أ.د محمود داود الربيعي يكتب: الامتحانات – اأهميتها – أسسها – وسائلها – أنواعها
اهمية الامتحانات :
تأتي اهمية الامتحانات من كونها وسيلة للحكم على فاعلية العملية التعليمية والتربوية من خلال ما تقوم به من دور فعال فيها ، حيث تساعد على تشخيص العقبات والمشكلات التعليمية ، وتقدم الحلول المناسبة واوجه حلها ، ومهمة للمؤسسة التعليمية بحيث تدفعها لمراجعة اهدافها ، ومدى ملائمة المنهج لتحقيق هذه الاهداف ، كما تأتي اهميتها في انها تساعد على معرفة مدى تحقيق الخطة التعليمية للأهداف الخاصة بها.
لقد ارتبط تطور الامتحانات في كافة مجالاتها وانواعها بالتطور الذي اصاب جوانب حياة الانسان في كافة المجالات ، خاصة في الربع الاخير من القرن الماضي ، وبفضل جهود علماء التربية الحديثة ومما زاد من اهمية الامتحانات بشكلها العام ، اذ اصبحت هذه الامتحانات تتطور باستمرار مع كل تطور يصيب حياة البشر ، مما يزيد من اهميتها في العملية التعليمية .
ان اهميـة الامتحانات تكمن في انها تقيس مدى تمكن المدرس (في كل مراحل التعليم) من معرفة مدى نجاحة طرق تدريسه ، ومقدرته على ايصال المعلومة للطالب ، فلا يمكن للمعلم ان يعرف مدى تحقق الاهداف الا من خلال الامتحانات ، فهي مقياس للمعلم والطالب معاً ، وهي ما تعرف بالتغذية الراجعة لكليهما ، كما تعمل على توسيع مدركات التفكير العليا للطالب ، وتقيس مدى قدرته على التحليل والفهم والاستنتاج ، وهي عملية تشخيصية تحدد نقاط ضعف المعلم والطالب معاً ، كما تعمل على اعطاء المعلم الدراية والممارسة بعمل الامتحانات واعدادها بطرق سليمة.
اسس الامتحان الجيد :
تقوم الامتحانات على عدة اسس منها :
1 . الاتساق مع الاهداف :
ونعني بذلك ان تتناسب الامتحانات مع الاهداف لان غاية المقرر والهدف من وضعه ، هو تحقيق الاهداف المتنوعة التي يشملها المقرر ، وتقوم مقررات جامعة القدس المفتوحة على الاهداف ، فكل مقرر له اهداف عامة ، وكل وحدة منه لها اهداف خاصة لذا فمواصفات الامتحان الجيد يجب ان تتسق مع الاهداف لان الغاية منها قياس مدى تحقق الاهداف .
2 . الشمول والتكامل :
فالامتحانات يجب ان تتكامل فيما بينها ، أي الاسئلة تكمل بعضها البعض ، فالتعيينات جزء من الامتحانات ، لذا يجب ان يكون التعيين مكملاً للامتحانين النصفي والنهائي ، وبذلك تتكامل الامتحانات فيما بينها ، كما يجب ان تتصف بالشمول ايضاً ، اذ يجب ان تحتوي على كافة اهداف المحتوى ، بشكل نسبي تغطي وحدات المقرر ، وعند توزيع العلامات ايضاً يجب ان تكون متناسبة مع التوزيع ، حتى تكمل الغاية منها فالأسئلة ذات الاجابات القصيرة يجب ان تأخذ حقها بالشكل الذي تقتضيه الاهداف ، كما ان الاسئلة الموضوعية يجب ان لا تطغى على سلم توزيع العلامات ، فشمولية الامتحان ترتبط بما تقيسه من اهداف وجدانية ، معرفية ، سلوكية ، فالتقويم الشامل الذي يتناول العملية التعليمية بجميع مكوناتها .
3 . الصدق والثبات :
خاصة بأدوات معينة في الامتحانات ، ولكن من الممكن ان تكون من اسس الامتحانات لان صدق الامتحان مرتبط بصدق محتواه ، لذا يجب تجنب كثير من العبارات التي لا تتماشى مع العلم الحديث من مثل ، مما لا شك فيه من المؤكد حقيقة الامر وغيرها من العبارات ويجب ان يرتبط ذلك ايضاً في الامتحانات ذات النماذج المختلفة .
4 . الموضوعية :
وهنا لا تأثير للعوامل الشخصية في الامتحانات فالعلاقات القائمة بين الاساتذة والطلبة يجب ان تستبعد عند وضع الامتحان الجيد ، فلا مجال للعقاب والانتقام عند وضع الامتحان .
5 . الجهد والوقت :
وهو تناسب اسئلة الامتحان مع الوقت المحدد ، وفي بعض الامتحانات نجد ان الوقت لا يكفي لحل الاسئلة ذات الطابع التحليلي ، كالرياضيات والاحصاء ، واحياناً الوقت يكون اكبر من حجم الامتحان .
6 . مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
انواع الامتحانات :
- الامتحان التكويني : يستخدم في اثناء العملية التعليمية ، وهدفه تزويد المعلم للتغذية الراجعة لتحسين اداء المعلم والمتعلم ، ويستخدم في الجامعات النظامية ، وفي التعلم عن بعد تحت مسمى ” التعيينات ” .
- الامتحان التشخيصي : يهدف الى تشخيص الصعوبات وتحديد جوانب القوة ، وتستخدمه الجامعات النظامية في بعض تخصصاتها .
- الامتحان الختامي : وهو الامتحان الذي يحدد تحقيق المتعلمين للمخرجات الرئيسة لتعلم المقرر ، وتستخدمه الجامعات النظامية وجامعات التعليم عن بعد .
وسائل الامتحانات :
تعدد وسائل الامتحانات بتعدد الاهداف الدراسية ، فكما تعددت الاهداف تعددت وسائل التقويم وهناك عدة وسائل للتقويم وهي :
اولاً . الامتحانات التحريرية وهي نوعان :
أ . امتحانات مقالية (انشائية) :
ان الامتحانات المقالية شاع استخدام هذا النوع من الامتحانات منذ زمن بعيد ولا تزال تستخدم الى يومنا هذا ، وتعتمد عليه الجامعات لقياس قدرة الطلبة على التفكير والتحليل والفهم ومدى تحقق الاهداف .
ولكن هذا النوع من الامتحانات لا تكفي لذا لابد من استخدام وسائل تقويم اخرى وهذا النوع من الامتحانات تصاغ اسئلته بطرق تجعله يتنوع من حيث قياس قدرة الطلاب على الفهم والتحليل ، ومدى تحقق الاهداف .
ب . الموضوعية :
وهي من انواع الامتحانات التي تعتمد جنباً الى جنب مع المقالة ، وهي عدة انواع :
1 . الاختيار من متعدد : ويعتمد هذا النوع من الامتحانات على ركيزتين هما : المثير والاستجابة ، وسهولة الاجابة تكمن في وضع اشارة او دائرة حول الرمز الصحيح للأجابة ، والاجابة الصحيحة تكون حسب هدف السؤال اما :
أ . اختيار الاجابة من بين الاجابات الخاطئة ، وهنا لا يتحمل السؤال سوى اجابة واحدة فقط ، وهو ما يعرف بالحث عن الصواب .
ب . اختيار الاجابة الخاطئة من بين الاختبارات ، وهو ما يعرف بالبحث عن الخطأ ، وهذا النوع يقتضي وضع اجابات صحيحة ما عدا واحدة ، ولا يتحمل السؤال غيرها .
ج . اختيار الاجابة الاكثر اهمية ، وهذا النوع غير متبع لدقته ، وهو ما يعرف بالبحث عن الاهم .
هذا النوع من الامتحانات له عدة مزايا منها : الدقة في التصحيح ، السهولة ، فلا مجال للمحاباة بين الدارسين ، يمتاز بالصدق والثبات اكثر من الاسئلة المقالية ، يقل فيه التخبط والتخمين في الاجابة وغيرها .
اما عيوبه فهو : يتطلب جهداً ووقتاً في وضعه ، الدراسة التفصيلية والدقيقة من قبل الدارسين ، لا يقيس قدرة الطلاب على التحليل والابتكار وغيرها .
2 . الصواب والخطأ : وهو عبارة عن عرض عبارة متضمنة معلومة ، يفترض ان تكون اما صحيحة واما خاطئة ، لذلك فان هذا النوع يتطلب دقة متناهية عند صياغته ، وصياغة السؤال كثيراً ما تتداخل مع صيغة الاجابة بنعم او لا ، فصيغة سؤال الصواب او الخطأ تختلف عن صيغة سؤال نعم او لا ، لكن بعض المدرسين يخلطون بين هذين النوعين عند وضع الاسئلة ، دون تمييز بينهما .
ولهذا النوع من الاسئلة مزايا وعيوب ، ومن مزاياه : لا يستهلك مساحة من ورقة الاسئلة ، سهل الوضع ، سهل التصحيح ، يعتبر مقياس لاختبار المعلومات الصائبة من الخاطئة .
اما عيوبه : فهي غموض العبارات ، تعزز مفهوم التردد لديهم ، الاعتماد على التخمين في الاجابة احياناً ، لا يقيس اهداف القدرة على التفكير والتحليل ، يساعد على الحفظ اكثر من الفهم وغير ذلك.
3 . التكملة : وهذا النوع من الامتحانات يتطلب من الطالب ان يكمل العبارة بالكلمة الناقصة ، او الجملة ، وهو مهم لأنه يقيس قدرات متنوعة كالتعرف والتطبيق ، كما انه سهل الوضع والصياغة ، سهل التصحيح يغطي اكبر قدر ممكن من وحدات المقرر ، مناسب لقياس الاهداف الموضوعة من اجل تحقق الاستنساخ وربط المفاهيم.
اما المأخذ عليه فهو : يسمح بدرجة من الذاتية بافتراض كلمة مشابهة عند التصحيح كما يسمح للغش والتخمين ، ويعتمد على الحفظ اكثر من التحليل .
4 . المزاوجة : وهو اكثر الامتحانات الموضوعية دقة ، لأنه يستبعد مبدأ التخمين في الاجابة ، وهو عبارة عن وضع عمودين على الدارس ان يوفق بينهما ، ومزايا هذا النوع اكثر من عيوبه ، لأنه يخلو من التخمين في الاجابة ، ويمكن ان تستخدم وسائل تعليمية اخرى عند وضعه ، كالخريطة مثلاً ، كما يمكن الاستعانة بالرسوم عند اجراء امتحانات الرياضيات وغيرها .
5 . الترتيب : وهذا النوع يقل استخدامه الا ما خص بعض مواد اللغة كترتيب كلمات جملة او غير ذلك .
ثانياً . امتحانات البحث العلمي (مشروع التخرج) :
وهو من وسائل الامتحانات التي تتبعها معظم الجامعات استكمالاً لمتطلبات نيل شهادة البكالوريوس ، وهو امتحان خاص بالخريجين ، وهذا يحتاج الى بحث مستقل ، يتم من خلاله اجراء مسح كامل لكل الابحاث التي تمت في الجامعة ، وذلك بأخذ عينات منها واجراء دراسة شاملة ، توضح مشاكل الطلبة وقصورهم في ذلك ، ودور المشرفين عليهم بالرغم من اهمية البحوث الا ان الملاحظ هلها هو :
أ . لم يكن الشكل الخارجي للغلاف موحداً ، فهو خاضع لاجتهاد المشرف والطالب ، دون ان يكون هناك شكل موحد يلزم الطلبة والمشرفين عليهم بعمله .
ب . عدم وجود خطة بحث يسترشد بها الطالب في اثناء عمل بحثه .
ج . الضعف في التوثيق ، وعدم التزام طريقة موحدة في ذلك .
د . عدم الالمام بالتفريق بين المصادر والمراجع .
هـ . الاخطاء الاملائية والعلمية والمطبعية .
و . تشابه افكار المشاريع حيث نجد بعض المواضيع تكرر في اكثر من مشروع بحث .
ثالثاً . الامتحانات الشفوية :
على القائم بعملية الامتحان الشفوي ان يكون على قدر كبير من ادراكه بعملية الامتحان بحيث يكون السؤال مرتبطاً بموضوع محدد حتى يمكن ان تختبر طلاقة الكلام عند الطالب وحسن توضيحه للمفاهيم المطلوبة منه بالاضافة الى معرفة المستوى الفكري للطالب والمنطق الذي يبنى عليه تفكيره .
رابعاً . التعينات :
وهي من الركائز المهمة التي تعتمدها بعض الجامعات حيث يكلف الطالب بعدد من التعيينات خلال كل مفصل دراسي وتحدد لها درجات خاصة تضاف الى درجات الطالب وتساعده في النجاح .
خامساً . التقارير :
وتستخدم من قبل بعض المدرسين وتساهم في درجات الطالب وتساعده على النجاح .
سادساً . الملاحظة والتشخيص :
وتعتمد على المدرس من خلاله متابعته لنشاط الطالب وتشخيص مستواه بعد من وسائل التقويم .
ا.د محمود داود الربيعي- كلية المستقبل الجامعة –بابل- العراق