عادل الشمري يكتب :التقاليد المُفترى عليها
لا أذكر كيف بدأتْ عندي محبّة خدمة ضيوف أبي، بل ولا أدري لماذا أحب أبي حتّى، وهذه أشياءُ أساسية فما بالك بغيرها.
سرتُ على نظام عرفته منذ الصّغر ووصلت لهذا العمر ويستحيل أن أعكّر صفو ما عرفته لأن ما عرفته صحيح مطلقاً جداً.
يظنُّ الناس أني محارب للعادات والتقاليد، ومتمردٌ عليها وساخط، والحقيقة أنهم صدقوا في نصف كلامهم، فأنا ساخط على العادات إندعت الحاجة إلى السُّخط لكني أُقدّس التقاليد تقديساً أعمى.
وهذا يرجع إلى أني أفرق بين العادة والتقليد، فالعادة تتغير بتغير الناس والزمان والمكان، والتقاليد مشتقة من التقليد يعني هناك من ابتدأها وهناك من قلّد البادئ، ثم تعاقب الناس عليها قرناً بعد قرن وتعاقبت عليها عقول كثيرة بالغة في العقل والذكاء مبلغا لا يستهان به وعبرت بانسيابية عالية حتّى وصلتْ إلينا، أبَعْدَ كلّ هذا التمحيص والتدقيق يكون هذا الشيء خطأً؟ كلاّ والله.
فمن التقاليد: إعانة المحتاج إلى الإعانة في كل مذهب وملة ودين وحتى اللادينيين.
ومن التقاليد: إكرام الضيف في كل مذهب وملة ودين وحتى من لا دين له.
ومن التقاليد غَيرة الرجل على المرأة غيرة حماية تُرخص النفس دونها باتفاق العقلاء من كل مذهب ونحلة.
ومن التقاليد: إكرام الأبوين والصبر على أذيتهما وللأتراك عبارة جميلة “لا تُخاصم الأمهات” وفي التنزيل للأم والأب الكافرين الذين يبذلان الجهد ليكفر الابن!!: (وصاحبهما في الدنيا معروفا).
ومن التقاليد أشياء كثيرة كلّها تُعنى بطيب الأخلاق وأحسنها وأفضلها وفيها من كمال العقل ودقته ما جعلها تمر على العقول الكثيرة ومع ذلكمرّت بأصالتها المتجذرة بفطريّة الإنسان ووصلت إلينا.
أما آن لكم أن تقدروها قدرها؟.
بقلم /عادل الشمري