التطبيقيكتاب أكاديميا

أ. غدير السعيد تكتب: التعليم والأحداث الطارئة

التعليم هو عصب المجتمعات والمقياس الرئيسي لتطور البشرية وتقدم الدول، وتتسابق الدول في تسخير أفضل الوسائل التعليمية والمناهج لرفع مستوى التعليم لديها مما ينعكس إيجابا على مخرجات التعليم وتأثيرها على الأفراد والمؤسسات.
ونظرا لأهمية هذا الدور الحي والأساسي للتعليم، تقوم دولة الكويت ببذل وتسخير أفضل السبل والوسائل من أجل الارتقاء بمستوى تعليمي عالي على كافة المستويات. ولما لهذا الصرح من دور أساسي في المجتمع فهو شديد التأثر بالأحداث والأزمات بل وأكثرها تعقيداً. فالكويت والعالم أجمع يمر حاليا بأحداث صحية متمثلة بوباء عالمي هدد حياة ملاين البشر حول العالم وتسبب في انهيار اقتصاد كثير من الدول وشل الحركة الطبيعية للحياة بشكل عام.
ويقف التعليم بين صفوف المتأثرين بل أكثرهم تأثرا وذلك لارتباطه بنواحي اجتماعية وأسرية واقتصادية ونفسية أيضا وكونه يمس أعمار وفئات مختلفة من المجتمع التي تشكل الشريحة الأكبر متمثلة بطلبة ومعلمين وإداريين. لكن في الكويت تأثير أحداث كرونا على المؤسسات التربوية لا يعتبر الحدث الطارئ الأول الذي تتعامل فيه الدولة في ظل ظروف صعبة، فقد مررنا جميعا منذ 30 عام بظروف وإن اختلفت عما نعيشه الآن من حيث المضمون إلا انها اتفقت على إغلاق المدراس وتوقف التعليم على كافة المستويات لفترات مجهولة ولا يمكن تنبؤها.
نعم هناك مخاوف، وهناك الكثير من القلق في طرق التعامل مع هذه الظروف وهذا ما نعيشه حاليا، إلا أن التجارب السابقة لوزارة التربية بالكويت حققت نجاحا باهرا في إدارة المؤسسات التربوية بعد تحرير الكويت عام 1991 من الغزو العراقي الغاشم. فهذا يبعث فينا جميعا روح الأمل والتفاؤل والثقة فيما ستتخذه الدولة من إجراءات للنهوض من جديد بعد هذا الوباء. فقذ بذلت وزارة التربية والقائمين عليها قصارى جهدهم في ذلك الوقت العصيب لإعادة فتح المدارس وعودة الدراسة في فترة زمنية قصيرة بالرغم من التلف والدمار الذي أصاب المباني التعليمية والظروف النفسية للشعب الكويتي بعد حرب التحرير. دمجت الفصول الدراسية وانتقيت المناهج وشمر المعلمين الأيادي وسخرت الدولة الأموال وعاد التعليم أفضل مما كان عليه ومخرجاته أطباء ومهندسين ومدرسين ومواطنين ناجحين.
هذه هي الكويت وهؤلاء هم الكويتيون الحق، لم تتغير الأحداث فقط تغير الزمن، نحن فقط نمر بتجربة أخرى ستنتهي بنجاح بإذن الله كسابقتها … فقط نحتاج أن نثابر على العمل الجاد الذي يسبقه الثقة بالله والتفاؤل.

أ‌. غدير عبد المحسن السعيد
قسم اللغة الإنجليزية

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock