هل سيضيف «الذكاء الاصطناعي» المزيد من فرص العمل؟
يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير الطريقة التي اعتاد البشر العيش والعمل وفقًا لها، ويمثل التعلم الآلي فرصة لتحويل العالم برمته، وهو ما يدفع الشركات للإسراع في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستساعدهم على زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، بحسب تقرير لـ«وول ستريت جورنال».
خلصت دراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة الأبحاث «جارتنر» وشملت كبار مسؤولي المعلومات في الشركات حول العالم، أن ما يربو على 90% منهم يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالهم بطريقة ما خلال السنوات الثلاث المقبلة.
سوق العمل
– من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سوف يتسبب في تدمير بعض الوظائف مع تعلم الآلات كيفية القيام بالمهام التي اعتاد البشر على فعلها، لكن من المتوقع أيضًا أن يخلق مجموعة من الوظائف الجديدة للعمالة من أصحاب المهارات والتعليم.
– السؤال الآن، هل يمكن لهذه الوظائف الجديدة تعويض ما سيخسره السوق من فرص عمل خلال العقد القادم؟ بعض الخبراء يشككون في ذلك، ويقولون إن التاريخ برهن على أن الثورات التكنولوجية تجبر الكثيرين على العمل بأجور منخفضة أو تخلق بطالة على المدى القصير.
– يرى آخرون أن مخاوف المشككين مبالغ فيها وغير منطقية، ويقولون إن التشغيل الآلي يؤدي دائمًا إلى زيادة الإنتاجية، وهذا بدوره يخفض الأسعار أو يرفع الأجور، مما يؤدي في النهاية إلى المزيد من الإنفاق والاستثمار الذي يولد فرص عمل جديدة.
ماذا يقول المشككون؟
– كما في الثورات التكنولوجية السابقة، من المحتمل أن تدمر الثورة القادمة للذكاء الاصطناعي وظائف أكثر مما ستضيفه على المدى القصير، الذي قد يمتد لعدة سنوات وفقًا لاقتصاديين، وفقًا لـ«كارل بنديكت فراي» الزميل بوحدة الأبحاث والسياسات الاجتماعية بجامعة أكسفورد.
– على سبيل المثال، من المتوقع أتمتة 47% من الوظائف في أمريكا بفضل تقدم الذكاء الاصطناعي، ورغم أن المخاوف بشأن البطالة التكنولوجية واسعة النطاق مبالغ فيها، تظل هناك أسباب وجيهة للقلق بشأنها على المدى القصير.
– أولًا، حقيقة أن الروبوتات قللت من فرص العمل تشير إلى أن نمو الإنتاجية وحده قد يكون غير كاف لتعويض خسائر الوظائف المرتبطة بالأتمتة، وسيكون على الباحثين عن فرص جديدة الاعتماد على وظائف كانت سببًا في ظهور الذكاء الاصطناعي.
– ثانيًا، قد لا تحقق التقنيات المبكرة مكاسب كبيرة في الإنتاجية على الفور، فخلال الثورة الصناعية، استبدلت آلات الغزل والنسيج المكبرة العديد من فرص العمل لكن دون تحقيق نمو ملحوظ في الإنتاجية التي لم تتسارع قبل 60 عامًا من بدء الثورة.
– ثالثًا، ستنشئ تقنيات الذكاء الاصطناعي مهنا جديدة لا يمكن تخيلها في الوقت الراهن، لكن من المحتمل أن تكون وظائف عالية المهارة، وقد لا يتمكن العديد من العمال الذين سيفقدون وظائفهم الأصلية ممارستها أو الانتقال إلى الأماكن التي ستظهر بها.
– لهذه الأسباب يقول “فراي”: يمكن أن يتوقع البشر تسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدمير وظائف أكثر مما ستضيفه في البداية؛ هذه هي القاعدة الأساسية وليست استثناء.
ماذا يقول الداعمون؟
– في المقابل يرى «روبرت أتيكنسون» رئيس مركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا «تكنولوجي آند إنوفجن فاوندشن»، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستزيد من الإنفاق والاستثمارات بما يقود إلى إضافة المزيد من الوظائف، ويقول إنه لا داعي للذعر تجاه النتائج المحتملة.
– لم تتسبب عملية الأتمتة التي يدفعها الذكاء الاصطناعي أو الآلات المدعومة بالحواسيب، في خسارة صافية للوظائف حتى الآن ولن تفعل، بل ستقود إلى زيادة الإنتاجية التي يترتب عليها خفض الأسعار وزيادة الأجور، وبالتالي المزيد من الاستثمار والإنفاق الذي يخلق وظائف جديدة.
– خلال طفرة تكنولوجيا المعلومات في الفترة بين عامي 1997 و2015، كان نمو الإنتاجية في 15 دولة أوروبية موجبًا وتبعه ارتفاع ساعات العمل، في إشارة إلى أن قوة الإنتاجية تأتي مصحوبة بإضافة المزيد من الوظائف.
– يقول «أتيكنسون»: كما أفادت الثورة الصناعية معظم العمال بارتفاع مستوى المعيشة، ستعود ثورة الذكاء الاصطناعي بالنفع على عمال اليوم، والذين إذا فقدوا وظائفهم بسبب الأتمتة فسيحصلون على فرص بديلة بسهولة بفضل تعزيز التقنيات الجديدة للنمو الاقتصادي.
– الأكثر من ذلك، أنه كما فعلت ثورة تكنولوجيا المعلومات مطلع الألفية الجديدة، حيث أضاف قطاع تكنولوجيا المعلومات وظائف جديدة بوتيرة أسرع 95 مرة من سوق العمل ككل، سيضيف الذكاء الاصطناعي ملايين الوظائف.
القبس