وزير التربية الفاضل…د. بدر العيسى: لماذا اللغة الفرنسية في المرحلة الابتدائية؟!
التعليم هو نظام له أهداف محددة ومعايير منظمة للعملية التعليمية. لذلك التعليم في المرحلة الابتدائية ليس بالأمر السهل لأنه ذو منهجية متسلسلة وفقا لأسس ومبادئ علمية ونظرية تحدد ماذا وكيف يتعلم طالب المرحلة الابتدائية من التعليم النظامي.
لذلك من الخطأ المبادرة بإضافة محتوى علمي أو قاعدة جديدة على عملية التعليم في المرحلة الابتدائية ما لم يكن هناك سوابق لخبرات تعليمية تعتبر دليل مثبت علمياً يؤكد نجاح هذه الإضافة من خلال دراسات تربوية علمية تحدد المتغير الجديد وفعاليته على تعلم وإنجازات الطلبة في مرحلة التعليم الابتدائية. ومن هنا، أرى أن إضافة تعليم اللغة الفرنسية للمرحلة الابتدائية يكون خطأ لأنه سيؤول إلى نتائج سلبية على عملية التعلم والتحصيل العلمي لطلبة هذه المرحلة.
كنت أتمنى لو أن الوزارة تركز على تعليم ثلاثة مواد أساسية هي العلوم والرياضيات واللغة، وهنا أعني التركيز على اللغة العربية، في مرحلة التعليم الابتدائي. بالإضافة لمواد أخرى تكون ذات علاقة مباشرة بهذه المواد الثلاثة الأساسية وذلك لتقوية هذه المواد لأنها هي الأساس لكل التخصصات في سوق العمل عالميا، والكويت يجب أن لا تكون مختلفة عن العالم المتقدم بل متماشية وتتنافس معها.
ولكي أوضح سبب اعتراضي هذا، نرى أنه اذا تم تدريس اللغة العربية كأساس لمادة اللغة كونها أحد المواد الثلاثة الأساسية في مرحلة التعليم الابتدائية، فإن إضافة مادة أخرى كلغة ثانية سيكون تكلفتها العلمية على حساب المادة الأولى وهي اللغة العربية خصوصا في مرحلة التعليم الابتدائية. لذلك هي مسألة نسبة وتناسب، حيث أن كلتا المادتين ضمن مادة اللغة ومجموعهما بالنهاية سيكون متمم للنسبة المئوية لمادة اللغة. أي أن نسبة أحدهما إما متساوية أو أقل من الأخرى.
ولذلك فعند اضافة مادة ثالثة كاللغة الفرنسية فهذا يعني إدخال مادة جديدة تقتسم جزء من وقت التعلم لمادة اللغة كأحد المواد الثلاثة الأساسية في مرحلة التعليم الابتدائية. وهذا بشكل فعلي سينتهي بتقليص وقت تعلم إما اللغة العربية أو اللغة الانجليزية من أجل إضافة اللغة الفرنسية لمادة اللغة في المرحلة الابتدائية مما سيؤثر بشكل سلبي على عملية التعليم والتحصيل العلمي للطلبة في هذه المرحلة.
ختاماً، أرى أن مبادرة إدخال اللغة الفرنسية كإحدى المواد الثلاثة الأساسية في مرحلة التعليم الابتدائية في الكويت لن تصلح ولن ينتج عنها تحسين في جودة ومخرجات التعليم بل أن عملية التعليم ومخرجاتها ستتدنى سلبيا وبلا شك خصوصاً في يتعلق بمادة اللغة وما يعززها ويدعمها من المواد الأخرى.
د/ زيد الشمري