عادل الشمري يكتب: أنا أستطيع
الإنصهار وانتظار الهلاك المحتّم، التعايش مع الألم، أن تكوِّن صداقة مع الرعب، القلق، الأَرق، الغضب، الندم، الذنب.. الرغبة في السذاجة، في السطحية، في الغباء، في انعدام الطموح والرؤية و الكبرياء في تلاشي الكرامة!
أي حياة نعيشها؟
نسيّر الأيام إلى المجهول وسط تمثيل بارع؛ ندعي السعادة ونحن في قاعِ التعاسة، أن نكون منبسطين للعالم ونحن في أشد الإنطوائية ، إجتماعيين ونحن نغرق في العزلة .. نرقص على جثثنا.
ونكون أقوياء في حين أن قشةً أو ريشةً إن وقعت علينا ستردينا هالكين إلى مالا عودة.
رغبة في الحياة لكن لا جدوى، رغبة في الهلاك لكن لا جدوى، لا الخير يريدك ولا الشرّ، مطرودٌ أنت من كل أشكال الموت والحياة، محكوم عليك أن تكون لاشيء.. على هامش الحياة تارة، وعلى هامش الموت تارات.
وتحبط أكثر عندما تعلم أنه لا أحد قادرٌ على انتشالك مما أنت فيه، لتفشل جميع خيالتهم الإيجابية أمام حقيقتك.
هل يستطيعون انتشال شخص لا يعلم أيكمل يومه هذا بخير أم لا أن يلتفت للمستقبل ويعيش اللحظة ويردد خزعبلاتهم الايجابية؟!.
لا أرى في حياة كهذة شيء يستحق الضحك من الأعماق الا ترديد كلماتهم الإيجابية…
ضبابية المستقبل مؤلمة جدا، كيف يستطيع الانسان العيش في حاضره وهو لا يعلم أيرتاح غدا أم يشقى.
إني أرى جميع المصائب التي تحدث الآن في زماننا، وجل الهموم، والأحزان؛ سببها الخوف من ضبابية المستقبل، لا يدري الانسان وسط هذا الضباب الكثيف الذي يجعله كالكفيف اهو يضع خطوته في النعيم ام الجحيم، والمؤلم انه لن يشعر بنعيمه او جحيمة حتى يذوقه.
أخبرني اني غدا سأذوق العلقم، لأستعد له، ولا تجعلني اتخبط كالأعمى في النعيم.