بسمة المطر يكتب: الإكتئاب والعلاج بالعمل
تمثل الصحة النفسية جزء كبير من دور أخصائيين العلاج المهني أوكما يطلق عليه ( العلاج بالعمل)، حيث تأسس هذا التخصص منبدايته في نهاية القرن الثامن عشر في مجال الصحة النفسية.
الوعي بالأمراض النفسية و مدى خطورتها بدأ بالتوسع أكثر فأكثرفي زمننا الحالي و بدأ الكثير من الناس بحجب نظرات المجتمعالتشاؤمية و التوجه الى الأطباء النفسيين و الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين و أخصائيين العلاج المهني و غيرهم.
و لا سيما أن كل مرض لا يقل عن مرض آخر بمدى الخطورة ولكنني سأسلط الضوء على مرض الاكتئاب. يبدأ هذا المرض بمراحلمتدرجة الى أن يتعمق في روح الانسان حتى يجعله شخص غيرقادر على القيام بأي دور من أدواره الشخصية و الاجتماعية حتىيصل الى كونه فرد غير فعال في المجتمع لعدم قدرته على الاهتمامفي اي أمور نفسية كالإعتناء بالمظهر و النظافة الجسدية بالإضافةالى التواصل الاجتماعي و حضور التجمعات. ثم تبدأ حالة المريضبالتدهور بترك العمل و فقد مصدر ماله و عيشه.
يبدأ دور أخصائي العلاج المهني بدراسة حالة المريض و تسليطالضوء على أهم الأنشطة التي يرغب المريض و عائلته بالعودة لها ومن ثم تحديد أهداف معينة و تدوين برنامج إعادة تأهيل المريضلتمكنه من العودة للقيام بأدواره الشخصية و العائلية و الوظيفية.
يبدأ العلاج بتقديم أنشطة للمريض تجعله يحول تفكيره و تركيزه منالجانب المظلم السلبي إلى جانب آخر يتمتع بالإتصال بالعين والتواصل بالكلام للتعبير عن الأفكار الداخلية او بالرسم أو بكتابةالشعر و تنمية مهارات التواصل عن طريق تكوين مجموعة دعميشارك فيها مرضى اكتئاب مختلفين حيث يقوم كل مريض بالتحدثعن شعوره و تجاربه و نصائحه ليستفيد منها الجميع. و من ثم يبدأأخصائي العلاج المهني بالتواصل مع العامليين الاجتماعيين الذينيسعون لإيجاد منزل مناسب لمن فقدوا منازلهم و وظائف ملائمة وخطة لإدارة المال و إنفاقه بصورة منتظمة.
و أنا كطالبة في جامعة الكويت كلية العلوم الطبية المساعدة تخصصالعلاج المهني أشجع و أدعو جميع الأشخاص الذين يعانون من هذاالمرض المريع بطلب المساعدة عن طريق أخذ تحويل لمستشفى الطبالنفسي و تحويل لقسم العلاج المهني من الطبيب المختص و أدعوأولياء الأمور بعدم التردد بإحضار أبنائهم من مختلف الأعمار لتلقيأفضل الخدمات الإجتماعية المتاحة لتقييم و معالجة مختلف الحالات.
الطالبة بسمة المطر
جامعة الكويت.
