د. فلاح السويري يكتب: التعليم عن بعد
فرضت الظروف الصحية العالمية الحالية على حكومات وشعوب دول العالم نمطا جديدا غير متعود عليه من قبل البعض وسارعت الحكومات والشعوب الى تقبل ما كان مطروح بالسابق من ثورات تكنولوجية لم تتقبلها الحكومات والشعوب في وقتها نتيجة لأسباب مختلفة ليس من المناسب ذكرها في هذه المقالة ما نحن بصدد قوله في هذه المقالة هو ان فصل المعلم عن المتعلم في البيئة التعليمية او ما يسمى اصطلاحا دارجا الآن( التعليم عن بعد) هو تعليم فعال اذا احسن تطبيقه بفلسفته القائمة على ارشاد المتعلم الى مصادر المعرفة الحقيقية وكذلك تدريب المتعلم على كيفية الحصول على المعلومة المعرفية بنفسة واستنتاج الحقائق العلمية ذاتياً ويكون دور المعلم هو دور المرشد والمقيم وليس الملقي و مفهوم التعليم عن بعد ليس مفهوما جديدا حتى يتخوف الناس منه بل هو احد انواع التعليم الذي اظهرت له نتائج ايجابية حاله حال التعليم التقليدي اذ تعود فكرة التعليم عن بعد أواخر السبعينات من قبل جامعاتٍ أوروبية وأمريكية كانت ترسل مواد التعليم المختلفة للمتعلم عن طريق البريد لتساعد المتعلم على استيعاب المواد وفهمه وتحقيق الاهداف التعليمية للمقرر وفي أواخر الثمانينات تطور الأمر ليصبح التواصل بين المعلّم والمتعلم عن طريق التلفاز والمحطات الإذاعية، ثم مع ظهور الإنترنت أصبح في البداية البريد الإلكتروني هو وسيلة التواصل بين المتعلم والمعلم حتى بداية القرن الجديد، فأصبحت هناك المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال، حيث سهّلت من عمليّة التواصل والتعلم ووفرت حلقات النقاش والاتصالات المباشرة عبر المواقع والبرامج المتخصصة في ذلك. واصبحت شركات البرمجيات تتنافس في انتاج البرامج التواصلية التعلمية. خلاصة الموضوع ان ليس هناك مخاوف على جودة مخرجات التعليم عن بعد إذا أحسن ضبط العملية التعليمية.
بقلم الدكتور فلاح السويري
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب