كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ

    اللغة هُوية. بلا لغة لن نكون سوى عبيد في الأرض وبلا لغة لن نشعر بالوطن وإن كنا نعيش فيه. 
قال سيدنا عمر بن الخطاب عن اللغة العربية: تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة. وتعلموا العربية فإنها من الدين
وبما أننا في عصر العولمة والانفتاح، لغتنا العربية في خطر. ونحن من بإمكانه إنقاذها من هذا الخطر المحدق بها لأننا من ساهم في تناسيها وتهميشها لدرجة أصبحنا بالكاد نتكلمها. 
من المعروف أن للغة قدسية عظيمة  فهي من تزرع بذرة الحضارة في أي مكان. لذلك أخرج الإسرائيليون لغتهم الأم العبرية من لحدها وأحيوها رغم تكدس الغبار عليها وأصبحت من جديد لغتهم التي ستكون الصخرة لقيام دولتهم المعهودة. لو لم تكن اللغة مهمة لما أصروا على أن تكن لهم لغتهم الرسمية والتي تعبر بصدق عن رغبتهم بقيام دولة على أنقاض دولة عاثوا فيها الفسادولكن اغتصابهم العلني ليس حديثنا اليوم بل إدراكهم للغة تمثلهم وتكون هُوية تميزهم هو ما يهمني في مقال اليوم. 
وكذلك من يبحث عن تاريخ الانتداب والاستعمار سيرى كيف كافح الاستعمار الفرنسي في دول المغرب (مغرب وتونس والجزائر) اللغة الأمازيغية والعربية ومحاولاتهم الجادة التي استنزفتها مدة الاستعمار في جعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في تلك الدول، لتكون أساسًا لامتداد دولتها وتوسعها من خلال زرع هُويتها الخاصة عبر تداول وإتقان اللغة الفرنسية.
من خلال المثالين السابقين نستطيع أن نقدر مدى أهمية اللغة في أي دولة ففي استمرارها تستمر الحضارة وتتقدم. ولكن لغتنا العربية اليوم في انحدار لأن العرب لم يعودوا يتكلموا العربية وإن تكلموها توسطتها المصطلحات الأجنبية وأغرقتها اللكنات الغربية الغريبة. لم تعد للأسف لغتنا تهمنا ولم تعد كما كانت قديمًا. وفي نظرة بعيدة الأمد قد تختفي إن لم يكن هناك وعي كافٍ بتأثيرها علينا كمجتمعات عربية وحضارةعريقة.
بل المثير للجدل، أننا أصبحنا نتفاخر بمعرفتنا باللغات الأخرى وأصبحت جزءًا من البريستيج الاجتماعي الذي يتسابق الجميع ليكون في قمة ذاك البرج المتكلف والمُدّعي لتنوع الثقافات.
نعم، من المهم أن تتقن أكثر من لغة ولكن ما فائدتها إن تناسيت لغتك الأم وأصبحت لا تتحدث بها إلا كل حين وحين!
إذا أردنا حضارتنا العربية أن تستمر وأن تتقدم مجتمعاتنا لابد أن نحافظ على هُويتنا وهُويتنا هي لغتنا العربية التي نزل بها القرآن لتكون علاقة دينية حضارية ورابطة مميزة للدول العربية والكيان العربي بشكل عام.

                               سوسن إبراهيم محمد 

 @SawsanIris3

                               

             

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock