فواز الحسيني يكتب: اتحاد المكتبات العربي وخصوصية المهنة
في كل المهن نجد اتحادات تنقب عن مجتمعها المهني كما عمليات تعدين الذهب، الا ان الاتحاد العربي للمكتبات يعاني من متلازمة “الحول الوحشي” ، والتي تتطلب تدخل عاجل لضبط عملية تصحيح النظر، فهو يمارس تجاهل المختصين في مجال المكتبات تارة ،و يتعامل مع غير المختصين في مجالها تارة اخرى ، وهذا امر لايجب ان يقع فيه الاتحاد الذي نثمن جهود كل العاملين فيه ونقدر دورهم ، وذلك بسبب ان كل بلد يوجد بها جمعية للمكتبات، واقسام علمية تدرس علم المكتبات والمعلومات، وبها من الأساتذة والعلماء الذين لا يجب ان يتجاوزهم الاتحاد العربي للمكتبات في اي شكل من الاشكال .
عندما نتحدث عن خصوصية المهنة هذا الامر لايعني ان الاتحاد مخفق او منحرف عن مسار المهنة، بل قد لاينتبه الاتحاد العربي للمكتبات للمؤهلات المهنية لبعض من يتعامل معهم، وعندما نقول البعض، فقد يكون احد الاشخاص غير مختص في مجال المكتبات والمعلومات،ويتم تكليفه في إدارة ملف خاص في تطويرها في بلده ، او من خلال منحه مهام فنية للقيام بها مع مجتمع المهنة في دولته، او الاعتبار بأنه ممثلها لدى الاتحاد، و قد لايفقه بهذه الامور المهنية،كون تخصصه العلمي ليس في مجال علم المكتبات والمعلومات، ولا يحمل اي تحصيل علمي مرتبط بذلك، فهذا الامر يعد استفزاز للمختصين في مجال المكتبات من وجهة نظري الشخصية .
قمت شخصيا وعبر حسابي الشخصي في تويتر ، من مخاطبة احد المسؤولين بإدارة الاتحاد العربي للمكتبات، و المفاجئة كانت في تفاعل الاخير مع وجهة نظري، حول اهمية فرض الخصوصية المهنية على اعمال الاتحاد ، حيث جاء الرد في لغة غاضبة مليانة حماشة، وكنت اخشى ان يتم سحب مؤهلي العلمي، وتجريدي من العمل في مجال المكتبات ، كل هذا بسبب وجهة نظري التي تم جرها والقفز على مفادها بشكل اشعرني بأني متطفل على مجالي المهني، ولا يحق لي الاحتجاج على مثل هذه الممارسات المزعجة بالنسبة لي، وختم الاخير رده بأنه لايعرفني، ولم يتشرف باللقاء بي ، واعتقد ان هذا الرد قد يتسبب في تعطيل التسجيلات الببلوجرافية في المكتبات حول العالم ، ويوقف خدمة الإعارة في شمال كوكب نيوتن ، رحمة الله عليك يا حشمت قاسم ويا جاسم جرجيس ، فقد كنتم في حالة عالية من التواضع العلمي و اللطف مع كل مجتمع مهنة المكتبات، اسأل الله ان يسكنكم الجنة ويعوض مهنة المكتبات خير .