أ. مرزوق المطيري يكتب :رباط إيماني
رباط إيماني
رباط يفوق رابط الدم والنسب ويتجاوز روابط الزمن له مكانة عظيمة عند الله تعالى ؛ ليس في الدنيا فقط ؛ بل في الآخرة أيضا ، عندما ينقطع التواصل بين الأصدقاء بسبب مرض أو فقر أو فقد منصب أو حتى الوفاة ، فإن هذا الرابط القائم على الإيمان والتقوى لا ينقطع ؛ بل يبقى على اتصال واستمرار لا يعوقه مرض ولا فقر ؛ بل حتى لا يوقف الاتصال والاستمرار به حتى الوفاة ، إنها الأخوة في الله ، هذا الرابط القوي بين المسلم وأخيه المسلم لا ينقطع أبدًا ؛ يقول تعالى : “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين” ، كل الأصدقاء يوم القيامة أعداء إلا الذين كانت علاقتهم مبنية على الأخوة الإيمانية لا على الصداقة الدنيوية ، يوم القيامة يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، لكل امريء منهم شأن يغنيه ، إلا من كانت علاقتهم مبنية على الإيمان ، فعند دخولهم الجنة يفتقدون أصحابهم في الدنيا – كما جاء في الحديث- فيسألون الله تعالى عن أصحابهم في الدنيا الذين كانت تجمعهم معهم الأخوة في الله فيقولون يارب إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معهم ويحجون معنا فأدخلتهم النار ، فيقول الله أخرجوا من تعرفون منهم من النار ، هذا هو الرابط الإيماني الحقيقي وهذه الأخوة التي يجب أن يحرص عليها المسلم لتمتد معه حتى في اليوم الآخر.
أ. مرزوق المطيري
مدرب متخصص ب
المعهد العالي للخدمات الإدارية