل لأبنائها الطلبة”.
ودمتم سالمين.