غير مصنف

فاطمة الصفار تكتب: في انتظار الأحلام الورديّة

ها قد وصلنا لليوم الذي أصبح فيه المواطن يسأل مراراً وتكراراً عن الزّمن الموعود، زمن الإستيقاظ من السّبات العميق في سبيل تحقيق الأحلام المُنتظرة على أرض الواقع، زمن نجد فيه سعياً وراء قوانين تنفع البلد لا تضر به، تُصلحه لا تفسده، وتحقق النّفع العام لا الخاص.

 

   يا سادة لقد مَللنا من أخذ الوعود وعدم الإكتفاء بالتّخلّف بها، سئمنا من هدر الوقت والجهود لقضايا مضرّة في سبيل تغليب المصلحة الخاصّة على سواها، تشبّعنا من المواضيع التي لا فائدة تُرجى منها إطلاقاً في الوقت الذي يستدعي الإصلاح والتّطور بمؤسسات الدّولة في جميع المجالات.  

 

  ألم يحين وقت التّحرك بجديّة وبذل كافّة الجهود الممكنة من أجل الإرتقاء بكويت جديدة أم أنّ الوضع الرّاهن يستوجب مزيداً من النّوم والأحلام الورديّة ؟

 

   ألم يأتي دور الشّعور بمسؤوليّة تطوّر المجالات المختلفة كالسيّاحة والصحّة والتّعليم وغيرها أم أنّ وضع الأمور الشّخصيّة يتطلب الصدارة في بداية قائمة الأولويّات ؟

 

  ألا يكفي التّراجع الملحوظ في مستوى التّقدم من بين جميع دول العالم من بعد حصول الكويت قديماً بشرف أعلى درجات التّطور في شتى المجالات أم أنّ الوقت الحالي يتطلّب التّراجع أكثر فأكثر؟

 

  أعتقد أنّ إجابات هذه الأسئلة مُبهمة فعلاً وغير معروفة حقاً إنْ لم نرَ تطبيقاً فعلياً يأتي في المقام الأوّل قبل كل شيء، فمع كل هذه المطالبات والاحتجاجات إلّا أنّنا لا نتوقع استجابةً من الجهات المعنية بذلك كما اعتدنا، فقد بلغ اليأس من النهوض بكويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار مبلغاً غير مسبوقاً وأصبح الجميع بلا إستثناء يكتفي بطلب الصحّة والعافية.

 

 وإنّه لجدير بالذّكر ما يُتداول من أقاويل تدور حول أفضلية الكويت في حالها على بعض الدّول النّامية، في حين أنّها مقارنة غير مُنصفة بتاتاً وغير عادلة تماماً، فلماذا تُرى قضيّة التّنمية من هذه الزاوية ؟

لماذا لا يتم وضع خطط استراتيجية سليمة قابلة ” للتّطبيق ” لكي لا تصبح حبراً على ورق ؟

لماذا لا يتم منافسة الدول العالميّة ذات المركز السّياحي والتّجاري الجاذب للإستثمار ؟

 

   أضف إلى ذلك أنّه لَمن المؤسف فعلاً والمُحزن جداً تقدّم ترتيب بعض الدول النّامية على دولة الكويت في تقرير التنافسيّة العالمي مما يجعله مؤشراً جدياً عاكساً للتدني والتّراجع المُثير للاستغراب والدّهشة بعلّة توافر كل مقوّمات الخير في بلد الخير من تبرّعات إغاثيّة وتعليميّة وخيريّة وغيرها لكثير من البلدان النّائية.

 

  باسمي وباسم كل مواطن يأمل باستجابة مطلوبه على وجه العموم وبردّة فعل حتميّة على وجه الخصوص أطالب بحلول جذرية وخطط فوريّة تغيّر الصورة المتوقعة المطبّقة لمقولة ” لا حياة لمن تنادي ” لبناء أبهى صورة لكويتنا البهيّة وأرقى صورة لكويتنا الغالية، كمّا أنني أدعو كل المعنيين بضرورة مراقبة الضّمير في كويتنا وأخذ الإحساس بالمسؤولية بعين الاعتبار تجنّباً لعواقب وخيمة لا يُحمد عقباها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock