كتاب أكاديميا

خالد الغريب يكتب: صديق هذا الزمن

عندما نتحدث عن الصديق  في زمن العولمة, فأول ما يتراود إلى أذهاننا  هي فكرة الصديق المخادع والخائن, وننسى أن التقنية قد سهلت لنا أمورا كثيرةً , ولعل من أهمها جعلتنا  نتعرف على أروع الناس وهم الآن من أعز  الأصدقاء , دخلوا قلوبنا بدون أذن وسكنوا قلوبنا. فيرى العديد أن أصدقاء  الإنترنت أصبحوا الآن مثل الأصدقاء الحقيقيين فيما يعرف مؤخرا  بمصطلح [الحياة الواقعية] فأصدقاء العالم الافتراضي لا تقل أهميتهم ولا يقل شأنهم, فهم يستطيعون تقديم الكثير وجعل حياتك أكثر متعة وفائدة.  ومن جهة أخرى,  يلوم آخرون  الأوقات التي  نمر بها هذه الأيام, ولكن الأمر ليس كذلك, كل ما في الأمر أن النفوس قد تغيرت مع مغريات هذا العصر المادية منها وغير المادية,  وغاص البعض  في خضم المصالح والشهوات. هل هذا يعني أن الصداقة الحقة قد تلاشت إلى الأبد؟ ليس تماما, فإن الصديق الحقيقي هو الذي يؤازرك ويقف معك في مختلف المواقف التي تمر بها,   هو الذي لا يهدأ له بال حتى يراك سعيدا ومبتسما  ومرتاحا, هو الذي عندما يقول شيءا, يفعله, ذو أخلاقٍ عالية, صاحب قول وفعل. ذو وجود  مميز في حياتك, ذو حضور مميز ولافت في مختلف المناسبات,  التي تخصك  والتي لا تخصك , لا ينتظر  مناسبة حتى يتواصل  معك ويتطمن عليك ويريد التحدث إليك, ليس لغرض  المصلحة, بل لشخصك وحسب    ,  نهايةً عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة, الزمن قد أختلف, ولكن الوفاء  مازالموجودا وكذلك الصدق  ومنذ القدم كان هناك الشخص الجيد والشخص السيء وتذكر دائما أن الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين، بل بصدق المواقف. والصداقة الحقيقية موجودة في كل مكان وزمان.

خالد الغريب

@Alyabani94

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock