يوسف عوض العازمي يكتب: التعليم عن بعد .. مرة أخرى!
” تكمن قدرة القيادة في تحويل الرؤى إلى حقيقة “
( وارن بينس )
واضح بعد تصريحات المسئولين أنه لن يكون هناك نظاما” للتعليم عن بعد لأسباب لائحية و قانونية ، و هي مفهومة و أشرت لها بالمقال السابق ، هنا و في هذا المقال لن نتحدث عن لماذا و هل و كيف ، إنما سنضع تصورات من جهد متواضع و بالنهاية لانملك قرار لكننا نملك الرأي ..
ستمضي بإذن الله الازمة و تعدي على خير ، المهم بعد الازمة مباشرة يفترض على إدارة الجامعة الموقرة البدء بوضع التصورات المقترحة لبدء عملية التعليم عن بعد في المستقبل ، وفق نظم و لوائح تضمن السير الصحيح و النزيه للعملية الأكاديمية ، و أقترح هنا البدء ببرنامج الماجستير و الدكتوراة ، لأنه من الصعب البداية بالبكالوريوس لعدة أسباب قد لايسعها المقال ، و إن كان من المهم التفكير جديا” بوضع بعض المقررات للتعليم عن بعد و تكون إختيارية ، و ممكن الإستفادة من نظام ” القراءات ” في أنظمة البكالوريوس لبدء التطبيق بتدرج ..
بالإمكان وضع جدول دراسي ثابت ، وممكن تكون المحاضرة الاولى بالحضور الشخصي للقاعة الدراسية ، و بعدها التعليم عن طريق إستخدام التكنولوجيا ، و أما الإختبارات ممكن تكون حضوريا” بوقت يتفق عليه بين الطلبة و الإستاذ ، و بالنالي كما يقول المثل الشعبي : إليا أشتهى القلب مشت الرجلين ، أهم شئ الرغبة و من ثم الإرادة و العمل لتحقيق الرغبة ..
و قبل ذلك كله و قبل كتابة أول سطر ، يجب تكييف الموضوع لائحيا” و قانونيا” و تضبيطه و لو كان بتشريع من البرلمان ، أهم شئ يكون منظم قانونيا” ، و حائز على الأعتماد الأكاديمي ، حتى تكون الامور كلها بالسليم ..
لربما من حسنات الازمة أنها نبهت إلى أهمية هذا النوع من الدراسة ، كذلك من الاهمية بمكان التنبيه إلى ميزة هذا التعليم في حال إقراره و هو إنه قد يفتح المجال للكثير من الراغبين بالدراسة الاكاديمية من الموظفين بالقطاع العام و الخاص و خوض تجربة أكاديمية محترمة وفق لوائح و نظم و قوانين مرتبة و جاهزة للاعتماد الاكاديمي و تضمن الدراسة الحقيقية للطالب ، و في هذا فائدة كبيرة للكثير ، و رب ضارة نافعة ..
و قديما” قيل :
إذا كُنتَ ذا رأيٍ فَكُنْ ذا عَزيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرأيِ أنْ تَترددا . .
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@