كتاب أكاديميا

أ. علي العنزي يكتب: لغتنا العربية.. هل باتت تضمحل؟!

غيرت وسائل التواصل الحديثة والمواقع الإلكترونية موازين استخدام اللغة العربية، وانقسمت إلى لغات متعددة، وتفننت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في ابتداع مصطلحات جديدة وكلمات دخيلة عليها، فخلقت بعد كبير بين الجيل الجديد من مستخدمي التقنيات الحديثة والإعلام الجديد ولغة الضاد، وسط قلق الخبراء والمهتمين.وفرضت مراسلات البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي والمدونات والمواقع الإلكترونية، لغة مكتوبة جديدة امتلأت بالتعابير المستحدثة، وطالت استخداماتها الرسوم والصور والرموز والإشارات، في مراسلات البريد الإلكتروني ورسائل التواصل الإجتماعي، كطريقة للتعبير عن المشاعر والعواطف بدلا من التعبير عنها باستخدام الكلمات العربية.هذا بالإضافة إلى ظاهرة ضعف الأداء اللغوي وشيوع الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية واللجوء إلى العامية وعدم سلامة النطق وازدواجية اللغة في وسائل الإعلام والتي تعد من أكثر الأخطاء شيوعا، وقد أصبحت مشكلة حقيقية تواجه اللغة العربية في عصر السرعة والتكنولوجيا والانفتاح الثقافي وسيطرة اللغات الأجنبية على وسائل الإعلام.ويتساءل الكثير من الباحثين والمهتمين بمصير اللغة العربية، هل هي في حالة انقراض؟ أم محاولة محو من قبل جهات غير معلومة؟! فاللغة العربية لم تعد كما كانت قبل مئة عام بل تغيرت كثيرا، ولتطور وسائل الاتصال الحديثة التأثير الأكبر على هذه التغييرات.ويعتبر الخبراء أن اللغة العربية أصبحت لغتين، لغة اقتصاد يومي “لغة سوق” أو ما يعبر عنه باللهجة المحلية، والتي تختلف من بلد عربي إلى آخر. ولغة أخرى محصورة في بحوث التربية وبحوث الدراسات الإسلامية وغيرها، أما البحوث الطبية والعلمية فالأمر مختلف فعندما كانت العرب متقدمة في الطب والعلوم كان الغرب هم من ترجم الكتب العربية إلى لغات أجنبية؛ لذا فإن البحوث الطبية والعلمية البحتة في وقتنا الحالي تستخدم اللغات الأجنبية لتطور الغرب في هذه المجالات وسبقهم فيها.كما نواجه مشكلة لدى الشباب الذي يعتبر اللغات الأجنبية تدل على التطور، فيبدأ استخدامها في غير مواضعها! والمحلات التجارية أيضا تستخدم أسماء أجنبية لتلقى رواجا أكبر من قبل الشباب؟أما بالنسبة لاتجاه الشباب نحو اللغة الانجليزية فذلك لأن مجتمع الشركات يدعم التوجّه نحو اللغة الانجليزية كمطلب للتوظيف، والطالب والباحث في النهاية يبحثان عن الوظيفة والمال كوسيلة للعيش ويهدف الباحث إلى الانتشار والبحث باللغة الانجليزية يوفر المطلبين إذ إن معظم سكان العالم يتعاملون باللغة الانجليزية وهذا هو الواقع، فنحن لم نسهم كالغرب في نشر لغة كان يفترض بها أن تكون لغة العالم.ولو بحثت في المشكلة على مستوى المدارس الثانوية كونها انطلاقة الشباب والشابات نحو التخصص؛ فإننا نجد أن الفكرة لدى طلاب الصف الثاني والثالث العلمي أنه لا داعي لدراسة الأدب والنحو والصرف والتعبير في صفوف القسم العلمي، وأن ذلك اختصاص القسم الأدب والفكرة موجودة وملحة في أذهانهم بالثانوية العامة، وكثيرا ما يسأل الطالب في الصف العلمي معلمه عن سبب إدراج تلك المواد في القسم العلمي؟ وهذا الانطباع لدي جاء من واقع الخبرة العملية في مجال التربية، مما يؤكد وجود اعتقاد عن انفصال اللغة العربية وآدابها عن العلوم لدى شريحة كبيرة من الطلبة والطالبات، وهؤلاء هم من يقومون بالبحوث العلمية مستقبلا.والجديد في الجيل الشاب استخدام اختصارات في المحادثة عبر الانترنت للتعبير عن أفكاره مثل:LOL (لول) وتعني: يضحك بصوت عالي. وهي اختصار لجملة (Laughing Out Loud).BRB (برب) وتعني: سأعود قريباً. وهي اختصار من (Be Right Back).TYT (تيت) وتعني: خذ وقتك. وهي اختصار من  (Take Your Time).WB  (ولكم باك) تعني: أهلا بعودتك. وهي اختصار من (Welcome Back).Back (باك) تعني: رجعت. وهي  من  كلمة (Back).BTW (بتو) وتعني: على فكرة، وهي اختصار لكلمة (By The Way). أي أننا نستخدم اللغة المعربة لإنجليزية مختصرة، ويتفاهم بها كل من يتعامل معها حتى الانجليزية المنتشرة في العالم تم تشفيرها، ولم تعد كما هي فماذا نقول عن هذه الظاهرة، هل نرفضها، هل نقبلها، سواء أرفضناها أم قبلناها فهي واقع موجود ومقبول على الساحة يستخدمها العامي والمثقف.فاللغة كائنا حيا يعتريه ما يعتري أي كائن من عوارض المرض، والشيخوخة والموت، وكذلك هي خاضعة لتقلبات الزمن نتيجة للتطورات والمتغيرات والمستجدات التي تطرأ، فيوجد أكثر من سبب إلى ضمور اللغة العربية الفصحى، وسيادة العامي والغريب، والمفردات الأجنبية الدخيلة، ووقوع الدارسين والمتعلمين في الأخطاء اللغوية الشنيعة.اليوم وفي ظل الثورة التكنولوجيا الهائلة، صارت الكتابة اليومية في وسائل التواصل الاجتماعي، وما يشاع في المواقع الشخصية والمدونات على شبكة الإنترنت، والتواصل الاجتماعي هي اللغة العربية السائدة في عصرنا هذا.  بقلم أ. علي العنزيعضو هيئة تدريب– معهد التمريض


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock