الجامعات الخاصة

محاضرة رابطة الآدباء

ألقى الأستاذ المشارك في فرع الجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت الدكتور محمد حسان الطيان محاضرة حول «فن العروض بين الإيقاع والغناء» وأدار المحاضرة رئيس تحرير مجلة «البيان» الأستاذ في جامعة الكويت الدكتور صباح السويفان برابطة الآدباء الكويتيين في منطقة العديلية

استهل الطيان محاضرته بسرد موجز ومبسط لأهم الصعوبات التي تواجه الدارس لعلم العروض، منوها إلى أن هذه الصعوبة ليست وليدة هذا العصر، ولكنها قديمة، قدم هذا الفن نفسه، إذ تعود إلى عصر الخليل واضع العروض وقد اصطلى بنارها الأصمعي، المعروف بالشعر وروايته.

وقال الطيان : «على أن الخطب اليوم قد عمّ، إذ سرى اعتياص هذا الفن إلى صفوف بعض المدرسين والمتخصصين»، وبالتالي حصر المحاضر الصعوبة في أسباب عدة أولها إغفال الصلة بين العروض من ناحية وبين الموسيقى والنغم والإيقاع من ناحية أخرى، مع أن الصلة بينهما قديمة تعود إلى نشأة العروض وابتكاره، وإغفالها يؤدي إلى فصم عُرى وثيقة فصما يخل بفهم العروض وإتقانه وتطبيقه.

وتابع الطيان قائلا اما الصعوبة الثانية تتمثل في التوسل لتقطيع الأبيات بوضع الإشارات المختلفة التي تمثل المتحرك والساكن، ولا تفيد شيئا في معرفة وزن البيت أو الكشف عن مواطن كسره وما قد يكون فيه من خلل ، والصعوبة الثالثة… ربط تعلم العروض بفهم دوائر البحور وهي دوائر تدل على عبقرية الخليل وقوة إبداعه في تأليف تفعيلات البحور، بينما تتمثل الصعوبة الرابعة في مواجهة الطالب بحشد من المباحث والمصطلحات العروضية المتداخلة ينوء بحفظها، ويطول عهده بتطبيقها أو توزيعها على أبحرها الخاصة بها.

وآخر الصعوبات تتعلق في البدء بالصعب من البحور والتدرج نحو الأسهل، مع أن طبيعة الأمور تقتضي العكس، وقال الطيان: «إن أسباب الصعوبة هذه على اختلافها جديرة بالدراسة والبحث، وفي تجنبها تيسير لتعليم العروض، وتذليل الكثير من العقبات التي تعترض طريقها».

ثم استرسل الطيان في شرح علاقة العروض بالغناء والإيقاع وفي هذه الجزئية مفاجئ ً الحضور بحلاوة صوته وهو يغني قصائد فصحى ملحنة لمشاهير الغناء العربي، مشيرا 2 «ان العلاقة بين الشعر والموسيقى والنغم والإيقاع علاقة وثيقة لا تكاد تخفى على أحد وأمثلتها في أدبنا القديم أكثر من أن تحصى أو تستظهر… ولعل من أبرز مظاهرها الحداء الذي كانت تساق به الإبل، فإذا ما أسرع الحادي أسرعت الإبل، وإذا أبطأت أبطأ».

وأوضح د. الطيان أنه «لأهمية عنصر الشعر قبل: الشعر موسيقى، وقال النقاد عن البحتري: أراد أن يشعر فغنى»، وأضاف: «ومن ثم كان العروض علم إرهاف الآذان وإتقان الألحان، يتطلب ذوقا سليما وأذنا مرهفة تميز الإيقاع الصحيح من الإيقاع المختل، والنغم المنضبط من النغم النشاز».

وبالتالي تحدث المحاضر عن النغم «اللحن»، موضحا أنه لا يعني به مطلق النغم، وإنما المراد طريقة أداء الأغنية، أو النشيد أو تلحينها وغناؤها، لافتا إلى أن لكل بحر من بحور الشعر يمكن أن ينطبق على أغنية محفوظة أو أكثر، ويمكن أن يغنى وينشد كما تغنى تلك الأغنية، وأشار المحاضر إلى جدول يوضح مفاتيح أشهر البحور من الأغاني والأناشيد المختارة.

ثم الإيقاع… الذي أكد فيه أن كل شعر… بل كل كلام يتألف من حروف متحركة وساكنة، فإذا ما اقترن الحرف المتحرك بالحرف الساكن ألّفا مقطعا واحدا طويلا… وإذا اقترن المتحرك بالمتحرك ألّفا مقطعين قصيرين، ويمكن تتابع الحروف المتحركة، فتكون كلها مقاطع قصيرة، إلى أن يأتي حرف ساكن فيؤلف مع ما قبله مقطعا طويلا.

وقال الطيان: «الإيقاع يقتضي أن نقابل كل حرف متحرك بنقرة، وكل حرف ساكن بعدم النقرة، فإذا تتابعت الحروف المتحركة تتابعت النقرات، وإذا جاء الساكن انقطعت، وهكذا يمكن أن تكون التفعيلة فاعلن مقابلة للنقرات (تك… تك)».

\

وأضاف: «لعل من نافلة القول هنا أن أشير إلى أن ما يعتور التفعيلات من تغييرات بالنقصان أو الزيادة، يقابله تغير بقدرة الإيقاع… كما لا يقتصر الإيقاع على تقطيع البيت، بعد معرفة بحوره، غناء، وإنما يعين ذلك على تحديد ما اعتراه من جوازات، وما أصابه من زحافات وعلل».

وأكد المحاضر أن معرفة الدارس بعلم العروض لا تجعله شاعرا، لأن الشعر موهبة، وقال: «ليس الشعر كلاما عاديا يلقى جزافا ولكنه إيقاع وإنشاد».

 

 

112014118.jpg


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock