كتاب أكاديميا

د. شملان يوسف العيسى: لماذا الشخصانية في الانتقاد..؟

د. شملان يوسف العيسىد. شملان يوسف العيسى

استضافتني قناة المجلس التلفزيونية مساء الاحد الماضي وكانت المقابلة قصيرة لم تتعد الـ40 دقيقة لكن اثارت زوبعة من الانتقادات بعضها يشيد فيها لكن الاغلبية انتقدتها وهذا امر طبيعي وعادي في اي مجتمع رغم ان وجهة نظري وافكاري واضحة ومعروفة حول العديد من القضايا التي تمس مجتمعنا ودولتنا وكلها مكتوبة او موجودة في اليوتيوب، الا ان هذه المقابلة القصيرة دفعت ابنتي هديل التي تدرس في الولايات المتحدة الدكتوراه وطلابي في الولايات المتحدة يتصلون ويطلبون مني تفسيراً لما قلته في التلفزيون.

معظم الانتقادات التي وجهت لي تتعلق بوجهة نظري في كيفية معالجة الازمة المالية في الكويت بعد انخفاض اسعار النفط وذكرت في المقابلة بان كل دول العالم تتعرض لأزمات اقتصادية وهذا امر طبيعي وعادي في الاقتصاد الحر، الاختلاف بين دول العالم والكويت يرجع الى طبيعة المعالجة والتصدي للازمة.. ففي اليونان مثلا حيث واجهت ازمة اقتصادية خانقة اتخذت حكومتهم سياسات تقشفية قاسية مثل تجميد الرواتب وتقليصها، وبدأ رئيس الوزراء اليوناني بتقليص راتبه الى النصف وتبعه الوزراء وطلبت الحكومة من المواطنين زيادة ساعات العمل والانتاج وانتاج سياسات تقشفية في حياتهم وقد استطاعوا – التصدي للازمة، نحن في الكويت موظفو الدولة ونقابتهم الكبرى (مجلس الامة) رفضوا فكرة تجميد الرواتب والامتيازات مع ان هؤلاء الموظفين الذي يبلغ عددهم اكثر من 350 الف موظف لا يلتزم %60 منهم بالدوام وساعات العمل مع ان معدل رواتبهم هو 1000 دينار لكنهم لا يلتزمون بالعمل والانتاج.. وان انتاجيتهم صفر او طل.

الامر الآخر الذي ازعج الطلبة واهاليهم هو مبلغ الـ200 دينار التي يتلقاها الطالب العازب و350 ديناراً للطالب المتزوج في الجامعة والتطبيقي فوجهة نظري حول رفض منح الطلبة اموالا قديمة حتى قبل ان يرى القانون النور من منطلق انه لا توجد دولة في العالم تمنح طلابها اموالاً وقد اوضحت سابقا بانني افضل منح معونات للطلبة المحتاجين وجوائز للطلبة المتفوقين لكن لا احد يسمع والنتيجة ان بعض الطلبة استغلوا المال المتوفر لهم لتأجير الشقق والطالبات لشراء التلفونات والشنط ولا احد يلتزم بالدراسة.

الامر الآخر الذي ازعج المشاهدين تأكيدي باننا مواطنون لا نهتم بنظافة بلدنا واستعملت عبارة «اوسخ شعب» قد تكون العبارة قاسية لكن واقع الحال اقوى من عبارة تقال، من يتابع وضع بيئتنا البحرية والبرية في كل مناطق الكويت يقر ويعترف باننا لا نهتم كشعب بالبيئة يكفي ان يتمشى المواطن في الحدائق العامة والشواطئ وبرنا الجميل ليشاهد اكوام الزبالة والورق والاكياس البلاستيكية وقناني وعلب الكولا والبيبسي والمشروبات الغازية وعلب المياه ملقاة على الارض وفي قاع البحر ولولا المجهود الطيب الذي يبذله عمال النظافة يوميا في تنظيف شوارعنا وحدائقنا وشواطئنا لأصبحت الكويت مزبلة كبيرة.. لا اعرف لماذا يزعل المواطنون عندما نخبرهم بان بحيرات النفط التي تلوث البر موجودة منذ نهاية حرب تحرير الكويت وحتى الآن، لماذا لا يفزع المواطنون للدفاع عن بيئتهم البحرية التي يكشف فريق الغوص الكويتي اطنان الشباك والتواير والقوارب والقناني وكل المخلفات في بحرنا الجميل، المواطنون والمقيمون هم المسؤولون عن انسداد مجاري المياه امام المنازل حيث يلقون فضلاتهم من زيوت سيارات وخشب وورق وكل شيء حتى الحيوانات الميتة في مجاري الصرف الصحي، رغم تصريحات ومناشدة وزير الاشغال الذي يقوم فريقه باستخراج اطنان من الاتربة والطين والزل والزيوت من المجاري قبل هطول الامطار، من المسؤول عن ذلك؟

الآن وقد اوضحت وجهة نظري بما طرحته في المقابلة اود ان اصارح القراء بانني اطلعت على كل ما كتبه الشباب والشابات في وسائل الاتصال الاجتماعي ووجدت ان لغة الخطاب ضعيفة وركيكة من الناحية اللغوية، فاللغة العربية فيها اخطاء نحوية واللغة الانجليزية اسوأ بما يدل على ان كاتبها قليل العلم والدراية ويملك ثقافة شعبية متدنية ولا يملكون ذرة من القيم الجميلة التي يتسم بها اهل الكويت طوال تاريخهم.

على المستوى الشخصي اتقبل واطلب ان يناقشني من لا تعجبه افكاري وان يطرح رأيه بصراحة لكن ان تتدنى لغة الحوار الى مستوى التجريح والتطنز واستعمال لغة الشارع البذيئة في وسائل الاتصال مثل ما ذكره بعض الشباب والشابات واليكم الامثلة (هذا شايب ماحنا قايلين لك شيء – هذا دكتور اشلون ينسكت عنه هذا دكتور دب وثور شبعان يتكلم – حتى لو صح اسكت اسلوبك وسخ وماكو اوسخ من لسانك – يستلم راتب 6000 دينار وينتقد – روح عالج نفسك يا متين).

كل هذه الانتقادات واكثر نتقبلها مادمنا تحملنا مسؤولية العناية لكن اطرف شيء ما طالب به احدهم بسحب الجنسية ومحاكمتي!.

كل هذه الانتقادات نتقبلها برحابة لكن ما يخص السمنة والتشدد في الدرجات معلومة صحيحة، انا لم اقل او اكتب يوما بانني رشيق ووسيم انافس ممثلي هوليود او بوليود في الهند، اما عن تشددي ونحاستي في الدرجات في الجامعة، ينبع من شعوري بالمسؤولية امام طلبتي وحرصي على تعليمهم، الحقيقة انه رغم تشددي في الدرجات لكن الطلبة لايزالون يسجلون معي ويكمن سر ذلك في انني صادق مع نفسي وواضح في مواقفي لا اكذب ولا اخدع ولا اتزلف وانافق احداً، يا شباب بلدكم بحاجة لكم اهتموا به بدلا من التفاهات التي تقال ضد من يحرص على نصيحتكم

د. شملان يوسف العيسى

الوطن


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock