“ترويض الذات”
أن تتحدى نفسك و تروض أناك وتستطيع التحكم جيدًا في ملذات روحك دون أن تدفعك شهواتك لفعل شيء يتناقض مع ذاتك ومعتقداتك حين تشعر بلسعة الذنب وتأنيب الضمير وتستمر بجلد ذاتك نفسيًا دون أن تردعها في بادئ الأمر ، كان يُستحسن أن تغض بصرك عن أخطاء غيرك وتوجه ناظريك الى نفسك تجمح أهوائها و تتقن ترويضها كي لا تدفعك إلى المساوئ سواء كنت راغب أم لا !
فليس كل مُتدين فاقد للشهوات ولا كل متفوق محب للدراسة وليست المرأة صامدة لا تشعر بألم الولادة مما يجعلها حُبلا مرة وإثنتين وثلاث ، كُل مافي الأمر أنهم كانوا أقوى من ماكانوا يكرهون فتطغى لذة الصبر والثبات أمام قوة الألم ولذة النزوات ، ترويض النفس ليس مقتصر على الشهوات فقط بل يكمن سره في عظمة كظم الغيض و تحمل الصِعاب بقلبٍ مُحتسب وعقل مُدبر ونفس واثقة بأنها لن تخضع .
الخنوع من أول مواجهة مع نفسك يجعل من جسدك قطعة هشة رقيقة تخترقها نزواتك ورغباتك بكل سهولة مُحدثة ذلك الكم من الفوضى والفساد وعدم الإتزان النفسي وربما الأخلاقي أيضًا !
تقول مولي هاسكل : إعتقادي أنني أتحمل ما لا يحتمل هو الذي يساعدني على الاستمرار
قولك لا أستطيع تحمل غضبي فيخرج من لسانك كالسكين الجارحة أو إهدار وقتك بالتردد ما إذا كنت تتحمل ملذات الحياة و وضع حدود لها لتجعل من أناك درع واقٍ ضد رغباتك الجامحة ، أنا لا أدعوا للتصوّف ولا أدعوا إلى الولوج داخل دوامة من الحرمان ، فهناك من يترك العنان لرغباته و غضبة يقلّبونه كما يشائون يجعلونه مُسيّر منهم فتعصاه حين يود أن يرتفع قليلًا بنفسه ، فلا يوجد شخص يستطيع صعود الجبل بين ليلةٍ وضحاها دون حاجته للحبال ومعدات الحماية من السقوط !
دعك من كل هذا ، أنت قوي في حال لم تتحكم بك نفسك .
بقلم: نوره السبيعي