د.الحربي: لدينا ردة وطنية صريحة..والانتماءات القبلية والطائفية والفئوية بات صوتها عاليا!
في حوار مع وكيل المناهج في برنامج(استديو التربية) عبر قناة التربوية
-هناك مقاييس معتمدة عند وضع المناهج الدراسية هدفها خدمة الطالب
-اعادة تدريس مادة الاقتصاد لربط الطالب بالمجتمع الاقتصادي
-استحداث مادة تاريخ الكويت والتربية الوطنية للصف العشر
-اعادة تأليف مادة الفلسفة لربطها بالواقع
اعلن الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية الدكتور سعود الحربي بأنه سيتم استحداث مقرر جديد في الصف العاشر يحمل اسم تاريخ الكويت والتربية الوطنية وذلك لطلبة الصف العاشروالهدف من ترسيخ مفهوم المواطنة ودعم مادة الدستور وحقوق الإنسان حيث تكتمل منظومة المواطنة والإنتماء لدى الطالب وخاصة في هذا السن بالتحديد .موضحا أن التربية تواجه تحديات إقتصادية وسياسية وتكنولوجية نعترف بذلك ولكن كل هذه الامور يمكن التغلب عليها ولكن تحدي المواطنة هو التحدي الأكبر والأصعب الذي تواجهه الوزارة ونواجهه جميعا كمنظومة وطنية فهناك إهتزازات صارت بالمجتمع الكويتي خلال السنوات الماضية واقولها بصراحة اصبحت لدينا ردة وطنية حيث يعلو صوت الإنتماءات القبلية والطائفية والفئوية على صوت الإنتماءات الوطنية وهذا ما أعتبره ردة وطنية تضر بالفرد والمجتمع على حد سواء وكما أن هناك مواطن صالح يوجد أيضا ما يسمى بالمواطن العالمي الصالح فمثلما نطالب الطالب أن يتصل بعالمه الخارجي ولا يتقوقع على نفسه بإعتباره حارس قيم ( كما نقول في علم النفس )أيضا لا نريده أن يفقد هويته الوطنية ويذوب في المجتمعات الأخرى فكل فكر متطرف سواء أخلاقي أو غيره هو خسارة لنا جميعا وإنتقاص من رصيدنا كمسئولين تجاه وطننا العزيز الكويت .
وأضاف د.الحربي خلال اللقاء التلفزيوني عبر برنامج(استديو التربية)الذي يبث في قناة التربوية بتمام الساعة الثامنة مساء يوم الاحد ويعاد بنفس التوقيت يوم الاثنين أن صناعة المناهج تعتمد إعتمادا كبيرا على أكثر من جانب منها التطور العلمي والمعرفي في المجالات العلمية والذي لابد من مراعاة إدماجه في المناهج المختلفة بالإضافة إلى حاجات المتعلمين أنفسهم وأخيرا حاجات المجتمع الكويتي و سوق العمل بمعنى تحديد المهارات المطلوبة لتغطية سوق العمل بالكويت بجانب مجابهة التحديات التي تواجه مجتمعنا من ظواهر إجتماعية سلبية لا نقضي عليها إلا بمخرجات تعليمية واعية.
وقال د. الحربي أن لدى وزارة التربية أكثر من مقياس تربوي عند وضع المناهج بالنسبة للطالب منها مقاييس تظهر على المدى البعيد في سلوك الطالب وقيمه وأخلاقه وأخرى على المدى القصير مثل قدرة الطالب على التحصيل كمؤشرات نسب النجاح والرسوب والتسرب وخلافه بالإضافة إلى تهيئة الطالب التهيئة الكاملة لتلبية إحتياجات سوق العمل ولم نغفل أيضا عن تطوير مستوى الطالب العلمي والنفسي لمساعدته في مواجه التحديات التي سيواجهها عند إبتعاثه للخارج.
وحول تغيير المناهج بعد اعتمادها بفترة قصيرة في بعض المراحل الدراسية اوضح د.الحربي أنه لم يكن تغييرا بقدر ما كان تعديلا فالأسس والأهداف ثابتة في إختيار المناهج ولكن يتم تغييرها حسب المهارات الخاصة بكل مادة من جوانبها الثلاثة المعرفي والمهاري والقيمي ولكن تم التغيير في نوعية الموضوعات والبرامج مشيرا الى وجود دول تستغرق من خمس الى ست سنوات لتغيير أو تعديل المناهج ولكن نحن نستغرق سنتين لتغيير المنهج وخلال هذه الفترة نقيس المستوى من خلال التجربة للمعلم والمتعلم وردود الأفعال التي تصلنا بوسائل مختلفةموضحا ان التعديلات البسيطة والتي لا تضر بجوهر المادة ومهاراتها المختلفة كالكتابة والقراءة والتفكير والتحليل هذه تكون أسس ثابتة لا نغير فيها ولكن تدخلنا الأساسي يكون من الناحية التطبيقية فقط للمادة مما يخدم العملية التعليمية ويحقق أهدافها ويصب في مصلحة الطالب أولا وأخيرا.
وحول المواد المرشحة للتغيير والتعديل قال د.الحربي أنه ستكون هناك نقلة نوعية في منهج الإجتماعيات في المرحلة الثانوية أما بالنسبة لمادة الفلسفة فهي تحتاج إلى إعادة تأليف من جديد فلا أحد ينكر أهمية الفلسفة بالنسبة للإنسان فهي منهج ووسيلة يستخدمها الإنسان لمواجهة الحياة وهي الإطار العقلي له ومن منطلق هذا إرتأينا أهمية إعادة تأليف مادة الفلسفة من جديد لربطها بالواقع أكثر من ذي قبل.
وحول إعادة مناهج أخرى كانت قد الغيت بالسابق اوضح د.الحربي أن وزارة التربية طالبت إعادة مادة الإقتصاد مرة أخرى وقد قمنا بتشكيل لجنة وطالبناها بوضع رؤية جديدة وغير كلاسيكية أو جامدة وعدم الإستغراق في الأنظمة الإقتصادية كالرأسمالية والإشتراكية بل لابد من وضع منهج حيوي كإقتصاد الأسرة والإستهلاك والمال والبورصة والميزان التجاري وغيرها من الأسس الإقتصادية التي تربط الطالب بالمجتمع من حوله ،مشيرا ان مثل هذه المادة الهامة تساهم في خلق جيل مستعد تماما للانخراط بسوق العمل وفق خبرة علمية.
وحول شكوى التأخر في صرف الكتب مع إنطلاقة العام الدراسي ووجود احيانا اخطاء مطبعية قال د. الحربي أننا لم نعاني من هذه مشكلة التاخر بصرف الكتب منذ ثلاث سنوات وقبل ذلك هذه المشكلة كانت موجودة بالفعل وهذا بسبب الدورة المستندية ولكننا الآن نستخدم آلية جديدة حيث نطبع كتب العام القادم من أول نوفمبر،موضحا وإن كنا حريصين كل الحرص على عدم وجود أي خطأ يذكر بأي كتاب مدرسي الا ان هذا الامر وارد فنحن بشر وحين تحدث هذه الأخطاء نصدر النشرات الفورية لتدارك هذا الخطأ وتصحيحه للطالب باسرع وقت ممكن حتى لا يحدث أي إرباك للميدان التعليمي.