حكم مؤبد في التطبيقي
خلال ٢٣ سنة تغير الكثير بتاريخ الكويت المعاصرة تغير السلوك عند الناس وتغيرت المناطق السكنية المعروف بالماضي الي مناطق ابعد و اكبر تغيرت الشوارع و تغير نظام التعليم العالي واصبح لدينا جامعات خاصة وتغيرت الدوائر الانتخابية وكذلك نظام التصويت لمجلس الأمة مع ذلك بقى اسم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب رغم تلك التغييرات الجوهرية والتحديات، إلا أن بقاء هذه المؤسسة التعليمية بهذه الرصانة والقوة والثبات وذلك يعود لأمرين الاول “نوعية التعليم” والثاني “الاختيار الوحيد بعد الجماعة”.
وقد راهن الكثير انه بوجود الجامعات الخاصة سوف تحسر الهيئة مكانتها و لكن ماحدث هو العكس لقد تعزز مكان الهيئة على المستوى المحلي والإقليمي و العالمي وأصبحت في بعض التخصصات هي الاختيار الأول وقد تكون الاختيار الأوحد للطلبة المتفوقين لبعض التخصصات.
اليوم و بعد ان قدر الله ان أكون احد المحكوم عليهم بان أكون في الهيئة العامة منذ ١٩٨٧ حيث كنت طالبا بأحد كلياتها ومن ثم حصلت على بعثة لإتمام دراسة البكالوريوس في الهندسة على نفقة الهيئة وبعد عمل دام ٣ سنوات في القطاع النفطي رجعت الى الهيئة كمعيد بعثة للماجستير ومن ثم العمل كعضو هيئة تدريس ٣ سنوات قبل الحصول على بعثة الدكتوراه واليوم أكون رئيسا للقسم الذي بدء به مشوار العلم و نحن ومن هم مثلي درس و تعلم و تخرج و تم ابتعاثه وعمل في الهيئة يحملون على عاتقهم شيء واحد فقط بان نكون الأفضل وان تكون الهيئة العامة نبراسا للعلوم التقنية والتكنولوجيا الحديثة وبعد المؤبد والعمل في الهيئة انا فعلا متفائل بمستقبل افضل لخريجينا الطلبة وللمساهمة في كويت الغد.
إن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تحمل في أروقتها من الطاقات المبدعة والحريصين على تطورها ما سيساهم في تطويرها والإنتقال بها للعالمية، فكل ما يحتاجه العاملين في الهيئة بشتى أقسامها هي المساحة الكافية لإستخراج ما لديهم من إمكانيات وخطط ستسهم في توسعتها وإلحاقها في ركب التطور وفي مصاف كبرى المؤسسات الأكاديمية.
دكتور جاسم ابوكريشه الراجحي