هند الشمري تكتب: جثمان لغة
كنت أحاول الكتابة والتحدث لغيرك، ولكن كانت اللغة تعض على أصابعي كل مرة، وكأنني منذ عرفتك وبلُغتي الجديدة ليس في عالمي إلا أمر واحد وهو؛
أن يكون كل شيء متعلق بك و لك.
كان أمر البعد لفترة صعب جداً علي، كنت أتقلص بين جدران الغرفة الباردة بلا أي يد دافئة تعانق خوفي، خوفي من فقدان الكلمات والأحرف، كنت أحاول احياء جثة اللغة التي بداخلي وأحاول إنعاشها مراراً بلا أي فائدة، فشعرت أنني بدأت أصدق لوهلة أنني فقدت الكلمة، فقدت اللغة، وقدرة التعبير، فقدت قدرتي على تحليل الأمور ووصفها، كنت أبذل كل الطاقة؛
لأعيش الأيام بدونك بطريقة عادية.
للذي ظننت أنه سيبقى معي ولكن لم يعد الوقت يجمعناو لم ينقذنا الوقت هذه المرة ويُعطيني فرصة جديدة؛ لأشرح لك كل ماحصل، كان كل شي يحدث سريعاً، كنتِ تنزلقين من يدي، ولم أكن قادرة على فعل أي شيء، كنت أرى مايحصل والألم يندح بقلبي، عيناي المشرعة بٍكل من الحب، والشوق، والقلق، والندم، تحدق في كل الأماكن التي زرناها: الطرق، والكراسي، والممرات، وفي قعر الفنجان الذي تشاركناه،يصدح صوت ذكراك في كل مكان؛ لكي أستطيع أن أرى بشكل جيد الفراغ الذي حصل، والمسافات التي تمددت بيننا، والطرق التي لم تعد تجمعنا. انتهى كل شي قبل أن أخبرك وأشرح لك ما حصل، وكيف أن كل هذه الأماكن الواسعة بدونك تضيق بي .
رحلت قبل أن أمسك يديك ونذهب بعيداً، قبل أن أخبرك إلى أي حد أحب عيناك وأشتاق أليهما الآن، إلى أي حد أشعر بالغربة في كل الطرق التي لاتؤدي إليك… أعتذر.