يوسف عوض العازمي يكتب: التاريخ .. نقل صادق، وتحليل متزن!
” وقائع التاريخ الكبرى عائمات جليد ، طرفها ظاهر فوق الماء ، و كتلتها الرئيسية تحت سطحه ، و من يريد استكشافها عليه أن يغوص ”
( محمد حسنين هيكل )
في كتب و مكاتبات التاريخ ، نجد مترافقات في الإخباريات و الرواية و النقل و الإستنتاج و التحليل و حتى إستنباط المتابعات المتتبعة بمتابعة أي حدث حادث من حوادث التاريخ ، فلأن تقرأ عن حدث ما عليك بتتبع المصادر و المراجع ذات الصلة بالحدث ، تنوع المصادر أمر هام لباحث التاريخ حتى يصل للإستنتاج الأقرب و من ثم يحلل الحدث تاريخيا” و سياسيا” و حتى فكريا” بخصوص بعض الأحداث ..
في التاريخ و حيثياته وأزمنته المختلفة من الصعب أن تجد متوافقات في الرأي و الرؤى و النقل المحايد ، حتى البحث التاريخي الجاد عليه من الكلام ماعليه ، صعب تجد توافق حول كتاب تاريخي يؤرخ لمرحلة تاريخية معينة ، لا غرابة في ماسبق فتلك هي حال البشر و الناس ، كثير من المؤرخين و كأنهم أتفقوا على عدم الإتفاق !
في كل مراحل التاريخ تجد مع / ضد ، و هو طبيعي نظرا” لتشعب بعض الأحداث و تأثيرها المتأثر بعدة متأثرات متأثرة بأحداث قبل / أثناء / بعد الحدث المستهدف بالدراسة ، إستلام جادة الحياد هو المتطلب الأهم للوصول للغاية المتطلبة ، لايمكن لأي باحث لم يلتزم الحياد أن نقف على جدية و مصداقية أبحاثه و مايبحث به ، إدخال الهوى النفسي يهوي بالمبحث التاريخي و يجعله بلا قيمة ، ولايساوي حتى ثمن الحبر المكتوب به !
لو تمعنت في حوادث التاريخ الإسلامي بدء من صدر الإسلام مرورا” بالخلفاء الراشدين وصولا” للدولة الأموية و بعدها العباسية و الاحداث المتتالية ، لوجدت الإختلاف بالتحليل التاريخي و السياسي لكل حدث ، و لعل حوادث الهامة التي كانت مثل معركة الجمل سنة 36 هجرية ، و بعدها معركة صفين سنة 37 هجرية ، و بعدها التحكيم و ما تلا ذلك من احداث جسام ماتزال أصداؤها حتى الآن ، هي من اهم ماتناولة المؤرخين من بحث و تحليل و تفكيك للاحدااث و تشريح بنيتها التاريخية ، مما فتح الباب للكثير من الآراء المختلفة ، و هذا هو التاريخ و هذه ملامحه ، و هذه تموجانه ، فالتاريخ تنقلب احداثه خلال ثوان و ليس دقائق و حسب ، لأنه يسير وفق ماتفعلة النفس البشرية ، التي تتفاعل مع مايجري و مايحدث و مايتم التعامل و التصرف معه .
التاريخ أمانة ثمينة ، لاينبغي وضعها إلا عند الاهل لها ، وليس أي تاجر شنطة يبحث عن ربح سريع ، او باحث مزور يخلط الإقتباس بالإقتباس ، و يجزم بما لايفهم ، لذا حتى الرسائل العلمبة البحثية ينبغي عدم التساهل في إجازتها إن لم تكن وفق منهج علمي سليم ، و اما إختلاف الإجتهادات و تعدد الآراء ، فهذا امر يمكن التعامل معة ، و ترشيد التصرف حياله ..
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@