مصورون كويتيون نقلوا إبداعاتهم للعالم بعدسات كاميراتهم
في اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي..
يحتفل العالم في التاسع عشر من أغسطس كل عام باليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي لما للصورة من وقع كبير لملتقطها ومشاهدها وكما يقال (الصورة بألف كلمة) إذ توثق اللحظة لنعود إليها في زمن آخر وتحمل ذكرى وتاريخا ووقتا لا يمكن له أن يعود.
وانخرط عدد كبير من المصورين الكويتيين في مجال التصوير الفوتوغرافي لأهميته إذ تستخدم الصور في العديد من جوانب الحياة كالتعليم والسياسة والترفيه والتوثيق والتاريخ وتساهم في حفظ المعلومة بشكل أسهل وأبسط في حين حصدت صور بعض هؤلاء المصورين جوائز عدة في مسابقات عالمية.
وقال المصور ماجد سلطان لـ (كونا) اليوم الخميس إن الصورة “على الرغم من أنها جامدة فإنها مليئة بالمشاعر وتعبر عن ذكرى نسترجع من خلالها الأحداث ونستذكر ما وراء الصورة وكأنه مسلسل يمر أمام أعيننا”.
وأضاف سلطان أنه بدأ التصوير عام 2004 بكاميرا ديجيتال صغيرة إذ كان يصور في حديقة المنزل ويلتقط صورا مميزة للحشرات والعناكب عن قرب من خلال (تصوير مايكرو).
وأوضح أنه تعلم التصوير من خلال مواقع الإنترنت ودورات (الأونلاين) ومراكز تدريب المصورين مشيرا إلى أن جانبا من دخله المادي يأتي من هوايته الرئيسية وهي التصوير التي تعتبر أيضا متنفسا لضغوط الحياة والعمل وتمده بالطاقة.
من ناحيته قال المصور مالك الهزاع ل(كونا) إنه انخرط في عالم التصوير منذ عام 2007 وتخصص في مجال تصوير الطيور والخيول والحياةالبرية في عام 2010 قائلا إن التصوير هواية آسرة لاسيما تصوير الحياة البرية لما فيها من إثارة وتحد وتأمل.
وأوضح الهزاع أنه شارك في كثير من المسابقات الدولية والعالمية وحصل على أكثر من 50 مركزا منها ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية وأوسمة شرفية ناصحا كل مصور مبتدئ بالاحتكاك بالمصورين المحترفين والتعلم وكسب الخبرات منهم والتركيز على نوع أو نوعين من أنواع التصوير ليصب إبداعه فيهما.
من جهته تناول المصور أحمد جمعة دور المصور في المجتمع قائلا إن إبداعه يجب ألا يتوقف حتى في أصعب الظروف مبينا أن عدسة كاميرته التقطت صورا كثيرة في جائحة (كورونا) إذ تطوع مع فريق من المصورين لتصوير تعقيم أسواق في الكويت وتوزيع المستلزمات الصحية وبعض أنشطة الدفاع المدني وشرطة الكويت.
وقال إنه بدأ التصوير عام 2015 وتعلم عن طريق الورش وتجمع المصورين و(يوتيوب) والدورات الخاصة مبينا أنه يدرس حاليا دبلوم تصميم الصور ويميل إلى تصوير الاشخاص معتبرا أن الصورة وسيلة (تجمد لحظة) للتوثيق أو الإبداع.
وأضاف أن أول مشاركة له كانت في معرض (مواهب) عام 2018 تلته العديد من المعارض والمسابقات وحصد جوائز عدة كما شارك في العديد من ورش التصوير في الكويت وخارجها وتلقى العديد من دورات التدريب.
بدوره قال المصور حامد العميري إنه بدأ التصوير منذ طفولته عندما اشترى الكاميرا كلعبة يتسلى بها لكنها أصبحت شيئا مهما في حياته لأنه التقط الصور للذكرى الجميلة.
وأكد العميري ان التصوير “كل شيء في حياتي وعيني الثالثة فالحياة عبارة عن محطات نمر بها ونذكر من خلال التصوير الأشياء الحلوة والمرة” مبينا أنه يلتقط الذكريات الجميلة دائما لتبقى ذكرى خاصة كصور الأهل والأصدقاء في المناسبات المختلفة والمتنوعة لأنه كلما مر الزمن على الصور تبقى قيمتها كبيرة لا تقدر بثمن.
وأضاف أن الصورة عبارة عن لوحة يعتز بها الفنان المصور خصوصا إذا أراد أن يظهر اللقطة كلوحة معبرة وأحيانا يصعب تقليدها لأن اللقطة تأتي مرة واحدة ولا تتكرر إلا نادرا.
وعلى المستوى الشخصي قال العميري انه شارك بالعديد من مسابقات التصوير وصلت تقريبا إلى أكثر من مئة مشاركة وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ومن بينها المراكز الأولى.
وبين أنه حصل على التشجيع المعنوي من الدولة في إقامة معارض للتصوير داخل الكويت وخارجها فقام بعمل سبعة معارض خارج الكويت وسبعة أخرى داخل الكويت بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي قدم له كل الإمكانات والدعم في تنظيم المعارض التي قدمت لوحات معبرة عن الكويت ماضيها وحاضرها إضافة إلى رصد المعالم الجميلة للكويت والحرف اليدوية والألعاب الشعبية وغيرها من الصور المنوعة.
وأكثر ما يشد العميري في التقاط الصور “معالم الكويت القديمة والحديثة ورصد المباني الأثرية وكذلك صور الشخصيات من رجالات الكويت بالإضافة إلى الصور الإنسانية المعبرة”.
ونصح هواة التصوير وبخاصة الشباب منهم بمواصلة التدريب الجيد من خلال المشاركة في دورات التصوير الفوتوغرافي والمشاركات في المسابقات والابتعاد عن الصور المألوفة والمكررة ومحاولة التقاط الصور المعبرة والغريبة بعض الشيء للانفراد والتميز.
من ناحيته قال مدرب التصوير والمصور مصطفى البدر إن الإقبال على تعلم التصوير خلال الدورات التي يقدمها للمصورين “كبير جدا” وخصوصا التصوير بالهاتف النقال مبينا أنه لا يوجد عمر معين أو محدد لتعلم التصوير بل يعتمد على مدى تقبل وفهم الشخص للمعلومات المختصة بالتصوير والإمكانات المتوفرة لديه.
ولفت البدر إلى أن التصوير “علم مثل سائر العلوم” يمكن تعلمه لكن يبقى الاختلاف والتميز عند أصحاب الموهبة إذ يمتلكون نظرة مختلفة للموضوع عن باقي الأشخاص وهذا ما يميزهم فعليا مؤكدا أن التصوير بحد ذاته “متعة حقيقية وشعور رائع يشعر به المصور لاسيما عند الوصول للنتائج المرجوة وبلوغ الهدف من الصورة”.
من جانبه قال مدرب التصوير المتخصص في قسم تكنولوجيا التعليم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فهد البناي إن اتجاهه إلى الجانب الأكاديمي في التصوير ينبع من تعلقه الكبير بالكاميرا والتصوير الفوتوغرافي منذ الصغر.
وأضاف البناي أنه درس تخصص وسائل تعليمية في كلية التربية الاساسية في قسم تكنولوجيا التعليم لأن التصوير يعد جزءا أساسيا منه مبينا أن القسم عرض عليه بعد فترة أن يكون مدربا عمليا في مجال التصوير في قسم تكنولوجيا التعليم.
ولفت إلى إقبال الشباب الكبير على تعلم التصوير المحترف “لأن الكثير من المشاريع الشبابية والتسويق يعتمد على الصورة التي أصبحت ضرورية في مواقع برامج التواصل الاجتماعي ولها تأثير كبير”.
وأوضح أن التصوير الفوتوغرافي أصبح حرفة وعملا وليس مجرد هواية لما له من مستقبل باهر ومصدر دخل جيد مبينا ضرورة قيام المصور بتطوير قدراته وتعلم أمور عديدة أهمها كيفية التعامل مع الضوء والظل والإكثار من الاطلاع ومشاهدة صور المحترفين والالتحاق بالدورات التدريبية والتعلم من خلال برامج اليوتيوب والمواقع المتخصصة.
وشدد على أهمية التخصص في التصوير مثل تصوير الحياة البرية أو البحرية أو الأشخاص أو المباني أو أي تخصص آخر مشيرا إلى أن كثيرا من الشباب الكويتيين تركوا بصمات عالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي وقاموا بتحقيق مراكز أولى في العديد من المسابقات.
وفي معرض إشارته إلى تاريخ الصورة القديم في عالمنا العربي تطرق البناي إلى العالم الموسوعي العربي والباحث في الرياضيات والبصريات أبو علي الحسن بن الهيثم وإليه تنسب مبادئ اختراع الكاميرا كما أنه يعد المؤسس الأول لعلم المناظر الذي لاحظ في السجن أن دخول الضوء من خلال ثقب بسيط ينقل الصورة من الخارج إلى الداخل.
وأضاف أن الفنان والمخترع الإيطالي ليوناردو دافينشي الذي عاش في عصر النهضة استفاد من تلك النظرية وطور هذه الفكرة على شكل صندوق تطور من عالم إلى عالم إلى أن وصل إلى شكل الكاميرا.
وبين أن أول صورة طبعت كانت في عام 1820 وعلى ألواح معدنية وانتقلت الصورة الفوتوغرافية إلى العالم الدعائي والتوثيقي بعدما تم اختراع الورق الحساس وتطور إلى أن وصلنا إلى الديجيتال المتوفر في أجهزة الهواتف الحديثة وأغلب الاجهزة الإلكترونية مما سهل عملية التصوير.