كتاب أكاديميا

أ. فيصل ملفي العارضي يكتب: الكورونا والتعليم

كنت أتساءل كيف يمكن للطاعون او الجدري قتل الكثير من الناس فيما مضى، وكيف لم يجد له الناس دواء، فحمدت الله على تطور العلم وقدرته على السيطرة على الأمراض، فعندما أتى كورونا أحسست بحال من مضى وعجز قدرة الإنسان، فعاش الناس لحظات الخوف والهلع من الإصابة والموت منه ونسوا قول الله تعالى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ فالهلع الذي اصاب الناس بين جودة كل مربي وبين لكل غارس ما غرس، فمن غرس قيمة الصبر ‏فقد صبر ولم يتذمر ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
ومن غرس قيمة الالتجاء إلى الله عند المصائب فقد التجىء الى الله ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه)

فمنذ انتشار وباء كورونا أصبح الكل يسعى للوقاية والحفاظ على نفسه وأبنائه قدر المستطاع، فبدأ كل فرد بطرح الاقتراحات والتساؤلات والمطالبات حتى لا يخسر ما حافظ عليه، فطالب أولياء الأمور بتمديد العطلة وحق لهم، فالطلاب هم بناءة مستقبل الغد لذلك وجب علينا الحفاظ عليهم اليوم، ومنهم من طالب بالدمج وهناك من طالب بمضاعفة درجات الفصل الأول الذي قد يظلم الطالب الذي لم يقدر أهمية التعليم او من حصل له ظروف حالت بينه وبين النجاح او المعدل، وأما الوزارة أرادت تمديد الفصل الثاني الذي قد يدخلهم في دائرة لا مخرج منها من تذمر أولياء الأمور، فلابد من فهم بيئتنا حتى نتخذ القرار، فمن المتعارف عليه في مجتمعنا كثرة السفر في فصل الصيف والتخطيط له مسبقاً ، فتأخر الدراسة سيدخل الوزارة في مسألة خسائر ولي الأمر لتكاليف السفر والحجوزات ، ولكن لنجمع جميع الإشكاليات والمطالبات ونجمع منها ما نستطيع لكي نتخذ القرار فهذا مصير مجتمع لا مصير فرد.

فما الذي يجمع بين عدم اختلاط الطلاب لتجنب نقل الوباء؟ وعدم مضاعفة درجات الفصل الأول لكي لا يقع الظلم على احد الطلاب؟ وعدم تمديد فترة الدراسة حتى لا نسمع من يتذمر؟ وكيف نشغل وقت الفراغ لدى الشباب بما يفيد؟
يمكن جمع ما سبق في تطبيق نظام التعليم عن بعد فقد طبق في أرقى الجامعات العالمية، وقد تم إثبات فاعلية التعليم عن بعد في دراسة (بريك، ٢٠١٧، مبارز، ٢٠١٦، البيطار، ٢٠١٦) وغيرها العديد من الدراسات، فبعد هذا كلي ثقه بأن وزارة التربية بقيادة د. سعود الحربي تحرص على مسألة الهيئتين التعليمية والطلابية والحفاظ عليهم، واختم بقول الشاعر
فمَن منَّا يجيءُ بغير نقصٍ؟
ومن منَّا بلا نقصٍ يروحُ

بقلم : أ. فيصل ملفي العارضي
@faisalal3ardhi

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock