كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: النجاح الأكاديمي بين الحفظ والتطبيق

      هل شهادتي الجامعية تثبت مدى أهليتي وتفوقي؟ شخصيا ً أجد النجاح مفهوم واسع جدا ولا يقتصر على التعليم أو تلك الورقة الشهادة التي تحصل عليها نهاية كل عام. وكأنها تحصرك في كم المجموع الذي حصدته أو مدى قوة ذاكرتك في اجابة الأسئلة المبنية على الحفظ والتكرار بالأساس.
للأسف نعاني وبشدة في مجتمعاتنا العربية من تدهور مستوى التعليم وما ذلك إلا بسبب اهمال التعليم وتخلفه عن أولويات المجتمع والجهات المسؤولة. ليسقط الطالب في وحل الاحتقار العقلي والتبسيط من تطلعاته وأفكاره التي ما إن مُنح فرصة التعبير عنها لقادت ثورة ابتكارية تخدم المجتمع وتعلي من شأنه. 

مشكلة مدارسنا أنها تقليدية جدا لا تمنح الطلبة فرصة الاجتهاد أو استخلاص أفكار حديثة وفريدة تطابق العصر الذي نعيش فيه. وتعتمد مناهجنا بالأساس على ترسيخ المعلومة وتهديد الطلبة بمجموع درجاته ليصبح همه الأوحد في المؤسسة الأكاديمية هي جمع نقاط تؤهله للارتقاء على مسرح التكريم“. وليخرج بعدها للعالم خاليا ً خاويا ً من جميع المعلومات التي كان يستنفذ جهدا كبيرا لينسخها في عقله بلا تمهل أو تدبر. يخرج للعالم الواقعي الذي لا يهمه بالفعل كم معدلك الفصلي أو كم كنت تلتهم من الكتب لتفرغها في صفحات شبه خالية تقيمك عليها رؤوس مثقلة محبطة من وظيفة أساسها الاستمتاع والاكتشاف وإحياء روح الخيال. تتخرج حتما ً لتواجه كم هائل من التطبيقات العملية والتعاملات الحيوية والانخراط مع المجتمع بشكل مباشر بكافة شرائحه وفئاته. ليصطدم بحائط يدعى سوق العمل ومتطلباته والتي بالتأكيد لن تكون منها أي من الأسئلة التي تبرمج على تخزينها بل سيواجه أسئلة وأزمات تنتظر التحليل والتدقيق وحتى الابتكار في كثير من الأحيان.
إذا أردنا مجتمع يرتقي بهمم شبابه لابد أن يكون التعليم ومنهجيته تناسب تطور الزمن وتواكب التكنولوجيا، لتساير تفكير الجيل الجديد وتتقن تعليمه وتبرهن نجاحها المؤسساتي وأخيرا ً تبرمج قلقها على الشباب من خلال التعليم الأكاديمي الرفيعالذي يستثمر بعقول وأفكار الشباب.


                                                سوسن إبراهيم محمد 
         @SawsanIris3                                                

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock