تقرير صحفي بمناسبة الذكرى 55 على افتتاح جامعة الكويت
جامعة الكويت..
الفكرة والمشروع الحضاري
تحل اليوم السبت الموافق 27 نوفمبر2021 ذكرى مرور 55 عاماً على افتتاح جامعة الكويت، والتي أنشئت في أكتوبر 1966 بموجب القانون رقم 29 لسنة 1966 بشأن تنظيم التعليم العالي والقوانين المحمولة له، وبعد خمس سنوات من حصول دولة الكويت على استقلالها وتحقيق سيادتها الكاملة.
لقد أخذت فكرة إنشاء جامعة في الكويت تتخذ طريقها نحو التجسيد في مشروع عملي واضح الملامح، حين أبدى الشيخ عبد الله الجابر الصباح، رئيس مجلس المعارف آنذاك، حماسةً كبيرةً، هو وأعضاء المجلس، تجاه فكرة إنشاء أول جامعة في الكويت، ذلك المشروع الذي بدأ يراود مخيلة عددٍ من رواد التربية والتعليم في المجتمع الكويتي.
وترافقت فكرة الارتفاع بمستوى التعليم مع زيادة الموارد النفطية، ومرور ما يقارب العشرين عاماً على إنشاء مجلس المعارف في العام 1936 وتولي الدولة مسؤولية النهوض بالعملية التعليمية.
وجاءت الخطوة الأولى في العام 1960، عندما طلب المجلس من مدير عام منظمة اليونسكو ترشيح خبير لدراسة إمكانية إنشاء نواة للجامعة الكويتية، فرشحت المنظمة السير إيفور جينجز، الأستاذ في كلية ترينتي في جامعة كيمبرج ونائب رئيس جامعة سيلان سابقاً، لينضم إلى لجنة كانت قد تكونت بدعوة رسمية من مجلس المعارف من د. سليمان حزين، رئيس جامعة أسيوط، ود. قسطنطين زريق من الجامعة الأمريكية في بيروت، لدراسة إمكانية إنشاء الجامعة. وهكذا تشكلت أول لجنة رسمية تنظر في إمكانية إنشاء جامعة محلية في الكويت، يمثل أعضاؤها أرقى نظم التعليم الجامعية في العالم آنذاك، وهو النظام الإنجليزي.
الكليات الجامعية
كان صدور قانون رقم 29 لسنة 1966 بشأن تنظيم التعليم العالي إيذاناً بافتتاح جامعة الكويت، وهو ما حدث في أكتوبر من العام 1966 بتأسيس كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات، وكان عدد طلبتها 418 طالب وطالبة، وعدد هيئة التدريس 31 عضواً. وخلال أكثر من خمسين سنة شهدت جامعة الكويت توسعاً يكاد يكون متسارعاً في إنشاء المزيد من الكليات، تلبية لاحتياجات المجتمع المختلفة، إلى أن بلغت كليات جامعة الكويت (16) كلية علمية وإنسانية، وبلغ عدد طلبتها نحو ما يقارب 37.500 ألف طالب وطالبة وعدد أعضاء هيئة التدريس1695 عضواً، و642 من أعضاء الهيئة الأكاديمية المساندة.
والكليات الستة عشر هي:
١. كلية الآداب وتأسست عام 1966 م.
٢. كلية التربية وتأسست عام 1966م.
٣. كلية العلوم وتأسست عام 1966م.
٤. كلية العلوم الإدارية وتأسست عام 1967م.
٥. كلية الحقوق وتأسست عام 1967م.
٦. كلية الطب وتأسست عام 1973م.
٧. كلية الهندسة والبترول وتأسست عام 1975م.
٨. كلية الدراسات العليا وتأسست عام 1977م.
٩. كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وتأسست عام 1981م.
١٠. كلية العلوم الطبية المساعدة وتأسست عام 1982.
١١. كلية الصيدلة وتأسست عام 1996م.
١٢. كلية طب الأسنان وتأسست عام 1996م.
١٣. كلية العلوم الاجتماعية وتأسست عام 1998م.
١٤. كلية العلوم الحياتية «كلية البنات سابقاً وتأسست عام 2002م»
وتم تعديل اسمها إلى (كلية العلوم الحياتية)2013م.
١٥. كلية العمارة وتأسست عام 2010م.
١٦. كلية الصحة العامة وتأسست عام 2013م.
افتتاح جامعة الكويت
تاريخ لا ينسى
فتحت الجامعة أبوابها للدراسة في أكتوبر من العام 1966، وكانت أعمال الإنشاء والبناء لا تزال ماثلة بآثارها في ساحة الجامعة الكبيرة أمام مدرج مدرسة الخالدية، ومع ذلك جرت الاستعدادات لحفل الافتتاح طيلة شهر كامل، استعدادات وتمارين قام بها الأساتذة والطلبة على كيفية دخول المدرج والجلوس، وحسب حساب كل صغيرة وكبيرة. وجاء الافتتاح الرسمي للجامعة من قبل سمو الأمير الشيخ صباح السالم الصباح في 27 نوفمبر 1966، في احتفال رسمي كبير حضره سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك، والسادة الوزراء والشيوخ وأعضاء مجلس الأمة، ورجال السلك الدبلوماسي والمدعوون من وزراء ومديري وممثلي جامعات عربية وأجنبية.
كلمة سموه كانت كلمة سمو الأمير الشيخ صباح السالم الصباح هي فاتحة الاحتفال، وجاء فيها:
«باسم الله العلي القدير نفتتح جامعة الكويت صرحاً شامخاً نتوج به هامة التعليم في بلادنا، وحصناً راسخاً ذخيرته العلم والبحث العلمي نحمي به نهضتنا ونقيها عوامل التخلف أو الجمود، بل ونصعد بها سلم المجد درجة من بعد درجة، على دعائم قوية من عقول وسواعد أبناء البلاد. جامعة نعتز بها ونفخر، ونضع فيها من الطاقات والإمكانيات ما يجعلها قادرة كاملة لتكون على شاطئنا منارة مرموقة للعلم والبحث العلمي، لا في عالمنا العربي فحسب، ولكن بين أترابها من جامعات العالم كلها، نقويها ونرعاها، ففيها بناتنا وأبناؤنا، وهم درة حياتنا وأغلى شيء، وفوق كل شيء هم الدعامة الأولى لمستقبل هذا الوطن، ومحط آماله وأمانيه، ولا تدانيها أي ثروة أخرى مهما بلغت وأياً كانت».
وأشار سموه إلى فضل العلم في التقدم، بوصفه أمضى الأسلحة، ذلك العلم الذي كشف تحت رمال الصحراء عن الكنوز النفطية الدفينة، وحول النفط إلى طاقة فعالة، وهذه إلى نهضة مباركة أصبحت عمراناً شاملاً وخدمات صحية واجتماعية، رفعت مستوى المعيشة بكل وسائلها. وأضاف: «إن الجامعات في وقتنا الحاضر هي منابت العلم ومصانع العلماء، ولهذا فإن الجامعة الفتية التي نحتفل اليوم بافتتاحها، هي خير ما يمكن أن تهديه حكومة لشعبها الوفي، وإلى شبابنا الذي يقع عليه العبء الأول في تخطيط مستقبل البلد وتشكيله بعون من الله وتوفيقه، لكي يظل علم نهضتنا المباركة فوق الهامات جيلا بعد جيل عبر الزمن.» كلمات الرئيس والمدير والطلبة ثم ألقى السيد خالد المسعود الفهيد كلمة، بوصفه وزيراً للتربية والرئيس الأعلى للجامعة، استعرض فيها لمحات عن تطور التعليم في الكويت، واعتبر يوم افتتاح الجامعة يوماً تاريخياً: «وفقنا الله فيه إلى تتويج نهضتنا التعليمية»، ووجه شكره إلى «أئمة العلم الذين وفدوا إلينا من شتى بقاع العالم يحملون التحية إلى جامعتنا الوليدة».
وكان لمدير الجامعة أ.د. عبد الفتاح إسماعيل كلمة مسهبة رأى فيها أن إنشاء جامعة حدث ضخم وكبير، لا يمر في تاريخ الأمم مرور الكثير غيره مما يقام فيها من أعمال ومنشآت، إذ يتعين في عصرنا هذا على الدولة، قبل قيام أول جامعة فيها، أن تصل إلى مرحلة من التقدم والنضوج تصبح معها الجامعة نتيجة حتمية لتطور المجتمع، أو على الأصح ضرورة تفرض وجودها، حين تبرز حاجات المجتمع إلى الطاقة البشرية الرائدة الخلاقة في شتى مجالات الحياة.
وعن طالبات الجامعة وطلابها ألقت الطالبة لطيفة البسام كلمة بالمناسبة عبرت فيها عن الشكر العميق لسمو أمير البلاد الذي وضع الركيزة الكبرى لنهضة الكويت، وحمى الأبناء والأهل من المتاهات، وإلى كل من عاون الجامعة أو يعاونها على القيام برسالتها. وتوالت بعد ذلك كلمات مديري الجامعات العربية والأجنبية وممثليها، والكلمات التي سطرها متتابعة ممثلو الصروح العلمية ومراكز الأبحاث في شتى العواصم الذين حضروا حفل الافتتاح في سجل الزيارات.
وضم سجل الافتتاح الرسمي لجامعة الكويت الصادر عن الجامعة وقائع حفل الافتتاح وكلمات الوفود، بالإضافة إلى أسماء أعضاء مجلس الجامعة وهيئة التدريس والمعيدين في يوم الافتتاح، وكذلك أسماء طالبات وطلاب الدفعة الأولى في جامعة الكويت.
البحث العلمي
الارتقاء بالمستوى الأكاديمي
وتولــي جامعــة الكويت أهمية خاصة لأن تكون المنظومــة الأكاديميــة دافعــاً للإبــداع ورافــداً للتميز في نقل المعرفة إلى المجتمع، فالبحث العلمــي يعتبــر مــن أهــم ركائــز التطــور في المجتمعــات. ورقــي وتطــور أي مجتمــع يقــاس بمــدى اهتمــام الدولــة بالعلــم والمعرفــة، ومــن أهــم عناصــر ذلــك الاهتمــام هــو دعــم ورعايــة الباحثين، والمبدعين، والمبتكرين.
وفي هذا الإطار رســمت الجامعة في سياســتها إعطــاء مجلــس النشــر العلمــي الــدور المتقدم بإصــدار المجلات العلمية المتخصصة والكتب المؤلفــة إلــى جانــب المكتبــات الجامعيــة والتي تعتبــر جــزءاً لا يتجــزأ مــن العمليــة البحثيــة والأكاديمية، واهتمت بالمسؤولية الاجتماعية من خلال جريدة «آفاق» الجامعية لخلق نشئ قيادي متسلح بالعلم والمعرفة وتستكمل هذه المنظومــة بمكتبــة الطالــب والتــي تعــد إحدى الركائز لخدمة المجتمع الطلابي.
السياسة البحثية
وترتكــز السياســة البحثيــة في جامعــة الكويــت علــى التقــدم العلمي من خلال مبدأ المســاواة في تقــديم المنــح البحثيــة، حيــث يحق لجميع الكليــات الحصــول علــى الدعــم البحثــي دون اســتثناءات تقدم على أســاس التخصصات أو المجالات العلمية.
وتتولــى السياســات الموحــدة الإشــراف علــى عمليــة تقــديم المنح للكليــات لإنجاز الأبحاث ذات الجــودة والقيمــة العلميــة العاليــة والتــي ســتعمل علــى دفــع عجلــة التنميــة والتقــدم، وتنتج مخرجات معتمدة عالمياً.
براءات الاختراع
تم إنشــاء برنامــج بــراءات الاختــراع في العــام 2005، حيــث يقــدم مكتــب بــراءات الاختــراع في مكتــب نائــب مديــر الجامعــة للأبحــاث الإطــار التشــريعي الــلازم لتســجيل الاختراعــات العلميــة للكليــات واكتشــافاتها ومنتجــات الأبحــاث المبتكــرة. ويعمــل المكتــب علــى تطويــر الإجــراءات الموحــدة والقوانــين اللازمــة لإدارة عمليــة تســجيل بــراءات الاختــراع والملكيــة الفكرية وحقوق التأليف، حيث يوفر الإرشادات والقوانــين المنظمــة لتســجيل بــراءات الاختراع بالتوافق مع سياســات جامعة الكويت، ويســهل تســليم طلبــات تســجيل البــراءات للبــدء في عملية مراجعتها.
مدينة صباح السالم الجامعية الحلم الذي أصبح حقيقة
يعتبر مشروع مدينة صباح السالم الجامعية مشروعاً وطنياً يعكس الوجه الحضاري لدولة الكويت إلى جانب تكريسه لجامعة الكويت كبيئة حاضنة للعلم والإبداع ومؤسسة تأخذ على عاتقها مهام نشر المعرفة وتوليد الوعي والتحضر من خلال التوازن بين الجانبين العلمي والتربوي.
إن إنشاء وافتتاح وتشغيل الحرم الجامعي المتكامل في منطقة الشدادية، أسهم في تعزيز مكانة جامعة الكويت كمنارة للمجتمع عبر مسارات من أهمها تنمية إمكاناتها الكفيلة بأداء أدوارها الهامة ومسئولياتها الوطنية والعلمية والإنسانية من خلال رعاية العملية التعليمية، وتنمية الأبعاد النفسية لطلبتها، وتطوير جهود وإمكانات البحث العلمي.
وتبلغ مساحة مدينة صباح السالم الجامعية حوالي 6 مليون متر مربع وصممت لتستوعب ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة.
كما تمتاز بالنظرة الإبداعية والفنية والرغبة في إنشاء مدينة جامعية مكونة من كليات جامعية تمثل كل واحدة منها تحفة معمارية تنسجم جماليتها مع فلسفتها التعليمية وخصوصيتها الدراسية، وقد حصدت كليات مدينة صباح السالم الجامعية العديد من الجوائز العالمية في مجال التصميم.
وكان مرسوم إنشاء وتنظيم المدينة الجامعية قد صدر بتاريخ 4/5/2004، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع بتاريخ 19/2/2005.
بينما بدأ العمل الإنشائي الفعلي في مواقع المشروع عام 2011، وكان مشروع الحرم الجامعي الجديد يعرف بموقع (جامعة الكويت – الشدادية) قبل أن يصدر المرسوم الأميري بإطلاق اسم مدينة صباح السالم الجامعية على المشروع في أكتوبر من عام 2009، وذلك تكريماً للدور التعليمي والتربوي لشخصية الأمير الراحل الشيخ صباح السالم رحمه الله.
وترتكز فكرة تصميم المخطط الهيكلي لمدينة صباح السالم الجامعية على إنشاء مدينة أكاديمية على ضفتي واحة عريضة من أشجار النخيل والحدائق المزروعة الخضراء حيث المكان المناسب للفكر والإبداع الأكاديمي. وتنقسم مشاريع مدينة صباح السالم الجامعية إلى قسمين أولهما مباني الكليات والمرافق وثانيهما مشاريع البنية التحتية.
كما تنقسم مباني كليات ومرافق المدينة الجامعية إلى حرمين أولهما الحرم الرئيسي ويضم الكليات الإنسانية وهي (الآداب، التربية، الحقوق، الشريعة والدراسات الإسلامية والعلوم الاجتماعية)، والكليات العلمية وهي (الهندسة والبترول، العلوم، العمارة، العلوم الإدارية، العلوم الحياتية).
وثانيهما الحرم الطبي ويضم الكليات الطبية هي (الطب، الصيدلة، طب الأسنان، العلوم الطبية المساعدة والصحة العامة).
وتضم مدينة صباح السالم الجامعية 3 مشاريع مساندة للعملية التعليمية وهي:
أولاّ: مشروع المباني الإدارية ويضم مكونات مثل برج الإدارة والذي يحتوي إدارة جامعة الكويت وقاعة الاحتفالات ومركز المؤتمرات ومركزاً ثقافياّ ومكتبةً مركزيةّ ومركزاّ للزوار ومسجد رئيسي للحرم الجامعي.
وثانياً: مشروع المباني الأكاديمية المساندة والذي يضم مباني مكونات مثل مساكن للطلبة ومساكن للطالبات ونادي الموظفين الإداريين والمدارس النموذجية والحضانة ومبنى مجمع الوحدات الأكاديمية ومجمع الخدمات المساندة.
وثالثاً: مشروع الأنشطة الطلابية والأنشطة الرياضية والذي يقدم خدمات رياضيةً وترفيهيةً لمرتادي الحرم ويضم مكونات مثل الاستاد الرياضي وقبة رياضة التنس الأرضي ومراكز الأنشطة الرياضية والترفيهية والأنشطة المائية.
ويحتوي مشروع البنية التحتية مكونات عديدة من أهمها محطات الخدمات المركزية المسئولة عن تبريد مباني الحرم عبر تزويدها بالمياه المبردة إلى جانب تغذية المباني بمياه الشرب ومياه مكافحة الحريق وشبكة الاتصالات، وشبكات الأنفاق وملاجئ الطوارئ ومشاريع أعمال الطرق ومواقف السيارات والزراعة التجميلية.