كتاب أكاديميا

محمد القطان يكتب :هل نحن للبيع؟

هل نحن للبيع؟

 

 

في عصر التكنولوجيا المفرطة كل يوم نستيقظ على تطبيق جديد للأجهزة الذكية، وأنت تتصفح أحد برامج التواصل الإجتماعي يظهر لك مئة اعلان لتطبيقات أخرى جديدة و “مجانية”، ولك في كل تطبيق أن تُنشئ بدل الحساب ألف حساب وبالمجان، فمن الناس من ينشئ حساب شخصي عام وحساب عائلي وحساب للتجارة الإلكترونية وحساب وهمي للتعبير عن آرائه دون تردد وهكذا، وتجد ذلك في كل برامج التواصل الإجتماعي

مثل الانستغرام والفيس بوك والواتساب وتويتر وسناب شات وتيك توك وقبلها كانت البداية في البريد

الإكتروني وغيرها الكثير، ولكن السؤال كيف ولماذا وما الغاية والهدف لتقديم كل هذه الخدمات من قبل الشركات لنا بالمجان وبدون أي مقابل ؟ مالا يعلمه الكثير منا هو أنّ أكبر تجارة في العالم وفي عصرنا الحالي هي ليست بالطعام واللباس والمعادن واالأحجار الثمينة كالذهب والألماس، أكبر تجارة هي تجارة

المعلومات، أنا وأنت و هو وهي جميعنا للبيع، ويتم تبادلنا ما بين بائع ومشتري، بل نباع من تاجر واحد آلالف الزبائن، فتخيّل اننا موزعون على مجموعة مذهلة من التجار، فهم يملكون أسماءنا وأرقام هواتفنا وعناوين مساكننا وأرقام هوياتنا بأنواعها من الجواز والبطاقة المدنية وهوية العمل ورخصة السواقة، وان كنا موظفين أين نعمل وما هي وظيفتنا ومؤهلاتنا، وان كنا غير موظفين يعلمون ان كنا لازلنا طلبة أو نبحث عن عمل،

بل الأمر يتعدى ذلك فهم يعلمون من هم اقاربنا وكل المعلومات عنهم، يعلمون ماذا نحب وماذا نكره وما هو ميولنا وما هي هواياتنا، ولا يتوقف الأمر هنا بل يعلمون أي المطاعم التي نزورها وما هو الأكل المفضل لنا،

وكيف وأين نقضي اوقاتنا ومتى ننام، نعم يبدو انني ابالغ فيما أقول، او كأنني أتكلم عن مشهد من فلم

هوليودي،لكن للأسف هي الحقيقة والواقع، بل ما ذكرت هو جزء بسيط من تفاصيل أكثر وأكبر وأعظم، وقبل ان تنطلقوا للبحث عن كيف اخترقوا حياتكم وكيف اقتحموها فأقول لكم ألا تتعبوا أنفسكم حيث أننا نحن من

زودناهم بكل شيء وأقررنا لهم بالضغط على كلمة موافق بأنه لامانع لدينا من استعمالهم لكل بياناتنا كيفما يشاؤون، يا سالام وناسة اضغط على الصورة مرتين لكي يضهر لك قلب الحب و تبين اعجابك في الصورة

وتسعد صاحبها هذا ما يظنه أغلب الناس، مالا يعلمونه ان شركة التطبيق تسجل لك تلك الاعجابات حتى

تعرف ميولك وعلى ضوء ذلك يبيعونك للشركات التي تبيع ما يناسب ميولك، فإن كنت ممن يتابع الطبخ وورق العنب والقبوط والمجابيس فأنت مع آلاف الناس من نفس اهتماماتك سلعة لأصحاب المطاعم فتباع معلوماتكم لهم فتجد إعالانات ) السلعة ( تطلع لك من كل صوب، وكل حسب اهتماماته، سيارات، رياضة،

مكياج .. الخ، ومعلومة فوق البيعة القيمة السوقية للفيس بوك فقط هي 22.744 مليار دولار يعني حبتين

وتوصل ترليون، إذاً رداً على عنوان الموضوع هل نحن للبيع ؟ فالإجابة بل نحن واصحابنا واقاربنا واهلنا

اللي خلفونا للبيع، ختاماً هل هناك مخرج مما نحن فيه من اختراق تام لخصوصيتنا ؟ الاجابة نعم بشرط ان

ما تستعمل التلفون بوليت وتغير اسمك ورقم هويتك وتنتقل من بيتكم وتغير جوازك و تصبغ شعرك اشقر

وتلبس عدسات اما اخضر او زرق وبالمرة اذا تقدر تغير اهلك وقتها يمكن تضبط معاك. ماكو شي ببلاش.

 

بقلم: أ. محمد القطان

قسم الحاسب الالي

المعهد العالي للخدمات الادارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock