كتاب أكاديميا

وزارة الرشيد في قصر المأمونية: إلى وزير التربية .. هذه هي حال الوزارة !!

داود جوهرداود جوهر

لم أضع بالحسبان أن الأمور ستصل إلى هذا الحد في وزارة التربية، وزارة التوجيه والثقافة والإرشاد والتعليم، لا من موظفيها فحسب بل من القياديين والأكاديميين والمثقفين فيها، حيث شاهدت العجب الثامن بأم عيني وأضحوكة لم تكن حتى بزمن “جحا” وليت الأمر كان بمثابة إخلاء أو إجلاء، أو شرب شاي بأوان ماسية، أو التوقيع بأقلام ذهبية، أو حتى الرقص على أنغام الوتر في شهر الصيام بل الأمر كارثة تربوية تهدد مستقبل شبابنا بسبب الأسطورة الخرافية التي تسبب بها القياديون المخضرمون.

ومع المبالغة في “المآسف” تطورت الوزارة بالألواح وليتها تطورت بالأرواح وتطورت بالصروح والأحجار وليتها تطورت بالعقول والأفكار، ولم تستيقظ الوزارة من غفلتها واستمرت بسبات نومها العميق “بليلة شتاء دافئة” على الرغم من تغيير أكثر من مسؤول ومدير ووزير ولكن !!

نعم !! التطوير الإداري تغير في المباني وقاعات البهو والديكورات الهندسية ناهيك عن الموضة الأخيرة التي بدأ بها الرجال منافسة النواعم لمواكبة التقدم التكنوحضاري، ولم تتغير تلك الوجوه إلا ما غيرها ملامح التاريخ وعلامات الزمن بإخفاء معالم الشيخوخه من خلف رحمة الغترة ورأفة العقال لتستمر بعنجهيتها حتى يزيحها الزمان أو السلطان، ولربما النيران ليختم على جبهته علامات الحسرة والندامة.

نعم !! عقم سياسة التطوير لم ولن تتغير في ظل القوانين الحالية التي لايعترف بها سقيم أو سليم، لتثبت الكويت من خلال هؤلاء نيلها شهادة الدكتوراه الفخرية المعتمدة من قبل 206 دول و 1258 أكاديمية عالمية، وأصبحنا مثلا يحتذى به على مستوى الشرق والغرب، وأسطورة تاريخية لاتسعها الموسوعات والمراجع بحصر أنواع المعاملات بل الداهية من المعاملات التي ماكانت لتحدث حتى في العصور القديمة، وأصبح إنجاز المعاملة لدينا بمثابة إنجاز معجزة، تمت أم لم تتم، وفي كلتا الحالتين يخرج المراجع من قاعة القصر التربوي بحملة آثام الشتم والسباب على لسانه !!!

وأصبحت معاملة استثناء تسجيل طالب للحفاظ على مستقبله أسطورة خرافية ذات بطولات وحلقات ” أكشن ” تلازم العنقاء وتتغلب على الغول وتسير في موكب الخل بكل كبرياء، وقادمة بشدة لمنافسة عجائب الدنيا السبع، لا لأجل مثوبة المعاملة، بل لأن المعاملة بتقاريرها الطبية أخذت حيزاً من قيادي الوزارة بذهول، واستعراض عضلاتهم على طالب علم لم يقبل بواقع الجهل دون أن تحرك ساكنا، ليسدل الستار ويبيت الأمر أسوأ من مسرحية إمضاء معالي الوزير على ” شهادة راتب ” مستخدم، والمضحك في الأمر أنهم جميعا ينادون ” بلاءاتهم ” الشهيرة ” لدحر الجهل في زمن العولمة “.

ومن مبدأ للضرورة أحكام، وإعطاء كل ذي حق حقه، طلبت منا المنطقة التعليمية إحضار استثناء من الوزارة لقيد طالب بنظام المنازل من قبل ” مراقب الإمتحانات وشئون الطلبة “، وبالفعل قدمنا المعاملة برفقة كتاب رسمي مرفق بتقرير طبي منع الطالب من دخول الإمتحانات النهائية، وجاء الرد بعد أسبوع مجبر بأن الأمر لدى الوكيل دون سواه، كونه صاحب القرار وهو الذي يملك زمام الإستثناء، وذهبنا إلى مكتب الوكيل وكتبنا كتابا آخر حول الموضوع فتم تحويلنا على ضوئه إلى مكتب خدمة المواطن، وهناك طلبوا منا كتاباً رسمياً ثالثاً مع الإنتظار لحين الإتصال لننتظر أسبوعاً، وبعد الأسبوع أفاد مكتب خدمة المواطن الموقر بتحويل ” القضية ” برمتها إلى مكتب الوكيل من جديد، وفي مكتب الوكيل طلب منا كتاباً رسمياً رابعاً لتقديمه إلى بريد سعادة الوكيل على ” نار هادئة ” وفعلنا، وبدأ الصبر ينفذ، وأفاد مكتب الوكيل بعد عشرة أيام عجاف بأنه تم تحويل الملف بأجمعه إلى مراقب تعليم الكبار ومحو الأمية كون الأمر من صميم اختصاصه وهناك أفاد السيد المراقب بأن الموضوع لا يمت له بصلة من قريب أو من بعيد، والموضوع ليس من اختصاصه بل من إختصاص مراقب الإمتحانات وشؤون الطلبة، على الرغم من أن ” عنوان الكتاب واضح جداً ” وقد قام المراقب بكتابة الموضوع على صفحة غلاف الملف تحديداً ورافقتها ابتسامة تحمل ” دلالات ” بتحويل الملف إلى مكتب الوكيل بانتظار تنفيذ الحكم عليها مع الإبقاء على الإنتظار لحين موعد تحويل ” الدوسيه الخطير ” إلى مسقط رأسه منذ الشهرين ونصف الشهر، وبالفعل بعد عشرة أيام من الإنتظار وبعد التي واللّتيا، ومن مرحلة فقد الأعصاب وانتقال الملف من يد إلى يد وأكثر من 270 إتصالاً و 430 رنيناً و 650 مابين المشغول وعدم الرد، تقرر إرسال الملف النووي الخطير بحفل صاخب وموسيقي الأوركسترا بقيادة ” بنغالي ” إلى حيث كان وتبدأ القصة من جديد بخاماتها الذهبية وخيوطها العسجدية عطشاً بالإنتظار وإشفاءً للغليل.

ولم يبال مكتب المراقب بالأمر سوى بتحويل الملف من جديد إلى مكتب الوكيل المساعد لشئون التعليم العام ليترقص الملف الأصم “ذو الحظ العظيم” على مرآى ومسمع أقسام الدائرة “وبرفقتي” ومشهد بهو جديد وبعد ثلاثة أيام وهي الأقصر بين سلسلة الإنتظارات علمنا أن الموضوع من جديد عاد إلى المراقب مركز النواة الأولى ولب الموضوع الذي بعثتنا إليه المنطقة التعليمية، وأخيرا يحل السيد المراقب تلك الأسطورة بقرار إرتجالي لايثنىّ ( يبه هذا قدره ،، ويعيش باقي عمره جذي أو لحق عمرك وعمره بعضو مجلس أمة بوس راسه وحطه على جتفك وييبه ).

ولولا خروجي مع الشباب صاحب الشأن لفتك الزرزور بالصقر وفي عقر دار الأخير وحدث مالم يكن بحسبان إنس ولا جان، إذ لايملك الزرزور ما يخسره !!

أسفي ليس على رد مخضرمي وزارة التربية ولكن ندامة على تلك الإجراءات التاريخية والبطولية التي تسبب بها القياديون الحاذقون، ومنا لك يا وزير التربية نرفع تلك الشكوى بعد ثمانية شهور عجاف أوتيت من سبأ بنبأ يقين.

داود جوهر


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock