كورونا.. بين تعتيم الاشرار وشفافية الاحرار | بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
يبدو أن الكوكب لن يستريح من فساد الإنسان وأطماعه التى لا تريد أن تنتهى ،حيث أنه وفى خضم المعارك والاقتتال الشرق أوسطى على النفوذ والثروات والهيمنة تفاجأ العالم بوباء أثار الذعر بين بنى البشر ،هذا الجنس الضعيف الذى لا يقيم للعدل والحق والخير والبر وزناً إلا من رحم ربى ، وباء كورونا أو (كوفيد-19) جاء ليحتل صدارة الاهتمام العالمى بسبب انتشاره كالنار فى الهشيم ليثير الذعر حتى أننا سمعنا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعرض المساعدة على الصين وإيران !
لقد حول الوباء أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم وهو فى الحقيقة سلوك رائع لضرورة التكاتف لمكافحة الكوارث الطبيعية العالمية كحرائق الغابات والزلازل والأوبئة والفيضانات ، ولكن هل ظهور كورونا فى مدينة ووهان الصينية فى ديسمبر 2019 سلاح بيولوجى تم تخليقه معملياً أم وباء بيولوجى كباقى الأوبئة الفيروسية أو البكتيرية ؟! ..
الحقيقة أننى أرى واؤمن بإرادة الله فى كل شئ مصداقاً لقوله عز وجل ( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ) فالفساد هو سلوك بشرى لعين ،وطالما تكلمنا عنه ولا نستطيع حصره ولا يتسع له أى مكان ولا تصفه ألسنة وأقلام ، فإن قلنا أن الوباء مؤامرة بشرية أو انتقام إلهى فالمعنى واحد بما كسبت أيدى الناس !
عندما كنا نصرخ ونطالب فى مقالاتنا بمحاربة الفساد ظن بعض الناس أننا نشخصن معاركنا مع هذا أو ذاك ! لقد كشف وباء كورونا حقيقة ما يفعله الفساد فى المجتمعات الإنسانية فتجده يدور حول مفهوم الأنانية والسلطوية بغباء مدمر للجميع نعيشه بوضوح ونحن نرى الانتماء الطائفى والتعتيم والمحسوبية وتصفية الحسابات السياسية داخلياً وخارجياً واستغلال المواقف بشكل يندى له الجبين !
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية من خلال فروعها الإقليمية الأرقام والإحصائيات بكل وضوح ومن ضمنها مصر والتى تعاملت بشكل رائع عندما أجلت رعاياها من ووهان الصينية ووضعتهم تحت الكشف الطبى الذى أظهر سلبية النتائج والتزمت بتعليمات الفرع الإقليمي للمنظمة ومقره القاهرة وكل الأمور أصبحت مبكراً تحت السيطرة .
ومع ذلك نجد حرب الإشاعات من جماعات أنقرة وطهران وعملائهم فى المنطقة تريد الأذى والضرر لمصر ضاربين بالاعتبارات الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط وخاصة أن الوباء يهدد العالم و منطقياً لا توجد مصلحة لأحد فى إخفاء أى معلومات ولم يفعلها إلا النظام الإيراني والذى يدفع ثمن خطيئته الآن وابتلينا نحن به وذلك بسبب الفساد ..
الفساد يا سادة يا كرام هو الوباء الحقيقى وليس كورونا وسارس وأنفلونزا الخنازير ، جنون البقر ليس مرضاً ظهر فى بريطانيا منذ أكثر من عشر أعوام ولكنه واقع نعيشه فى هذه المنطقة الموبوءة بفساد الضمير والأخلاق ، سينتهى كورونا فى يوم ما ولكن متى يكف الفاسد عن فساده وجنونه وحماقاته ؟!!!! …
استقيموا يرحمكم الله لكى يرفع الله عنا كل بلاء ووباء .. كل التحية والتقدير والعرفان للجنود المجهولين من أطباء وممرضين على الجهود المبذولة للحد من الوباء ،ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا السلامة واليقظة والنزاهة وشفافية العقل والضمير