كتاب أكاديميا

أرض السَّماء !

IMG 1661

وطنٌ كوطني .. لم أتخيّل يومًا أن يكون مُثقلًا بالحزن ، أن يكون هادئًا سوى من نبضات القلوب التي تعالت خوفًا من فقد هذا الوطن ، و لن أتخيّل سوى ما أعرف عن وطني و أبناءه ، حين رفعت ستار مُخيلتي رسمت مشهدًا لأولئك الجنود البواسل قليلي العدد ، غُدر بهم من طاغيةٍ ظالم ، و لم يمنعهم ذلك من إثبات أن قلّتهم لا تعني الاستسلام ، رأيت في أحياء وطني شبابٌ يقاومون الصعوبات ، يخط أحدهم على الأوراق كلماتٍ تؤذن بـ ” آلا إنَّ نصرَ الله قريب ” [ البقرة -٢١٤]

و يخطط آخر كيف يكونُ النصر القادم ؟ ، و هناك أخوات الرّجال .. تلك تُضمد الجرحى .. و هذه تخبز لتُخبر أن الكويت ستبقى تنبضُ حياةً و إن ظلمتموها !

سمعتُ أيضًا عبر قلبي تكبيراتهم ،

الله أكبر .. ستعود وطني فلا تحزن

الله أكبر .. شهدائنا فاحت دمائهم مسكًا عُتِّقَ في ثرى وطني

الله أكبر .. خذوا من الأسرى ما شئتم فالكُويت لن تؤخذ !

الله أكبر ترددت غضبًا و أملًا .. ترددت قوةً و صبرًا.

طار قلبي يرى أبناءُ الكويت خارجها .. تمامًا كما في قصصهم ، هُنا إخوةٌ فتحوا دورهم نُصرةً لوطني .. لأنهم يعلمون يقينًا أن الكويت ستعزف لحن الحُريّة مجددًا ، و هنا أبطالٌ ينظمون مسيراتٍ يقصّون فيها عن جنَّتهم .. كيف سلبوا حُسنها و أسروا فرحها !

أُخبركم عن دموعٍ أغرقت القلوب قهرًا مع خطاب الأمير الراحل ، إذ اختلطت دموعه بدموع شعبه ذلك المساء .

و هاهي التكبيرات اليوم تعلنُ بأن وطن النّهار ، رغمًا عن الآلام عاد ، بأن وطنَ السماء .. أمطرت أراضيه نصرًا و سماءُه حريّةً و فخرًا .

و نحنُ اليوم نفرح كفرحِ الكويت حين أُعلنت حرّة لأوّل مرَّة ، تُكبّرُ قلوبنا نصرًا لسماءنا التي عادت زرقاء ، تُكبّر لأسماء الأبطال الذين أَحبّوا الكويت و رأوها جنّةً فتسابقت أرواحهم للجنَّة حقًا ، فلك الحمدُ بأن أعدتها ربي و حفظتها ، و لكَ الحمد أنَّك رحمتَ قلوبنا من أن تتخيل وطن السماء بلا نهار .

بقلم : جُمانة المطيري .


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock