أ. احمد محسن البذالي يكتب: لكل إنسان أثر ..
لكل إنسانٍ أثر فمن الضروري أن يتم الإنتباه إلى الأفعال والأقوال دائِماً ، فمِن المعلوم أن كُل شيء تتم مشاهدته أو يتم الإستماع إليه يَترك في العقول أثر وبالتالي يُساهم في تكوين الأفكار والمشاعر وردود الافعال والإنطباعات فلا يُمكن التهاون بهذا الشيء أبداً ، فالعلاقة وثيقة فيما بين قناعات البشر وتصرفاتهم التي تصدر منهم ، ولذلك حينما يتم إدراك ما سبق والذي يوجب الإنتباه لكل ما يتم استقباله وما يتم إصداره ، سيحرص الإنسان على إنتقاء ما يتلقاه بحيث يكون شيء مناسب وإيجابي لكي ينعم بآثاره المحمودة ويحرص على تجنب كل شيء سلبي لكي لا يعاني من آثاره المذمومة ، وكذلك يجب على الإنسان الحرص حينما يُلقي المعلومات على الناس أن يراعي اختيار ما ينفعهم لا ما يضرهم أو ما قد يضرهم ،
فبمراعاته لأقواله سيتجنب ترك أثر سلبي لدى الناس ،
ونستشهد بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
وهذا الحديث الشريف يدل بلا شك على أن الأقوال لها أثر ، فإن لم يكن الهدف منها خير فإن الصمت يكون أفضل ، وكل ذلك لتجنب العواقب الوخيمة في الدُنيا والآخرة.
ونستطيع معرفة الأقوال التي ينتج عنها أثر إيجابي إذا كان الهدف منها: – الإصلاح بين الناس – شهادة الحق – الحث على العدل والحكم به – الحث على التفاؤل – إعطاء الحقوق لأهلها ، وما إلى ذلك من أمور نافعة . وعلى العكس تماماً تكون معرفة الاقوال التي ينتج عنها أثر سلبي إذا كان الهدف منها: – الفتنة والافساد بين الناس – شهادة الزور – الحث على الظلم – الحث على التشاؤم – أكل حقوق الناس ، وما إلى ذلك من أمور ضارة.
- وهذه الآثار على سبيل المثال لا الحصر وقس على ذلك كل الأمور الحياتية ونتائجها.
وتتمثل معظم المعاني سالفة الذكر فيما قيل من أبيات الشعر التي تُنسب إلىٰ علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عاشِر أخا ثقةٍ تحظىٰ بصحبته …
فالطبع مكتسب من كل مصحوبِ
فالريحُ آخذةٌ مِما تمرُ به …
نتناً من النتنِ وطيبا من الطيبِ.
وفي الختام ..
بما أننا نعلم أن كُل إنسان سوف يرحل يوماً ما ولن يبقى له عند الناس إلا الأثر الذي تركه خلفه ، فليكن هدفه دائِماً قول وفعل كُل خير يُساهم من خلاله في إصلاح المجتمع الذي يعيش فيه ، وليتذكر أن صلاح المجتمعات يبدأ من داخل كل فرد. هذا ونسأل الله ان يصلح حال مجتمعاتنا.
أ. احمد محسن البذالي
متخصص في العلوم الإجتماعية